موسم الاصطياف محطّة للتّشغيل لدى بعض الطّلبة

مداخيل ضرورية للدّخول الجامعي

دليلة أوزيان

فيما يقضي الكثير منا عطلته الصيفية على شاطئ البحر أو في مدن ساحلية داخل الوطن أو خارجه، يخطط بعض الطلبة سواء كانوا ذكورا أم اناثا لقضائها في عمل مناسباتي، حيث يسجل سوق العمل الموسمي في بلادنا نموا معتبرا نظرا لازدياد عدده بمرور السنوات. مثل هذه الخطوة تساعد الطلبة على اكتساب الخبرة في العمل، وتسمح لهم زيادة على ذلك بتمويل دراستهم وإعانة عائلتهم من ناحية أخرى. االتفاصيل تنقلها “الشعب” في هذا الاستطلاع.

لتسليط الضوء على الموضوع، نقلت لكم “الشعب” عيّنة من طلبة اعتادت العمل خلال العطلة الصيفية بعد سنة كاملة من الكد  والاجتهاد في الدراسة.
«رضوان ـ ي« طالب في السنة الثانية بمعهد التجارة قال بشأن الموضوع:
«تعوّدت على العمل في هذا المطعم الكائن بباب الوادي منذ أن كنت في الثانوية، كمساعد طباخ، بمجرد انتهاء العام الدراسي وحلول العطلة السنوية، وهذا للمرة الثالثة على التوالي”.
وواصل رضوان حديثه قائلا: “استغل دائما مثل هذه الفرص بمجرد خروج العمال الذين يشتغلون في المطعم خلال شهري جويلية وأوت كما جرت العادة،وبما أنني أقطن في البويرة والعمل لا يتوقف أبدا طيلة موسم الصيف في ظل التوافد الكبير للعائلات على المطعم في وقت متأخر من المساء من أجل تناول وجبات خفيفة بدل المعاناة التي تتلقاها الزوجات مع الطهي في ظل حرارة الصيف التي تتضاعف في البيت بسبب حرارة الفرن، .فأضطر الى المبيت هنا اذ يتحول المكان الى غرفة للنوم لي ولزملائي الثلاثة الآخرين، وهم أيضا طلبة يزاولون دراستهم في الجامعة”.
وقاطعه زميله “نبيل الحديث” قائلا: “إنه أول شغل بالنسبة لي، فانا مضطر للعمل هنا كنادل لانني أعتقد بأنني تجاوزت مرحلة الاعتماد على والدي الذي ضحّى من أجل أسرته كثيرا، تعب من أجل إسعاد أفراد عائلتي المتكونة من سبعة أفراد”. واستطرد قائلا: “لقد آن الوقت ليرتاح قليلا ولو بممارستي لهذا العمل البسيط، فهذا لا يزعجني كطالب جامعي لان هدفي نبيل  وهو مساعدة والدي في نفقات البيت، يضاف إلى ذلك تكاليف الدخول المدرسي القادم بعد أن أنهينا رمضان وما يقتضيه من ميزانية خاصة، كل مناسباتنا مكلفة أثقلت كاهل والدي الذي تكبد الكثير من المشاق من أجلنا، وأشعر أنه من واجبي التخفيف من وطأة هذا الحمل بممارستي لهذا العمل الموسمي”.
طالبات يفضّلن العمل في قاعات الحفلات
وتنافس العديد من الطالبات زملائهن في العمل الموسمي، بدلا من أن يخلدن للراحة بعد سنة دراسية متعبة بالمكوث في البيت، تجدهن يستغلن العطلة الصيفية في العمل وكسب مداخيل إضافية، ولأنّ فصل الصيف يرتبط بالولائم والأعراس، فهن يفضلن العمل في قاعات الحفلات. من بين هؤلاء “ليلى ــ ف« وهي طالبة جامعية تشتغل ببوزريعة، سألتها “الشعب” بشأن الموضوع فأجابت قائلة: “أفضّل العمل هنا طيلة فصل الصيف لأن المناسبات السعيدة كثيرة والطلب يفوق العرض بكثير، وهو ما يجعلني أشعر بتعب كبير”. وأضافت “ليلى ــ ف« قائلة: “لا أجد أدنى حرج في ممارسة هذا العمل كوني لدي مستوى وطالبة جامعية ، فأنا أغسل الاواني رفقة فتيات أخريات، وتوقيت العمل يبدأ من الساعة الحادية عشرة ونصف صباحا إلى غاية الحادية عشرة ليلا، وما يزيد من تعبي  إرهاقي اكثر أنه من الصعب التحكم في الوضع أثناء الحفلات، لان الامر يقتضي منا أن نكون سريعات عند تنظيف الموائد حتى يتم تحضيرها للافواج الاخرى، ونشعر دائما بألم في أرجلنا
وظهورنا، إلاّ أنّنا نتحلّى بالصبر وأؤدي أنا وزميلاتي عملنا على أكمل وجه، لأن الحياة تتطلب منا دائما وأبدا الجد والكد والعمل الدؤوب دون كلل أو ملل، وكلّما نقوم بعمل نتعلم الكثير ونصبح أكثر وعيا وإدراكا بأنّ الحياة لا تتوقف على الدراسة فحسب”.
وختمت “ليلى ــ ف« حديثها قائلة: “كوني أتقاضى مبلغ 1500 دج في اليوم لا يثن من عزيمتي في مواصلة المشوار لمدة شهرين كاملين، وما يحفزني أكثر فأكثر أنني أعمل في أجواء أخوية تملؤها البهجة مع فريق منسجم يعمل في محيط يسوده التفاهم بين الجميع”، وقالت مازحة:
«لحسن حظي أنني لن أضطر للعمل مرة أخرى في الصيف القادم لأنّني سأتزوّج،  وعلى مستخدمي أن يبحث عن أخرى تأخذ مكاني”.
خلاصة القول أنّ العمل في فصل الصيف ثم استئناف الدراسة مباشرة أمر مرهق بالنسبة للطلبة، خاصة وأنهم لم يستريحوا بين سنتين دراسيتين، إلا انه ما يجب أن نقوله أنه من الضروري أن نأخذ في الحسبان تخصيص وقت للترفيه خاصة بالنسبة لهذه الفئة من أجل التزود بطاقة تمنحهم قوة لمواصلة مشوار حياتهم دون صعوبات.

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024