«الشعب» تقف عند الوضع في غرداية عقب تنفيذ الخطة الأمنية

عودة الهدوء إلى الأحياء المضطربة ارتاح له السكان

غرداية: لحرش عبد الرحيم

 الهيئـــــات العرفيـــــــــة والدينيــــــة تــــــدعو لإزالة أسبــاب الأزمــــــــــة
 جمعيات وأساتذة يثمنون جهود استتباب الأمن وترسيخ ثقافة التعايش


الحلـقـــــــــــة 1

بعد الأحداث المأسوية التي شهدتها بعض مدن غرداية، عاد الهدوء إلى الواجهة، ساهم فيه تضافر جهود السلطات العمومية وسكان الولاية، الذين ثاروا ضد العنف، منادين من أجل التسامح والتعايش المرسّخ في المنطقة عبر العصور. هذا ما رصدته «الشعب» بعين المكان.

وقف الجميع كرجل واحد من أجل إطفاء نار الفتنة، متجاوبين مع الإجراءات المتخذة، لعبت فيها القوات المشتركة الدور الرئيس، طبقا لتوجيهات رئيس الجمهورية، فعاد الهدوء إلى مجاريه الطبيعية.
يجمع أغلب سكان غرداية، دون استثناء، أن الاستقرار أهم شيء للمنطقة، إذ أضحى يخيم الهدوء بل عادت المياه لمجاريها في مختلف المناطق الأربع التي شهدت أحداث عنف مأسوية.
وتواصل مصالح الأمن تطبيق الخطة التي أسندت إلى قائد الناحية العسكرية الرابعة اللواء الشريف عبد الرزاق، رفقة مسؤولي الأجهزة المشتركة، حيث تقوم القوات المشتركة للدرك والأمن بتفتيش عدة نقاط، تم تصويرها من عدة مراكز، كانت تستعمل لصنع المعدات التقليدية من طرف مجموعات من دعاة الفتنة والتحريض على العنف.
ويشرف قائد الناحية العسكرية الرابعة، على تنفيذ الخطة الأمنية الجديدة، بعد أن أصبح الوضع تحت السيطرة وذلك بإخضاع مختلف الأحياء والقصور لعمليات تفتيش واسعة لجمع بعض الأسلحة التي كانت تستعمل في المواجهات وتختفي دون رؤيتها جيدا من طرف المواطنين، كونها كانت تستعمل ليلاً ومن أماكن معينة، حيث تسمع أصواتها فقط دون نارها. وجاء تدخل الجيش في اللحظات المناسبة معيدا الهدوء والاستقرار لجميع البلديات المتضررة من الأحداث.
في جولة استطلاعية لـ «الشعب»، وقفنا على مشاهد الهدوء والاستقرار بعدة أماكن كانت مسرحا للعنف. وتشهد مختلف الأسواق والمحلات التجارية اكتظاظا كبيرا، وهو مؤشر جديد تراه مختلف الهيئات العرفية الممثلة للمجتمعين، بانتهاء الأزمة أو على الأقل بداية مرحلة جديدة وإن كان الأمر معتادا.
ونحن نعد هذا الاستطلاع، مع مختلف الهيئات والمجتمع المدني ومثقفي وإعلاميي المنطقة، تهاطلت كميات معتبرة من الأمطار مصحوبة برعود، لأول مرة، منذ فيضانات 2008، ما جعل المواطنين يستبشرون خيرا بها.
رئيس جمعية قصر غرداية: استقرار الجزائر لا يروق أصحاب المصالح
يقول إتبيرن إبراهيم وهو رئيس جمعية قصر غرداية وأحد الأعيان والناشطين لـ «الشعب»: «كمجتمع، نعتقد أن استقرار الجزائر السياسي، الاجتماعي وأمنها الاقتصادي، لا يروق أصحاب المصالح الدنيئة، الذين يسعون لضربها من خلال افتعال أحداث هنا وهناك باستعمال مختلف الوسائل، من تحريك الشبكات الإجرامية ودعمها، والتشكيك في الوطنية والابتزاز التاريخي، وهو رهان الأرض ومافيا العقار».
وأضاف إبراهيم: «بعد الأحداث الأليمة والأوضاع الأمنية الخطيرة التي عاشتها منطقة غرداية، وأمام فظاعة كل الأضرار الجسدية والمادية الناجمة، ورغم القتل وكل الآلام والاعتداءات على الأفراد والممتلكات، فإن ذلك كله يهون كثيرا أمام كل الأضرار الرمزية والمعنوية والإنسانية، لهذا تطلعنا كبير للانفراج والطمأنينة».
