4 ملايين جزائري يزورونها كل سنة

اسطنبول قبلة السياح وتلاقي الشرق والغرب

مبعوثة الشعب إلى اسطنبول: صونيا طبة

«تركيش آيرلاين» خدمات وعروض مغرية للمسافرين

كانت بداية رحلتنا من مطار الجزائر “هواري بومدين” على الساعة الخامسة مساء، لاحظنا عددا كبيرا من الجزائريين المتجهين نحو اسطنبول التركية لقضاء شهر رمضان، والدليل على ذلك الإقبال الواسع على شباك بيع تذاكر رحلات “تركيش آيرلاين”، ما جعلنا نتساءل عن سر توافد العائلات الجزائرية على هذه المدينة التي نجهلها في الواقع ولكن معرفتنا لها كانت من خلال الصورة التي نقلتها الدراما التركية عبر الشاشات التلفزيونية، سعيا منها للترويج لسياحة بلدها واستقطاب أكبر عدد من الزوار.
«الشعب” كانت ضمن السفرية الموجهة للإعلاميين وتنقل أدق التفاصيل عن المدينة الساحرة” اسطنبول والتعايش بين الشرق والغرب فيها.

ترسخت في ذهننا صورة تفضيل الجزائريين قضاء شهر رمضان في وطنهم وسط الأهل في جو حميمي عائلي وقلما يسافرون إلى بلدان أخرى، إلا أن مدينة اسطنبول استطاعت أن تكون قبلة للعائلات الجزائرية، لذلك دفعنا الفضول أكثر للوصول إلى هذه المدينة والتجول عبر شوارعها واكتشاف ثقافتها المتنوعة والتقرب من أهم المعالم الأثرية والأماكن التاريخية التي تشتهر بها.
ونحن على متن طائرة الخطوط الجوية التركية “تركيش آيرلاين”، متجهة إلى اسطنبول لاحظنا نوعية الخدمات التي تقدمها المؤسسة للزبائن من خلال المقاعد المريحة ووسائل الترفيه أثناء الرحلة. وهو ما يجعل المسافرين ينشغلون بمشاهدة أفلام أو الاستماع لآي القران الكريم، أو أغاني تركية وعالمية حتى لا يشعر أي منهم بطول السفر.
خصص للركاب فطور خاص بمناسبة شهر رمضان مكون من تمر وشوربة تشعر كل واحد أنه في بيته يتناول وجبة الإفطار، ما يبرر المرتبة التي اعتلتها كإحدى أحسن مؤسسات طيران في العالم من حيث نوعية الخدمات التي تقدمها.
حاولنا نقل آراء بعض الركاب الذين تقربنا منهم للوقوف على حقيقة مستوى خدمات مؤسسة “تركيش آيرلاين” للطيران، التي تحصلت على جوائز في الكثير من التصنيفات العالمية والإفريقية، حيث أكد أغلبية المسافرين أن خدماتها تعد الأحسن وأنهم يفضلون السفر على متن الخطوط الجوية التركية دون غيرها، كونها تجعل المسافر يشعر براحة وأمان وتسعى إلى تقديم خدمات إضافية في المستوى ترقى لطموحات زبائها، لا سيما نوعية الطعام المقدم وفعالية الخدمة.
في هذا الإطار، عبّر المسافر محمد، الذي وجدناه على متن الرحلة الجوية باتجاه اسطنبول، عن ارتياحه لنوعية الخدمات المقدمة من طرف مؤسسة “تركيش آيرلاين” التي تسهر على إرضاء زبائنها في كل وقت وتجعلهم ينسون عناء السفر، موضحا أنه سافر قبل هذا إلى تركيا مع مؤسسات طيران أخرى إلا أنها لم تكن في المستوى المطلوب وهو ما جعله يقرر السفر في كل مرة على متن الخطوط الجوية التركية.
اسطنبول...
