رئيس مؤسسة نادي المستقبل لـ”الشعب»:

مستعدون لتقديم تجربتنا المهنية لبلدنا الجزائر

حاورته: ز. بسمة

❊❊ الشعب: كيف قررتم إنشاء مؤسسة «نادي المستقبل»؟

❊ أحمد عينة: هي فكرة ثلاثة أصدقاء يلتقون كل نهاية أسبوع، أنا وطيب حفصي وبشير حليمي، رغم المساعدات والتبرعات التي كنا نقوم بها إلا أنها أصبحت غير كافية في رأينا، وتقريباً جل أعضاء جاليتنا لهم ذهنية خاصة أتوا بها لكندا وهي إنتظار مساعدات من الحكومة الكندية كما هو الحال لحد الآن في الجزائر، ينتظرون العمل والسكن وتقريباً كل شيئ وكأنهم لا يستطيعون أن يفعلوا أي شيئ بمفردهم. أنا شخصياً لما قررت أن أهجر للحياة في كندا أتيت بهذه الفكرة، لكن إرتأيت أن أفكر في أن أبادر بشيئ جديد بما أنني أعيش في بلد حريات كبيرة منها حرية المبادرة بالأعمال، لأن المقاولة في متناول الجميع بما أن الشرط الوحيد هو أن تكون لديك فكرة وإرادة قوية لتبدأ في تجسيد فكرتك.
كيف تقيمون ما أنجز؟
 لقد نجحت في أعمالي كما نجح البشير حليمي وأيضاً الطيب حفصي الذي هو غني عن التعريف بما أنجز وبنجاحاته الأكاديمية وخاصة في مجال المقاولة وقائمة الجزائريين اللذين نجحوا بمبادراتهم وبأفكارهم طويلة جداً، لذا قررنا أن نجسد فكرة تشجيع بقية الجزائريين اللذين ينقصهم نوع من الإرادة وخاصة الثقة في أنفسهم للعمل على تحسين مصيرهم في شتى الميادين وذلك أخذاً بعين الاعتبار الفرص الكثيرة التي هي في متناولهم بكندا والتي هي مشجعة للغاية للدخول في عالم المقاولة. لما ترى أنه من الممكن تأسيس شركة عن طريق الإنترنت وفي خلال 15 دقيقة لا أكثر يبقى أنك تواصل المجهودات، فبدأنا نعمل على تجسيد هذه الفكرة. ارتأينا أن نطلب مساعدات مالية من الحكومة الكندية كون مؤسسة نادي المستقبل تدخل في إطار القيام بنشاطات الإحسان.
كان علينا أن نبرهن للحكومة الكندية أن هدف مؤسستنا ليس كسب الربح بل مساعدة الجالية الجزائرية لإدماج أحسن وذلك لنجاح أكبر في كندا. فنجحت الفكرة، وفي هذا الصدد عملنا كل ما بوسعنا لإيصال فكرة ورسالة هامة للغاية للجالية الجزائرية وهي أن الكل يستطيع أن يعمل شيئا. كنا نعمل بأموالنا الخاصة حتى وصلنا للحصول على مساعدات الحكومة الكندية.
❊ هل تاريخ إنشاء مؤسسة «نادي المستقبل» الذي هو أول نوفمبر صدفة أم هو إختيار لهدف ما؟
❊❊ هو رمز كبير وهام للغاية. ارتأينا أن نقارن أنفسنا بجماعة الإثنين والعشرين عضو اللذين كانوا مفجري ثورة نوفمبر المجيدة. فقلنا لم لا خاصة وأنها سوف تكون ثورة هادئة للغاية بما أنها من خلال إنشاء مؤسسة نادي المستقبل سوف تسلط الأضواء على إنجازات ومهارات وكفاءات جزائرية محضة فرفعنا هذا التحدي. عبارة الرئيس الأمريكي أوباما الشهيرة لم تكن جديدة بالنسبة لنا، لأننا سبق لنا وأن سمعناها من جماعة الإثنين والعشرين لأنهم قالوا “نعم نستطيع” قبل اندلاع ثورة نوفمبر.
❊ هل فكرتم في تمديد نشاطات «نادي المستقبل» للولايات المتحدة حيث يقطن عدد هائل من مثقفين جزائريين؟
❊❊ لقد فكرنا في هذا، للأسف لم نستطيع تجسيد الفكرة لحد الآن. يعود هذا لأسباب مالية، لكن لا يمنع هذا في أن تنشأ مؤسسة نادي المستقبل خاصة بالجالية الجزائرية المقيمة بالولايات المتحدة. لهذا نبقى طموحين لرفع هذا التحدي لتسليط الأضواء على إنجازات ومهارات وكذا كفاءات جزائرية مثلت ولا زالت تمثل الجزائر في عدة مناسبات.
 كما أنه من الممكن جداً أن يكون “نادي المستقبل” يمثل في كل أنحاء العالم حيث تتواجد جاليتنا. نريد من خلال هذا التمدد أن يرفع المشعل من طرف الجيل الجديد الذي باستطاعته المواصلة فيما يخص كل ما يمثل الامتياز الجزائري.  
❊ ما نوع علاقة مؤسسة «نادي المستقبل» بالحكومة الكندية؟
❊❊ بفضل كل المجهودات التي تقوم بها مؤسستنا استطعنا ونجحنا إيصال رسالتنا للحكومة الكندية، حيث أننا لم نتحصل على مساعدات مالية فقط، بل وتحصلنا على ميدالية المجلس الوطني لمحافظة كبك التي تعتبر وسام شرف من درجة عالية. كما قام أحد النواب بقراءة رسالة خاصة حول المؤسسة عبر فيها عن إعتراف وامتنان المجلس الوطني لكل المجهودات الجبارة التي قامت بها وتواصل القيام بها لمساعدة الجالية الجزائرية وتشجيعها حتى تندمج في المجتمع الكندي.
حنين إلى الوطن