وأضاف إتبيرن ابراهيم وهو يعود إلى الخلفيات والجذور: «إن مؤشرات الأزمة في غرداية الواقعة بقلب الجزائر، كانت منذ عدة سنوات صراعا بين قوى الخير والشر، إذ حاول المغرضون أن يصبغوها بصبغة الفتنة بين المالكي والإباضي أو المزابي والعربي، مستعملين في ذلك المجرمين والمتطرفين من بعض العروش التي تعايشنا معها في وادي مزاب منذ مئات السنين. لكن خطتهم باءت بالفشل بحكم وعي السكان وتلاحمهم».
كما أكد رئيس جمعية قصر غرداية، «أن حبنا الصادق للجزائر يحتم علينا ألا نسكت عن هذه المظاهر الخطيرة في المنطقة وغيرها، من تنامٍ للإجرام المؤطر، ومتاجرة في المخدرات وكل محرم. وفي خضم هذه الأحداث ينبغي البحث عن الأسباب الحقيقة التي كلما اجتمعت أعادت لنا نفس المظاهر وبأشكال وسيناريوهات مختلفة، يتفنّـن فيها أعداء الجزائر».
وواصل إتبيرن إبراهيم قائلا: «إن الأزمة ستنتهي فقط عند محاسبة المجرمين والقضاء على شبكات الإجرام المؤطر، المعروفة لدى الخاص والعام، مع التحقيق العاجل والفوري في تجاوزات وأخطاء جميع من تورط في نشر القلاقل، لأن الصلح منوط بإقامة العدل، فإلى متى ستستمر الكارثة وأسبابها ودواعيها بسهل وادي ميزاب؟ متى سيحاسب من خطط ومن تواطأ فيها ومن نفذ؟ وكيف يتم ذلك؟ وكيف نرد الاعتبار لمجتمع صبر واحتسب من أجل الجزائر».
وأكد أن مواطني غرداية يهدفون من خلال هذه الوقفة، إلى تحريك ضمير كل مسؤول غيور على أمن الجزائر واستقرارها، ويطالبون باستئصال جذور الفساد، للعيش في كنف العزة والكرامة وفاءً وإخلاصا لمبادئ ثورة أول نوفمبر المجيدة، وقيم وأصالة الشعب الجزائري الأبي».
ويرى ممثل قصر مدينة غرداية: «أن الأمل، كل الأمل، في إنهاء الأزمة، حيث أن هناك أزمات وقعت سابقا، لكن الأمور عادت إلى مجاريها، وهو ما يحتم علينا إنهاء هذه الأزمة نهائيا هذه المرة، وأن الجزائر محسودة في وحدتها وجيشها واستقرارها».
وأعاد المتحدث إلى الأذهان ما وقع من قبل من تنامي ظاهرة العنف والجريمة منذ سنة 1997 وحتى سنة 2013، ممثلة في سرقة الدراجات والمحلات، مؤكدا أن لقاءات تنسيقية تمت بين مختلف السكان من عرب ومزابيين. تم هذا منذ سنوات، تحديدا سنة 2013، معتقدين بعقد جازم أن استقرار الجزائر السياسي وأمنها ونموها الاقتصادي لا يروق لأصحاب المصالح الدنيئة الذين يسعون إلى ضربها، مناشدا باسم المجتمع المزابي بإلحاح الدولة التكفل بالفئة العمرية من 8 سنوات إلى 16 سنة، خاصة وأن المتنفّسات غير موجودة، داعيا الجهات المركزية إلى توفير الرعاية النفسية لهم وإشراك المجتمع المدني بواقعية.
بوكراع حسين، ناشط جمعوي: إعادة الثقة في المجتمع والدولة ضرورة
من ناحية ثانية، يرى السيد بوكراع حسين، الناشط الجمعوي بالمجتمع الميزابي، في تصريحه لـ»الشعب»، أن هناك ثلاث مراحل تلخص كل المعطيات بغرداية من أجل الخروج من الأزمة.
* الأولى، وهي مرحلة تخص المدى القريب، أي تحديدا بين فترة 6 أشهر إلى 10 أشهر، وتكون بترتيب البيت الداخلي من أجل رأب ما تم تهديمه ماديا ومعنويا، حيث لابد من الحفاظ على الأمن والاستقرار واستعادة الثقة.
يتبع.........

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024