 مزيج بين الحضارة والعصرنة

قبل لحظات قليلة من الوصول، استرقت النظر من نافذة الطائرة للأسفل من أجل رؤية مدينة اسطنبول التي لطالما سمعت عنها الكثير وتمنيت زيارتها.. كانت تبدو من الأعلى كلوحة طبيعية مرسومة لا يتحرك فيها شيء، سوى مياه البوسفور المتلألئ وأضوائها التي أضفت على المدينة سحرا خاصا ترك أثره في نفسي. عند حدود الساعة الثامنة مساء حطت بنا الطائرة على مدرج مطار ا أتاتورك الدولي، الذي يعد الأكبر في تركيا من حيث المساحة وعدد الركاب المتوافدين عليه من مختلف دول العالم.
ونحن ننتظر استلام أمتعتنا، اغتنمنا الفرصة للتجول داخل هذا المطار الضخم الذي يحتوي على عديد الخدمات، فبالإضافة إلى المطاعم والمقاهي والأسواق الحرة المتنوعة ومكاتب تحويل العملات والصرافة، فإن المطار يتوفر على عيادة طبية مجانية وصيدليات وخدمات للتدليك بأسعار معقولة من أجل إرضاء المسافرين والسهر على ضمان راحتهم.
انطلقت رحلتنا في شوارع وأزقة هذه المدينة العتيقة، وجدنا أعدادا كبيرة من السياح يتوافدون بكثرة على الأماكن، موزعين بين مختلف المعالم السياحية التي تزخر بها المنطقة لاكتشاف المدينة، قديمها وحديثها. هناك من المسيحيين الذين فضلوا زيارة بعض المعالم الأثرية التي كانت في السابق عبارة عن كنائس كـ “آية صوفيا” الكنسية التي تحولت إلى جامع، ثم إلى متحف يمزج بين الثقافتين المسيحية والإسلامية ويتوفر على أهم اللوحات، بينها اللوحة التي ظهر فيها النبي يوسف عليه السلام ومريم العذراء وقصر طوب كابي الذي عاش فيه 22 سلطانا.
أما المسلمون فقد وجدوا في هذا الشهر الكريم السكينة وراحة كبيرة في مدينة المآذن، نظرا للأجواء الروحانية والإسلامية التي تطبع مساجدها المتميزة بهندستها المعمارية الساحرة، فقد لاحظنا هذا التعايش بين الأديان وتقبل عادات وثقافات الآخر، مسلما أو مسيحيا أو يهوديا، كلهم سواسية ولا يختلفون عن بعضهم، إذ ما يهم في اسطنبول هو الترويج للمعالم السياحية التي تزخر بها الدولة والنهوض بالاقتصاد التركي وجلب أكبر عدد من السياح لاكتشاف تاريخ وحضارة الدولة العثمانية والجمهورية التركية.
مسجد السلطان أحمد...
 قبلة المسلمين في شهر الصيام
لا يمكن لأي مسلم خلال زيارته لاسطنبول، ألا يعرج على مسجد السلطان أحمد الذي أطلق عليه الغربيون قديما إسما لايزال يشتهر به إلى اليوم وهو الجامع الأزرق، الذي يتردد عليه آلاف السياح سنويا، لاسيما منهم المسلمون العرب الذين يشعرون وكأنهم في وطنهم الأصلي، نظرا للطابع الروحاني الذي يتميز به.
زاد الإقبال على مسجد السلطان أحمد أكثر خلال شهر رمضان، حيث تجد حشود المسلمين يصلون ويسبحون ويتلون القرآن الكريم، بالإضافة إلى الاستمتاع بهندسته المعمارية الأصيلة التي تثير إعجاب جميع الزوار، حيث لا يمكنهم الخروج منه دون أخذ صور تذكارية لأضخم جامع عثماني استغرق بناؤه 7 سنوات على أيدي أشهر المعماريين الأتراك، ما يجعله أهم مكان للعبادة يشعر زائروه بالسكينة والروحانية مع جمال الهندسة المعمارية.
وعلى الرغم من أن مدينة اسطنبول تتوفر على عدد كبير من المساجد، إلا أن جامع السلطان أحمد يعد أهم وأضخم مساجد تركيا والعالم الإسلامى وأحد أشهر معالم تركيا السياحية، كونه تحفة معمارية إسلامية يقع في مقابل متحف آية صوفيا وبالتحديد في ميدان السلطان أحمد، وقد بني بين سنة 1609 و1616.
