“الشعب” ترصد الأوضاع ببشار بعد الاضطرابات الجوية

شهادات مـن سكـان داهمــت بيوتهــم الأمطار وموجات غضـب بأحيـاء عـــدة

بشار /دحمان جمال

حالة من الطوارئ لا زالت تعيشها بشار جرّاء الفيضانات الأخير التي خلفت أضرارا بشرية ومادية. وأدت بالسلطات المحلية إلى تشكيل خلية أزمة للتكفل بالسكان ومواجهة الاضطرابات الجوية. “الشعب” التي عاشت ويلات الحدث تنقل تفاصيل المستجدات في هذا الاستطلاع الميداني بعين المكان.

يصعب وصف ما عاشه سكان مدينة بشار ليلة السبت والأحد، بعد أن تهاطلت الأمطار الغزيرة على المدينة محطمة جسورا لم تبن وفق المعايير وقيل عنها أنها مغشوشة ومركبات جرفتها سيول الأودية المتدفقة.
مشاهد وقفت عندها “الشعب”، في رصد ما جرى ونقل معاناة مواطنين مع الاضطرابات الجوية. فقد ألحقت السيول خسائر كبيرة بالبنية التحتية، لكن قبل كل هذا تواصل فرق الإنقاذ من المواطنين بالدرجة الأولى ورجال البذلة الزرقاء والحماية المدنية في مقدمة الفرق عناصر الجيش الوطني الشعبي والدرك الوطني التدخل والتوجيه والبحث عن المفقودين.
استيقظ سكان مدينة بشار، على غير العادة، أيام الجمعة والسبت والأحد في الساعات الأولى للصباح، ليكتشفوا أنهم باتوا ليلتهم في مدينة شبيهة بالبحيرة أو مسكن تعرض لانهيار مفاجئ تحت تهاطل أمطار أعادت صورة  ما جرى خلال سنوات مضت وتحديدا عام 2008.
غمرت المياه المنازل وجرفت 4 جسور كانت تربط بشار غير أن “طوفان” الجمعة والسبت والأحد قطع أوصال مدينة بشار فأصبح من المستحيل التنقل من جنوبها إلى شمالها، وتضررت العديد من الجسور وخط السكة الحديدية لم يسلم هو الآخر بعد أن تهاوت حواشي الجسور.
سكنات تضررت بشكل كبير في مختلف الأحياء التي يخترقها مجرى الوادي من أحياء بلدية بشار..صور الدمار متشابهة يبقى الضرر أكبر بمساكن بشار الجديد وتحديدا بالقرب من المقبري حيث سكن من الطابق الأول تهاوى.
تقاطعت شهادات السكان لـ«الشعب”، خاصة كبار السن منهم قائلين لنا “ أنهم لم يسبق أن شاهدوا كارثة طوفان مشابهة للتي عاشوها ليلة الجمعة والسبت.” أما عينات من الأجيال الجديدة، فقالوا لـ«الشعب “أن كارثة 2008 التي كانت تمثل بالنسبة لهم ‘’مرجعا’’ في الخطورة عاودا معايشتها بالدقيقة والثانية هذه المرة محملين مسؤولية انهيارات مساكن ومنشات للمسؤولين المحليين والمقاولين.
في هذا الجوّ، قام العديد من شباب أحياء بشار الجديد والمنطقة الزرقاء وديار الحجرة، باحتجاجات وحرق العجلات المطاطية، ووضع المتاريس بالطريق، وذلك على إثر الفيضانات الأخيره مطالبين من السلطات الإسراع في توزيع قطع الأراضي ومنح الإعانات المالية.
أبحاث متواصلة عن المفقودين وتقييم الخسائر
والتقت ‘’الشعب’’ بالعديد من السكان الأكثر تضررا من الأحياء، حيث صرح عبد المالك بن يحي قائلا لنا:« لم أنم أنا وأبنائي من كثرة سيلان السقف بالمياه التي أهملها المقاولون لعدم اتقان خدمتهم بحي 800 مسكن”. توقف بن يحي وواصل بعد تنهيدة :« قضينا ليلة في مواجهة مياه المطر التي أغرقت مسكني”.
