أضحى الغياب شبه الكلي لمختلف وسائل النقل الجماعي و العمومي و المدرسي بولاية عين تموشنت، يثير استياء وغضب السكان القاطنين ببلديات الولاية البالغ عددها 28 بلدية...، فلا حديث وسط هؤلاء سوى عن النقل و كيفية التنقل نحو المناطق الأخرى و كيفية وصول التلاميذ إلى مدارسهم و العمال إلى عملهم... ومشاكل أخرى لا تعد ولا تحصى خاصة بالنقل ومتاعبه اليومية هذا إلى جانب بعض السلوكات التي أضحى الناقلون يتميّزون بها في المحطات والتي كثيرا ما تؤدي الى ملاسنات كلامية بينهم و بين الركاب أو بينهم و بين ناقل آخر بسبب مكان ووقت ركن الحافلة وغيرها من المشاكل التي يدفع المسافر ثمنها باهظا.
مشكل يؤرق التلاميذ و الأولياء
تعود أضرار غياب وسائل النقل خاصة المدرسي منها على التلاميذ الذين يجدون صعوبة بالغة في التنقل إلى مدارسهم، فغيابها يجبر أولياء التلاميذ على أخذهم بأنفسهم للمدرسة خوفا من تعرضهم لمختلف حوادث المرور بسبب مشيهم مسافات و مسافات للوصول إلى مكان تحصيلهم الدراسي الذي يقل من سنة لأخرى بسبب مشكل النقل..فضلا عن خوفهم من تعرض أولادهم لمختلف الاعتداءات نتيجة خروجهم من المنزل صباحا للالتحاق بالمدارس التي في الكثير من الأحيان تكون بعيدة عن مقر سكناهم..
وقد أبدى جل سكان قرى ومداشر ولاية عين تموشنت استياءهم وتذمرهم الشديدين تجاه النقائص التي يواجهها تلامذتهم خلال دراستهم و هو ما يؤثر سلبا على تحصيلهم الدراسي .. يحتل مشكل النقل المدرسي المرتبة الأولى في قائمة النقائص التي يشكون منها، حيث يتعذر على التلاميذ الصغار التنقل من قريتهم إلى المدارس التي يزاولون فيها دراستهم خاصة منهم الدارسون بالمستوى المتوسط لبعد المسافة، ما يدفعهم إلى قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام لبلوغ مدارسهم. وفي هذا الصدد يطالب أولياء التلاميذ من السلطات المعنية توفير النقل المدرسي
من أجل إراحة أبنائهم من العناء اليومي والمشقة التي يتحملها التلاميذ.
نقص الحافلات..و الانتظار الطويل يرهقان المسافرين
كما استاء من جانب آخر السكان من نقص وسائل النقل و هو ما سبب لهم مشاكل كثيرة وجمة في تنقلاتهم حيث يؤكدون أنهم يضطرون إلى الانتظار لساعات طويلة إلى غاية وصول إحدى الحافلات صغيرة الحجم التي لا تتسع سوى لعدد قليل جدا من الركاب بالمقارنة مع الجمع الذي يطول انتظاره في موقف الحافلة، فمن يحالفه الحظ يظفر بمكان بعد جهد جهيد و تحمل للازدحام ومن لم يحالفه الحظ يبقى ينتظر لساعات أخرى رغم الشكاوى التي قاموا بإرسالها للبلدية من أجل النظر في انشغالاتهم و تخفيف معاناتهم عن طريق توفير وسائل نقل إضافية من شأنها إنهاء معاناتهم...
من جهة أخرى أبدى المسافرون الذين يستعملون خطوط واد الصباح تامزوغة اغلال عقب الليل بصفة شبه يومية استياءهم و امتعاضهم الشديدين إزاء النقص الفادح المسجل في عدد الحافلات عبر هذه الخطوط، حيث أكّد في هذا الصدد المسافرون أنهم و بالرغم من المطالب العديدة الموجهة إلى مديرية النقل لولاية عين تموشنت من أجل مضاعفة عدد الحافلات لامتصاص الأعداد الهائلة من المسافرين لكن لاحياة لمن تنادي و مطالبهم ذهبت أدراج الرياح على حد تصريحاتهم.
وفي هذا الصدد صرّح من تحدثنا إليهم أن هذا الوضع خلق بالنسبة لهم العديد من المشاكل على رأسها التزاحم وانتشار المشادات الكلامية فيما بين الركاب للظفر بمكان واحد داخل الحافلة حتى لا نقول مقعدا لأنه أمر صعب المنال أمام كثرة عدد المسافرين و نقص حافلات النقل.