كما لاحظنا خلال زيارتنا لمسجد السلطان أحمد أن الكثير من الجزائريين يتوجهون إلى هذا المسجد للصلاة والدعاء وتلاوة القرآن، لأنهم يجدون فيه سكينة وراحة روحية، وهو ما أكده لنا بعض الزوار القادمين من الجزائر وكذا أبناء جاليتنا المقيمين باسطنبول.
معالم سياحية تركية لا يعشقها إلا من زارها
الجامع الأزرق، جامع السلطان محمد الفاتح، متحف آية صوفيا، قصر توب كابي، المسلات، البازار المصري، ساحة تقسيم، مينيا تورك، هذه الآثار والأماكن التاريخية التركية التي تحظى باهتمام كبير من السياح الأجانب من مختلف الديانات، كونها تجمع بين الثقافات وتصنع التعايش بين الأديان، نجد تنظيما كبيرا عند الدخول إليها، فهي مزودة بكاميرات مراقبة ودوريات أمن تنتشر في مختلف الأماكن السياحية.
فنادق في كل مكان تنتظر إقبال السياح يوميا وفي بعض الأحيان تمتلئ عن آخرها، لا سيما في موسم الاصطياف، على الرغم من كثرتها، حيث يتوفر شارع تقسيم على أكثر من 64 فندقا، نظرا لطابعه السياحي وتمركزه في قلب المدينة، زيادة على وسائل النقل المتنوعة من ميترو وترامواي وحافلات وسيارات الأجرة التي لا تنتهي خدماتها إلا في ساعة متأخرة من الليل، كون اسطنبول مدينة لا تنام بأضوائها المتلألئة وطبيعتها الساحرة التي تأسر قلوب جميع المقبلين عليها وتجعلهم لا يكتفون بزيارة واحدة وإنما يكررونها في كل مرة.
لعل أحسن ما يميز اسطنبول في شهر رمضان، روح التضامن بين شعبها الذي يقوم بمساعدة الفقراء والمحتاجين من خلال تنظيم مبادرات للإفطار الجماعي طيلة الشهر الكريم في عدة مناطق، منها ساحة “إيبودروم” التي وجدناها ممتلئة بطاولات وكراس تم وضعها خصيصا لشهر الصيام لتقديم الأكل للصائمين والمحتاجين.
كما تم نصب خيم خاصة بالإفطار المجاني لعابري السبيل بمنطقة “الفاتح” و«السلطان أيوب” و«كايتهانا”، بالإضافة إلى مساهمة الأغنياء في اسطنبول بتقديم وجبات مجانية خلال شهر الصيام وهو تقليد تعود على القيام به الشعب التركي وحكومته كل سنة.
حديقة “منيا ترك” تروي حكاياتها عبر الزمن
من بين أهم المعالم السياحية التي تستقطب عددا كبيرا من السياح يوميا، حديقة “مينيا ترك” التي تعد معلما فنيا بديع وفريدا من نوعه، تبلغ مساحتها 60 ألف متر مربع، وتتوفر على 104 مجسم تاريخي صغير، تم افتتاحها سنة 2003 لكي تصبح قبلة للسياح لاكتشاف كافة المعالم الأثرية التركية التي تروي حكايتها عبر الزمن.
وقد بنيت هذه المجسمات الصغيرة لتمجيد الثقافة التركية المتنوعة التي تمزج بين الحضارتين العربية والغربية، من خلال جوامعها المتعددة وكنائسها وقصورها ومتاحفها وساحاتها، إذ لا يقتصر الأمر على الآثار الموجودة في اسطنبول فقط، إنما تتوفر حديقة “مينيا ترك “على مختلف المعالم التاريخية التي تزخر بها البلاد.
فلا يمكن لأي سائح يزور اسطنبول أن يمر مرور الكرام على حديقة “مينيا ترك”، دون أن يزور معالم تركيا الأثرية ويكتشف القصر الرئاسي الموجود بالعاصمة أنقرة والجبل العظيم ببورصا وآلهة أرتيموس التي كانت من عجائب الدنيا السبع بأزمير وجبل نمرود وجامع السلطان أحمد والسلطان محمد الفاتح وقصر ضولما باشي باسطنبول، بالإضافة إلى الاستمتاع بالتصميم الرائع لهذه الحديقة الذي يمزج بين الطابعين العصري والقديم.