عبد القادر بحجاج قال لنا من جهته: “أسكن بحي ديار الحجرة أصبح بيتي عبارة عن بحيرة ولم أجد أين أترك أولادي الذي حملتهم عند أقاربي بالدبدابة ورجعت إلى بتي لأنقذ ما يمكن إنقاذه” وأضاف عبد القادر منتقدا: “الدولة تصرف علينا مبالغ مالية ضخمة والمسؤولون لم يراقبوا المقاولين لأن سبب الانهيارات يعود إلى سوء الدراسة وعدم المتابعة من طرف الجهات المعنية”.
أم السيدة خديجة وكلثوم تدخلت وصرخت بأعلى صوت:«  نطلب من الوالي فتح تحقيق ومعاقبة المتسببين في هذه الوضعية والتحري كذلك في حالة مواطنين استفادوا من الإعانة المالية وقطع أرضية وعادوا إلى منازلهم التي تضررت في فيضانات 2008”.
أم مريم سيدة مطلقة وأم لـ 3 أطفال تعيش في بيت مؤجر قالت بدورها: “نطلب من الوالي أن يكلف لجنة لدراسة الملفات بكل نزاهة وصدق وإعطاء كل مستحق حقوقه دون شيء آخر”.
غير بعيد عن موجة الغضب والاحتجاج، لا حظنا مشاهد لمدراس مغلقة بسبب الأضرار التي لحقت بها وأدت بالسلطات المحلية إلى اتخاذ هذا القرار لتجنب ما لا يحمد عقباه.
أكد لنا والي بشار سلماني محمد هذه المسألة مطمئنا السكان بتقديم يد المساعدة للمنكوبين والتكفل بهم في إطار واجب التضامن الوطني الذي يحتل الأولوية في السياسة الوطنية. وقال الوالي أن الملفات ستدرس حالة بحالة وتعطى لمن هم أحق بالسكن.
في هذه الأثناء يواصل الوالي عملية تفقد المواطنين رفقة الجماعات المحلية، والأشغال العمومية، والسكن. وفي انتظار تأكيد أرقام الخسائر البشرية نهائيا من طرف خلية الأزمة بدأت الحركة تعود لأحياء المدينة وانطلقت عملية تنظيف الأحياء والطرقات وانتشار قوات الأمن والدرك.
وحدات الحماية المدنية في حالة تأهب قصوى        
تفيد حصيلة الحماية المدنية بأن فيضان الأودية تسبب في جرف شاحنة كان على متنها شخصان، فيما نجا السائق بأعجوبة. وأفاد شهود عيان بأن الشاحنة كانت بصدد عبور وادي قلوم في منطقة بن زيرق ففاجأتهم قوة السيول، وجرفت الشاحنة.
في بلدية اقلي جرفت السيول المتدفقة، الجسر وأغرقت فيضانات الأودية والشعاب التي خلفتها الأمطار ووجد سكان الأحياء أنفسهم محاصرين بالأوحال والمياه التي غمرت العشرات من المنازل والمؤسسات التربوية .
وعاش المرضى بمصلحة التوليد بمستشفى “بوضياف” بالدبدابة أمسية رعب حقيقي بعد أن بدأت المياه تسيل من كل جهات السقف.
الاستقرار الجوي يعود
تعرف مناطق ولاية بشار التي شهدت خلال اليومين الأخيرين، اضطرابا جويا معتبرا، طقسا عاديا.
 تحسبا لوقوع فيضانات أخرى وحدات الحماية المدنية في حالة تأهب قصوىوضعت وحدة الحماية المدنية ببشار وحداتها في حالة تأهب قصوى، تحسبا لتسجيل مزيد من الخسائر المادية والبشرية، وتقديم ما أمكن من مساعدات لفائدة العائلات المشردة التي جرفت السيول بيوتها وجعلتها في عداد المنكوبين.
أفاد مدير الحماية المدنية الرائد نور الدين في تصريح لـ«الشعب’’، بأن حصيلة الفيضانات ببشار كادت أن تكون أكبر والخسائر أفجع لو لم يتدخل رجال والجيش والدرك والأمن والحماية المدنية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024