ظاهرة أخرى أقلقت كثيرا المسافرين وأربكتهم لحد فاق كل التوقعات ألا وهي الانتظار الطويل للحافلات بالمحطات و المواقف لمدة كبيرة تستغرق ساعة وأكثر من أجل تحميل عدد إضافي من المسافرين حتى وإن امتلأت مقاعد الحافلة عن آخرها، وهو ما استاء له المسافرون الذين أكّدوا أن هذا الأمر يعطلهم عن عملهم. يحدث هذا كله في ظل غياب الجهات المعنية إلى جانب انعدام عقوبات صارمة ضد هؤلاء الذين يتجاهلون القانون على حد تعبير جل من التقيناهم إذ أكدوا غياب الاحترام بسبب سلوكات أصحاب الحافلات الذين لا يعيرون أي اهتمام للمسافر.
الحافلات “ المهترئة “ تغزو محطات البلديات
أثارت الحافلات المهترئة أو كما يسميها البعض “ العجوز “ نظرا لقدمها و عدم قدرتها على حمل الكم الهائل من المسافرين غضب المسافرين، حيث اشتغلت لمدة طويلة جدا عبر خطوط ولاية عين تموشنت و لا تزال، ما يجعلها مرفوضة من قبل المسافرين نظرا لقدمها و عمرها الطويل وعدم جودتها و اهترائها سواء من الداخل أو الخارج ومع هذا كله أصر أصحابها على مزاولة عملهم وبالأخص بالبلديات الواقعة على الخط الغربي خاصة بلدية عين الطلبة ، وأمام وجود هذه الظروف غير المواتية للعمل ولتقديم خدمة و راحة للمسافرين يعاني هؤلاء من السلوك الطائش وتصرفات بعض السائقين الذين يدخلون في الكثير من الأحيان في مشادات وملاسنات كلامية مع بعض المسافرين نظرا لإصرارهم على الانتظار الطويل بالمحطات والمواقف.
الواقيات و الكراسي غائبة..و اهتراء المحطات معاناة أخرى
من جهتهم أبدى المسافرون ومرتادو معظم محطات النقل المنتشرة عبر تراب عين تموشنت استياءهم و تذمرهم من عدة مشاكل بالمحطات، على غرار اهتراء الحافلات العجوز التي يفوق عمرها 15 سنة أو أكثر، انعدام الخدمات على مستواها لاسيما النظافة انعدام التهيئة و غياب الخدمات بمحطات النقل و المواقف، حيث تنعدم بمختلف المحطات المنتشرة عبر تراب الولاية الواقيات التي من شأنها أن تحميهم من تساقط الأمطار ومن حرارة الشمس إلى جانب الكراسي التي من شانها أن تنسيهم معاناة الانتظار الطويل في الحافلات بالنظر إلى النقص الفادح منها.
إلى جانب ذالك لا تزال معاناة مستعملي الحافلات سواء كانوا سائقين أو مسافرين من اهتراء شبكة الطرقات وأرضية المحطات متواصلة لحد الساعة و ذلك منذ عهد طويل رغم الجهود الحثيثة للسلطات المحلية من أجل إعادة تهيئة وترميم هذه الشبكات المهترئة الواقعة على مستوى بلديات عين تموشنت، حيث تشهد طرقات وأرصفة محطات النقل التي تقصدها يوميا الكثير من المركبات المكتظة بأعداد المسافرين وضعية جد متدهورة نتيجة اهتراء الأرضية والأرصفة وانعدام الزفت والخدمات الأخرى، إذ غالبا ما تتشكل حفر ممتلئة بمياه الأمطار و كذا المياه القادمة من المحلات التجارية المحاذية التي تتحول إلى مياه راكدة تثير اشمئزاز المارة على حد تعبيرهم بسبب رائحتها الكريهة العفنة. وما زاد الطين بلة هو استياء مستعملي محطات النقل البرية لاسيما كبار السن الأطفال و النساء من انعدام الخدمات والمرافق الضرورية كالكراسي المراحيض والواقيات التي من شأنها حمايتهم ووقايتهم من أمطار موسم الشتاء وحرارة فصل الصيف.
من جهتهم كشف سائقوا الحافلات أن هذه الحالة التي تعرفها أرضية المحطات باتت تشكل أمرا مزعجا نظرا للأضرار التي تلحق بمركباتهم حيث تكلّفهم الكثير من المصاريف لإعادة صيانتها .
مصادر من داخل مبنى مديرية النقل لعين تموشنت، أكّدت في ردها حول هده الانشغالات أن المديرية الوصية تسعى جاهدة لتحسين خدمة النقل بالولاية مرجعة سبب عدم وجود واقيات و كراسي الانتظار إلى تعرضها للتخريب من طرف المواطن بحد ذاته مؤكدة أن الأمر لا يمكن تعميمه على مختلف المحطات، خصوصا و أن الكثير منها تعتبر مثالية لاسيما المحطة الجديدة للنقل الواقعة بحي الزيتون إذ تعتبر هذه الأخيرة مثالية نظرا لما تقدمه من خدمات راقية .أما فيما يخص النقل المدرسي فاعتبرت ذات المصادر أن توفيره من صلاحيات رؤساء البلديات