«البيازيد” تستقبل حوالي 3 ملايين سائح يوميا
يقصد السياح والأتراك الأسواق الشعبية التي تتميز بها اسطنبول، من بينها البازار الكبير التابع “لمنطقة البيازيد” الذي يجمع كل ما يستهلك من مأكولات وملابس للرجال والنساء وأوانٍ ومواد تجميل وأكسسورات حريم السلطان التي تجدها منتشرة في كل مكان وبمختلف الأنواع والأسعار وهذا ما تعشقه النساء الجزائريات، لاسيما بعد متابعتهن المسلسل
التركي “حريم السلطان”، الذي ساهم في الترويج للمجوهرات التركية في مختلف الدول العربية.
وبحسب الدليل السياحي محمد إيريك، فإن منطقة البيازيد المتواجدة بقلب اسطنبول، تستقبل حوالي 3 ملايين سائح يوميا.
يعد البازار المصري، المتواجد بمنطقة الفاتح، الوجهة الرئيسية للسياح للتبضع وشراء المنتجات التركية، خصوصا الجلدية منها والسجاد والحرير والذهب والديكورات المستوحاة من التراث العثماني، ورغم جمال وتنوع المعروضات، إلا أنها أحيانا تكون بأثمان مبالغ فيها، بحسب بعض الزائرين، حيث يكتفي السائح العادي بالتجول فقط، بينما تجد بعض السياح، خصوصا القادمين من دول الخليج العربي، يقبلون على شراء أشياء كثيرة وبكميات كبيرة، دون الانتباه للجودة أو السعر ويعتبرون السياح المفضلين لدى التجار.
الحلويات التركية ميزة الأسواق الشعبية
تعد الحلويات التركية ميزة الأسواق الشعبية باسطنبول، لاسيما خلال شهر رمضان الكريم، حيث تجد المسلمين وبينهم الجزائريون الذين يقطنون في اسطنبول أو الزائرون لها، يقبلون بكثرة على محلات بيع الحلويات التي تتزين بألوان زاهية، كالحلقوم والبقلاوة وحلوة الترك، حيث أن كل من يتذوقها لأول مرة لابد وأن يعيد تذوقها ثانية وثالثة وفي كل مرة يزور فيها اسطنبول.
الحلويات التركية تاريخها يعود إلى العهد العثماني أيام السلاطين حيث كانت تحضر حلويات لذيذة متنوعة لاتزال مستمرة لغاية الآن وهي متوفرة في الأسواق التركية على غرار غازي عنتاب التي تعد من أشهر الحلويات والرواني وكمال باشا والبقلاوة وحلويات قلاتش التي تعد من أفضل الحلويات التي يتم تحضيرها مع الحليب، حيث كانت المفضلة لدى السلاطين العثمانيين، وتروج في شهر رمضان فقط ولا تجدها في الأيام الأخرى.
ما يقارب 4 ملايين جزائري يزورون اسطنبول سنويا
محمد إيريك، الذي كان دليلنا السياحي منذ أن حططنا الرحال على أرض اسطنبول، لم يبخل علينا ومدنا بمعلومات قيمة عن تاريخ هذه المدينة العريقة ومختلف التحولات التي مرت بها، منذ أن كانت عاصمة للدولة العثمانية لقرابة 5 قرون، إلى غاية مرحلة تأسيس الجمهورية التركية.
أكد محمد ايريك، أن ما يقارب 4 ملايين سائح جزائري يزورون اسطنبول سنويا ويقصدون مختلف معالمها الأثرية التي تعود إلى العهد العثماني، مشيرا إلى أن السياح عندما يأتون إلى اسطنبول يجدون مختلف التسهيلات التي تساعدهم في التنقل إلى مختلف المناطق السياحية الموجودة في اسطنبول، نظرا لتوفر وسائل النقل بكثرة بمختلف أنواعها، من الحافلة إلى الترامواي والميترو وسيارات الأجرة، بالإضافة إلى الفنادق التي تتوفر بأعداد هائلة، بينها 64 فندقا في منطقة تقسيم، التي تستقبل عددا كبيرا من الزوار نظرا لتموقعها في قلب المدينة ولطابعها السياحي.
