يستحق الدخول الجامعي بولاية غرداية خلال هذا الموسم، العلامة الكاملة وفي مختلف القطاعات، سواء التربية، التعليم العالي أو قطاع التكوين المهني، رغم تخوف الكثير من المواطنين من أي حوادث أو مناوشات قد تحدث من شأنها أن تكون هدفا إيجابيا لدعاة الفتنة والمتربصين بالولاية بين الفرقاء من المالكية والإباضية.
وقد أعربت مختلف التشكيلات السياسية وفعاليات المجتمع المدني وأئمة المساجد، عن ارتياحهم لمجريات الدخول الاجتماعي الذي تأكدت من خلاله إرادة الجزائريين على مواصلة العمل في إطار التعاون والهدوء ووضع مصلحة الوطن فوق الجميع.
وعبّر مختلف المسؤولين لهذه القطاعات الخاصة بالدخول الاجتماعي لـ»الشعب»، عن ارتياحهم الكبير رغم النقائص والمشاكل التي يتخبطون فيها، إلا أنها لم تعكر جو الدخول الاجتماعي.
كما ناشد هؤلاء مختلف شرائح المجتمع أن تكون عند حسن ظن التلاميذ ورسالة العلم.
وإن اختلفت المواقف المتباينة من هذا الدخول الاجتماعي، سواء في قطاع التربية، التعليم العالي أو التكوين المهني أو حتى بعض القطاعات الأخرى ذات الارتباط الوثيق بالقطاعات المعنية، إلا أن الجميع يتفق على أن هذا الدخول مرّ عكس ما كان متوقعا له، وذلك عن طريق غلق الباب أمام دعاة الفتنة تدريجيا، رغم عديد محاولات تعكير أجواء الدخول الاجتماعي من بعض الأطراف التي تحاول إقحام التلاميذ في متاهات ومنعهم من الدراسة بأهداف عنصرية.
«الشعب»، نزلت إلى الميدان وأخذت العديد من تصريحات المسؤولين والمواطنين حول التحضيرات والنقائص التي تعاني منها بعض المؤسسات العمومية والمشاكل الأخرى التي تواجهها من تحديات كبيرة.
أكد والي ولاية غرداية عبد الحكيم شاطر لـ»الشعب»، أنه بفضل الله وكل الخيّرين من أبناء ولاية غرداية من سلطات أمنية ومدنية ومنتخبة، تم دخول التلاميذ إلى مدارسهم في ظروف فوق العادية، حيث بدأت ولاية غرداية تستعيد عافيتها والتي لا محالة سيساهم عودة الهدوء فيها في بعث الحركة التنموية بما يستجيب لانشغالات المواطنين التي هم بأمس الحاجة إليها بمختلف مشاربهم وشرائحهم، بحسب ما أكده عبد الحكيم شاطر، كما أكد هذا الأخير أن ولاية غرداية بدأت تجد راحتها النفسية التي ألفها سكانها منذ عقود من الزمن، وأن أي إشاعات أو محاولة تعكير الأجواء بالولاية، تبقى ضيّقة أمام أصحابها وستواجه بالقانون ومختلف التسخيرات.
5000 مقعد جديد و تخصصات للشباب
من جهته أكد عبد الرحمان جعفري، مدير التكوين المهني والتمهين لولاية غرداية لـ»الشعب»، أن وزارة التكوين المهني خصصت 5000 مقعد بيداغوجي للتكوين المهني في كل التخصصات من مراكز متوزعة عبر مختلف البلديات ومعهد وطني، خاصة تلك التي يحتاجها الاقتصاد المحلي.
وتأتي هذه الخطوة بعد الإقبال المتزايد لمئات الشباب على هذا القطاع، الذي بدأ ينتعش في الولاية لما يوفره من فرص مهنية مستقبلا للشباب.
مدير الشؤون الدينية:
أعطينا درسا في الاستحقاقات الرئاسية وسنعطيه في الدخول الاجتماعي
يقول مدير الشؤون الدينية والأوقاف بولاية غرداية، الحاج الأمير عبد القادر، إنه بعد عودة الشباب تمّ مسح كل الذهنيات، وعليه فإن الدخول الاجتماعي كان دخولا موفقا، لأن شباب غرداية، بحسب مدير الشؤون الدينية، واعٍ بما يجري وبإمكانه قطع يد المتربصين بهذه الولاية والوطن.