❊ هل تجدون دعما من أية مؤسسة جزائرية أو هيئة؟
❊❊ المساعدة الوحيدة التي تلقتها مؤسستنا والتي مازالت تتلقاها هي المجهودات الجبارة التي قام بها ولا يزال يقوم بها سعادة سفير الجزائر بكندا إسماعيل بن عمارة. لقد قدم لنا مساعدات كبيرة سواءً بحضوره لنشاطات المؤسسة أو بالعمل على كل ما بوسعه مع نواب ووزراء كنديين.
سفيرنا كثيرا ما يحضر الحفل الرسمي للمؤسسة الى جانب وزراء ونواب الحكومة الكندية. في أغلب الأحيان وعند كل زيارة لممثلي الدولة الجزائرية بكندا، نحضر اللقاءات. قدمنا مشروعا عن تسيير الجماعات المحلية. كنا 50 عضواً منهم باحثون أساتذة وقدمنا لأحد الوزراء وسيلة تكنولوجية حققت الرواج في كندا  تساعد على التسيير الأنجع والقضاء نهائياً على البيروقراطية في البلديات والدائرات وكذا الإدارات. قدمنا هذا المشروع للوزير المكلف سنة 2012، ونأمل أن يجد الاهتمام والصدى.
❊ هل من الممكن أكثر تفاصيل حول هذا المشروع؟
❊❊ كان يخص استعمال الإعلام الآلي في تقريباً شتى الميادين كالمقرات للبلديات لتسهيل العمل للموظفين وتخفيف عن المواطنين اعباء الانتظار.
 للذكر المهندس الرئيسي لهذا المشروع هو الذي فكر وجسد نفس المشروع للحكومة الكندية، بل وهو الذي وراء كل تكنولوجية تأمين الإعلام الآلي في جل هيئات الدولة الكندية.
❊ كيف هي نظرة الحكومة الكندية لمؤسسة «نادي المستقبل»؟
❊❊ همّنا الوحيد هو كيف تستطيع الجالية الجزائرية التعايش مع المجتمع الكندي، كيف ننجح في إدماج هذه الجالية نحن كمثقفين حاصلين على أعلى شهادات، نتقن اللغتين الرسميتين لكندا الفرنسية والإنكليزية. دراسة هذه الجالية وأغلب شهاداتهما مجانية حيث أن شهادة غالبية الجالية الجزائرية ليست كلها في كندا، كما أن لدينا أطفال مولودين هنا بكندا. إنهم كنديون، لمّا فكرت الحكومة الكندية في قبول مهاجرين همّها الوحيد وهدفها الأول هو ملء الفراغ الكبير لهذا البلد. وأبناؤنا هم أكبر ثروة لهذا البلد زيادة على كل كفاءاتنا.  
❊ إذا أتيحت لكم فرصة أخرى للعمل في الجزائر والمشاركة في تطوير بعض الميادين، هل ستوافقون بصفتكم رئيس مؤسسة «نادي المستقبل»؟
❊❊ نعم، أنا لست من الذين يقفلون الأبواب، بل أعمل كل ما أستطيع لتبقى كل الأبواب مفتوحة. فلا نحتاج أن نقوم بالخطوة الأولى لأنه سبق لنا وقمنا بها في أكثر من مناسبة ومن وقت طويل. أكبر مثال على إرادتنا هو مشاركتنا وحضورنا في كل اللقاءات التي ندعى إليها بمناسبة زيارة أي ممثل رسمي للجزائر في إطار العلاقات الثنائية للبلدين.
 ❊ ما هي كلمتكم الأخيرة ؟
❊❊ هناك جزائريون قاطنون هنا بكندا منذ 25 سنة وحتى 45 سنة جلّهم في الطريق إلى التقاعد، إنهم ليسوا بحاجة للعمل أو منصب أو لأي مدخول كان، وهو حالتي أنا شخصياً، سوف أكون متقاعدا في السنوات القليلة القادمة. لي تجربة كما هو حال عدة جزائريين لهم تجارب هامة للغاية في شتى الميادين.
باستطاعتنا كلنا أن نهدي تجربتنا للجزائر، فللجزائر فرصة لا تعوّض أبداً. لأن الجيل الجديد الذي ولد هنا سوف لا يكون كريم العطاء مثل جيلنا نحن الذين ولدنا وترعرعنا في الجزائر، الشيء الذي أبقى فينا ارتباطنا من نوع آخر سوف لا يكون لدى الجيل الجديد.
توجد فرص كثيرة للمشاركة في نهوض اقتصادي بل لخوض معركة وثورة اقتصادية محضة. أعود لمثال المسؤول الجزائري القاطن بكندا والمكلف بأمن الإعلام الآلي لجل هيئات الدولة الكندية، سوف يكون هو الآخر متقاعد بعد ثلاث سنوات، باستطاعته أن يقدّم نفس الشيء للوطن..  
لا يحتاج لا للتفكير ولا للتدبير لإنشاء شيء جديد بما أنه سبق وعمل عليه من قبل وعرف نجاحاً كبيراً، فلماذا لا يؤخذ بعين الاعتبار تجربة هامة كهذه في حين شركات أجنبية أخرى ليست لها تجربة كبيرة تعطي لها فرص بملايين الدولارات بدون أي ضمان لنجاح خدماتها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024