وأضاف محمد لـ “الشعب”، أن اسطنبول تعد مركزا للسياحة الدينية في العالم، حيث عملت على فتح الكثير من المساجد الأثرية والتاريخية بعد ترميمها وتجهيزها لكي تستقبل المصلين من مختلف دول العالم. مؤكدا أن اسطنبول هي المكان المناسب لقضاء شهر رمضان والاستمتاع بالأجواء الروحانية وتلاوة القرآن وهذا ما جعل المسلمين يقبلون بكثرة على هذه المدينة خلال شهر الصيام.
وكالة “روتانا” تطرح تخفيضات استثنائية في أسعار الرحلات
بما أن تركيا أصبحت وجهة سياحية بامتياز بالنسبة للجزائريين، فإن وكالات السفر في الجزائر باتت تلقى إقبالا كثيفا على الرحلات إلى تركيا في كل فصول السنة من أجل السياحة وقضاء العطلة السنوية. وتعد وكالة “روتانا” للأسفار التركية، من أهم الوكالات المتواجدة في الجزائر، نظرا للعروض الاستثنائية التي تقدمها للزبائن.
كشف مدير وكالة “روتانا”، التي تعتبر الوكالة الوحيدة المتواجدة في الجزائر، سامي فيزيوقلو، عن عدد السياح الذين توافدوا على اسطنبول خلال شهر رمضان الحالي، مشيرا إلى أن حوالي 8 ملايين سائح أقبلوا على المدينة لاكتشاف الأجواء الرمضانية والمعالم التاريخية، مؤكدا أن السياحة التركية تمثل 37 من المائة من الدخل الاقتصادي في تركيا.
وأعلن مدير وكالة “روتانا”، عن تخفيضات هامة خلال شهر رمضان، من حيث أسعار تذاكر الطائرة من الجزائر إلى اسطنبول والفنادق التي خفضت أسعارها بـ60 من المائة، زيادة على أسواق الملابس والحلويات، في إطار مهرجان التسوق، الذي شكل فرصة هامة أمام السياح وكذا أبناء المنطقة للتسوق، نظرا للتخفيضات التي ميزت المهرجان منذ افتتاحه والتي تراوحت ما بين 50 إلى 70 من المائة.
وأكد أن الإقبال الكبير من طرف الجزائريين على تركيا لأغراض سياحية أو تجارية، جعلنا نفكر في إنشاء أول وكالة أسفار وسياحة تركية في الجزائر، تسعى إلى تلبية رغبات الزبائن من خلال تقديمها خدمات جيدة لهم على مدار السنة في مختلف المناطق السياحية بتركيا، اسطنبول، أنطاليا، بودروم وبورصا، هذه الأخيرة التي تعد أول عاصمة للخلافة العثمانية، عاش فيها فيها الأمير عبد القادر حيث تستقبل عددا كبيرا من السياح الجزائريين.
في ذات السياق، قال إن الوكالة منذ تواجدها في الجزائر، تحرص على تقديم أحسن الخدمات السياحية للزبائن، بالتنسيق مع مؤسسة تركيش ايرلاين بالجزائر، التي تلجأ لتخفيض أسعار الرحلات لاستقطاب الجزائريين المتوافدين على تركيا الذين يتزايد عددهم لاسيما في شهر رمضان، كونهم يجدون راحة كبيرة في قضاء شهر الصيام باسطنبول، نظرا للأجواء الرمضانية الممتعة التي تميزها وحالة الطقس المعتدلة منذ اليوم الأول للشهر الكريم.
