50 ألف شخص يقصدون منتزه «الصابلات» يوميا

فضـاء ترفيهــي للـعـائـلات ونشـاط ثقـافي في الهـــواء الطلـق

آسيــــــا منـــي

 

 

 

إجــــراءات أمنيـــة محكمـــة لتفــــادي أي تجـــاوزات

تعرف الواجهة البحرية لخليج الجزائر الممتد على طول 4 كلم من مصّب وادي الحراش لمحطة تصفية المياه بالحامة، توافدا كبيرا للعائلات حيث تستقبل يوميا ما يفوق الـ50 ألف شخصا، بعد أن أصبح قطبا سياحيا بامتياز، خاصة في الفترة الليلية حيث تفترش العائلات المساحات الخضراء في حين يستمتع الأطفال بمختلف الألعاب المعروضة على مستوى الشاطئ...جو آخر خاص في السهرات الرمضانية حيث تتحوّل إلى مسرح فني ترفيهي باعتباره يحتضن العديد من النشاطات الثقافية. «الشعب» رصدت الأجواء في هذا الاستطلاع.

حيوية كبيرة للأيام الأولى من هذا الشهر الفضيل الذي يتزامن والموسم الاصطياف الذي يعرف نشاطات ثقافية وترفيهية المنظمة خاصة في الهواء الطلق على غرار ما يتم تقديمه على مستوى خليج الصابلات الذي وجدناه يعجّ بالآلاف من الأشخاص، نظرا لمناظره الساحرة جعلته يسكن قلوب الذين يقصدونه من كل حدب وصوب خاصة من الجهة الشرقية للعاصمة، مقومات جعلت منه مقصد للكثيرين ممن يعشقون زرقة مياهه وهواءه العليل، إضافة إلى تواجد ملعب لكرة المضرب والتنس ومسلك للعدو جعلها تستقطب الكثير من الرياضيين.
والزائر لا يمكنه المرور دون أن يحضر معه وجبة أو مجموعة من الحلويات والشاي ليستمتع بها رفقة الأصدقاء والأهل من خلال تناولها على مستوى الطاولات الخشبية المنصبة على مستواه، فالمنطقة تستقطب كما هائلا من السياح قارب المليون ونصف سائح سنويا.
ولعلّ أهم ما ساعد على جعل هذا الخليج مقصد العديد من العائلات هو مدى انتشار الأمن والهدوء، حيث أكد لنا في هذا السياق عدد من المواطنين ممن التقيناهم على مستوى هذا المنتزه أن خليج الصابلات ينعم بالهدوء وبأجواء عائلية ممتازة، حيث لم يسجل المكان تجاوزات أو سرقات أو ما شابه من أعمال الإجرام المعتاد تسجيلها في الأماكن التي يكثر فيها المواطنين وهذا بفضل رجال الأمن، حيث تكثر دوريات الشرطة وحملات التفتيش للأشخاص والسيارات المشبوهة وهذا يدخل في إطار حماية السياح والسهر على سلامة المواطن، فضلا عن الدور المحوري الذي يقومون به في إطار تنظيم حركة مرور السيارات القادمة إلى هذا الخليج مع تنظيم الحركة وهو ما يدخل في إطار المخطط الأزرق الذي تسعى السلطات من خلاله إلى جعل خليج الصابلات منطقة آمنة ومقصد سياحي للكثيرين.
الصابلات وبمنتزهها البحري ومرافئها الصخرية والطاولات الخشبية المنصبّة على مستواها تجذب إليها العديد من العائلات، خاصة في ليالي رمضان، حيث تتجمّع لقضاء السهرة باعتبار أنه يتم برمجة مجموعة من النشاطات الفنية الترفيهية التي تجعل منها فضاء للمتعة في الهواء الطلق.
كما تفضّل عائلات أخرى الإفطار على مستواها من خلال تحضير أشهى المأكولات واصطحابها معها إلى للاستمتاع بجوّها الجميل الذي زادته نسمات البحر رونقا.
في حين يتوجه العديد من المواطنين بعد صلاة التراويح  للاستمتاع بامتداد أمواجه والمشي بعد وجبة إفطار تساعدهم على استعادة لياقتهم، كما أنه لا تقتصر أهمية هذا الفضاء الترفيهي السياحي على جمال البحر، بل أنه يتحول إلى مركز ثقافي بامتياز باعتباره يحتضن عدة نشاطات فنية ينشطها ألمع النجوم الجزائرية.
 والحديث عن الصابلات يجعلنا نتحدّث عن معرض الصناعات التقليدية الذي يشكّل لوحة فنية لأهم ما تزخر به الجزائر من صناعات محلية ذات جودة عالية، هذا المعرض الذي لاق استحسان العديد من المواطنين وهو ما يترجمه التوافد الكبير، له حيث يسجّل يوميا زيارة مئات المواطنين.
وعلى الرصيف المؤدي للمساحة الخضراء ومنتزه واجهة البحر، يصطفّ باعة ألعاب الأطفال والشاي والفول السوداني، حيث يقوم الأطفال باقتناء الطائرات الهوائية ليحلقوا معها في سماء الصابلات وتحلق معهم  فرحتهم.
وفي هذا المقام عبّر عدد من العائلات عن إعجابهم بهذا المنتزه العائلي الذي بات مقصدا لهم، خاصة من المناطق المجاورة وعلى رأسها سكان بلدية حسين داي بحثا عن هواء منعش وجو يرتحون فيه من الضغط العام.