البوسفور... رحلة راسخة في الأذهان
من أراد أن يقضي أوقاتا ممتعة لا تنسى، ما عليه إلا رؤية اسطنبول من مضيق البوسفور من خلال رحلة بحرية رائعة تبقى راسخة في الأذهان، لأن جولات البوسفور السياحية تمكن الزوار من مشاهدة معالم هذه المدينة التاريخية على طول قارتي أوروبا وآسيا وهم على متن يخت يتجول بهم لمدة ساعة أو ساعتين أو حتى ثلاث ساعات في جو مريح وسط سحر الطبيعة ونسمات البحر المنعشة، مع التمتع بعشاء متنوع وحفلات فنية ساهرة.
برحلتك البحرية في اليخت ستستنشق هواء مدينة اسطنبول النقي، مبحرا عبر أفضل المشاهد لمضيق البوسفور على طول الشواطئ الآسيوية والأوروبية وستتمكن من رؤية قصور السلاطين في الواجهة البحرية وفيلات الباشوات العثمانيين والفيلات الجميلة الفخمة التي تم فيها تمثيل مسلسل “مهند” الذي نال نجاحا كبيرا وصدى واسعا لاسيما في المجتمع العربي والجزائري أيضا.
ولقضاء أفضل وقت في جو هادئ بعيدا عن صخب المدينة، كل ما عليك القيام به هو الجلوس والاسترخاء والاستمتاع بمناظر خلابة عن قرب لمعالم ومناظر المدينة الرائعة بما في ذلك الجانب الأوروبي وقصر دولماباشي وقصر سيراجان وقلعة روملي وكذا جسر البوسفور والجانب الآسيوي. أكثر من ذلك، فإن جولة البوسفور اليومية هذه مثالية للأزواج أو العائلات أو الأصدقاء، الذين يبحثون عن أفضل تجربة يمكن أن يعيشوها في حياتهم.
كما تتنوع الرحلات البحرية عبر البوسفور إلى مناطق متفرقة من اسطنبول أو إلى مدن أخرى، حيث نجد على مرفأ إيمينونو ومرفأ كاباتاش، العديد من العبارات تقوم برحلات منظمة وتختلف خدمات النقل البحري من جولات إلى مضيق البوسفور أو إحدى الجزر المتفرقة إلى مناطق متعددة كقرية كاديكوي والاسكوادور.
ومن أهم الرحلات عبر البوسفور تلك التي تأخذ وجهة جزيرة الأميرات وهي كبرى التسع جزر المتقاربة، تضم مساكن صيفية لأثرياء تركيا، تاريخيا كانت تعتبر منفى للأمراء البيزنطيين، كما أن أغلب السياح يتجهون إلى هذه الجزيرة في إطار رحلة منظمة وتوجد بها مطاعم سمك وشواطئ خاصة ويقترح على زائرها رحلة بالأحصنة إلى أعلى الجزيرة ومناظر جبلية خلابة تطل على بحر البوسفور.
رحلة العودة
حين حلقت بنا الطائرة بعيدا عن اسطنبول رأيناها مرة أخرى من بعيد يحتضنها البحر ويفرقها إلى أجزاء متراصة ومنظمة وهي تبدو من الأعلى كلوحة طبيعية مرسومة لا يتحرك فيها شيء سوى مياه البوسفور المتلألئة وأضوائها اللامعة.
ودعنا هذه المدينة الصاخبة الهادئة المليئة بكل المتناقضات، آملين في أن نقوم بزيارتها مرات عديدة في قادم الفرص، حيث انتابنا إحساس بالحنين إليها حتى قبل أن نقوم بمغادرتها.
لحظة مغادرتنا لأسطنبول تبقى معالمها السياحية وجمال طبيعتها صورة راسخة في الأذهان، فهي المدينة التي ترتدي الثقافة والتاريخ مع المزج بينها لكي تتميز عن غيرها من المدن وتصنع لنفسها وجهة سفر سياحية يقصدها السياح من مختلف دول العالم من أجل اكتشاف هذا التناغم ما بين الأصالة والعصرنة.
اكتشفنا خلال زيارتنا، أن اسطنبول اليوم هي مدينة حديثة لها التراث التاريخي من خلال مساجدها وكنائسها وقصورها العثمانية والبازارات القديمة وهندستها المعمارية الفريدة من نوعها وهي أكبر مدينة في تركيا تقدم هالة من الإثارة والسحر التي تجذب إليها جميع الزوار.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024