توافد كبير للعائلات
ثمّنت السيدة نـــوريـة مثل هذه الأماكن السياحية التي باتت تزخر بها عاصمة البلاد بعد أن كانت تعاني من نقص كبير فيها والتي جعلتهم يجدون أماكن يرفهون فيها عن أنفسهم ويستمتعون على مستواها خارج المنازل، حيث تقوم نورية في حديثها معنا بتحضير أشهى المأكولات واصطحابها معها رفقة عائلتها لتناولها على مستوى الطاولات الخشبية المنصبة حيث يكون لها طعم آخر تحت ضوء القمر.
وعبّر آخرون عن أملهم، فإن يتم الحفاظ على هذا الشاطئ الذي قد يصبح فضاء مثاليا بالعاصمة في حال معالجة بعض المشاكل التي تشوبه على غرار الروائح الكريهة التي تأتي من وادي الحراش وكذا العمل على حمايته من التدهور البيئي  والمحافظة على نظافة المكان وجماله.
واعتبر الشاب محمد أن هذا الانجاز السياحي يتميز بخصوصية أخرجت العائلات العاصمية التي تعيش في أحياء ضيقة وغير آمنة من الحالة السيئة التي عايشوها منذ سنوات، نظرا لانعدام مساحات سياحية توفر الأمن والطمأنينة وتحقق رغبة الكبير والصغير.
وأن الإقبال الكبير الذي يسجله خليج الصابلات يوميا خاصة في الفترة المسائية والليلية أدى من السلطات الإسراع في إتمام كل الأشغال، حيث حقّق خطوة نوعية في المجال السياحي للجهة الشرقية للعاصمة.
ولعلّ أكثر شيء يميز هذا المنتزه هو توافد العائلات لتناول العشاء تحت ضوء القمر ونسمة البحر وصيحات الأطفال التي تتعالى فرحتهم، خاصة عندما يلعبون بالطائرات الورقية التي باتت تستهوي حتى الكبار.

سـدراتي خطـوة  سيـاحيـــة نــوعيـة
أكد رئيس المجلس الشعبي لبلدية حسين داي، محمد سدراتي في تصريح لـ»الشعب» أن خليج الصابلات أو المنتزه العائلي الصابلات، قد حقّق منذ تدشينه خطوة نوعية في المجال السياحي في العاصمة بعد أن وجدت العائلات وجل المواطنين الذين يقبلون عليه راحتهم وسط هدوء وحراسة أمنية مكثفة وجو ممتاز  تتوسطها ممرات نجد على جوانبها طاولات ومحلات بيع المثلجات وبعض الحلويات.
هذا المكان هو لكل الجزائريين، حيث يستقبل يوميا ما يقارب 50 ألف مواطن بعد أن بات يجد راحته وفيما يخص الروائح الكريهة التي تأتي من وادي الحراش أكد سدراتي أن مشروع كبير تقوم به المصالح الولائية مع بلدية الحراش من أجل تنقية الوادي، وبالتالي سيتم التغلب على هذا المشكل قريبا.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024