كما أكد مدير الشؤون الدينية، أنه يجب علينا جميعا أن نعطي درسا لكل من يتربص بنا، لأن شباب غرداية ذكي جدا، بعد غلقه الباب أمام المتربصين وخير دليل على ذلك أمسية الاستحقاقات الرئاسية، حين كان الكل يعلق آمالا ونظرة على ولاية غرداية، لكن كل من كان له الظن والمساوئ فشلت نواياه، وستفشل بإذن الله بتلقين الدروس للمتربصين بهذا الدخول الاجتماعي، لأن أبناء ولاية غرداية متنوعون بين المجاهدين والعلماء والشهداء ونخب مثقفة... وقال إن هذه الرياح التي عصفت بولاية غرداية شاء القدر أن تكون.
وعن البرامج التي سطرتها مديرية الشؤون الدينية، فقد أكد مدير الشؤون الدينية، أن المجلس العلمي سطر مجموعة من الخطب عبر كامل مساجد الولاية، حول حبّ العلم والتعاون، كما أقرّ الحاج الأمير عبد القادر أن الولاية شهدت جمودا وركودا يجب أن نساير عملية التنمية.
تواجد الأمن ضمان لدخول اجتماعي آمن
أكد رئيس خلية الإعلام لأمن ولاية غرداية، الملازم جابر جعفر، عن تسخير جميع قوات الأمن المتواجدة بمدينة غرداية، من أجل إنجاح الدخول الاجتماعي وتأمينه، من خلال برمجة عدة نقاط تتواجد بها قوات الأمن الوطني بشكل مكثف، مع تسخير الأمن الوطني مصالحه لترشيد السلامة المرورية وإسداء تعليمات مشددة لمساعدة التلاميذ في المؤسسات التربوية وتوفير الجو الملائم لهم حسب التخصص، بغية مد يد المساعدة لهم، من حيث الدخول للمؤسسات التربوية والخروج منها في جو مريح.
من جهته أكد رئيس خلية الإعلام لأمن ولاية غرداية، أن مختلف الأجهزة الأمنية تسعى دائما لبسط تواجدها في مختلف المناطق التي تشهد حالة اكتظاظ، لمنع أي تجاوزات قد تحدث في حينها، عكس ما كان سابقا من خلال الخطط الأمنية الجديدة التي رصدتها مختلف الوحدات، من أجل توفير الأمان للطاقم التربوي.
تأخر استلام المرافق الجامعية يحول دون رفع التحديات
تسعى إدارة جامعة غرداية جاهدة لتوفير الجو الملائم لافتتاح سنة جامعية بكل أريحية.
وقد تطور قطاع التعليم العالي بسرعة كبيرة بداية منذ تأسيسه كملحقة إلى ترقيته جامعة بقرار من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. لتكون بذلك جامعة غرداية نقطة تحول جديدة في الولاية، حيث خففت العبء عن آلاف الطلبة الذين كانوا يقطعون المئات من الكيلومترات قاصدين عديد الجامعات.
وبحسب رئيس جامعة غرداية، البروفيسور محمد الطاهر حليلات، فإن الجديد في هذه السنة، حصول الجامعة على 4 تخصصات دكتوراه في الحقوق والاقتصاد والشريعة والبيولوجيا والعلوم الفلاحية، زيادة على عدد في تخصصات الماستر وتخصص العلوم السياسية في الليسانس. ويؤكد البروفيسور محمد الطاهر حليلات، رئيس جامعة غرداية لـ»الشعب»، أنه تم خلال الدخول الجامعي الحالي تسخير كل الإمكانات المادية والبشرية، رغم ما تعانيه من تأخر في المشاريع، حيث أنه من غير الممكن تدريس 10000 طالب في 3500 مقعد بيداغوجي.
وحول هذا الإشكال الكبير، الذي يتخوف منه طاقم التأطير بالجامعة، فقد أكد رئيسها أنه وضع خطة جديدة رفقة طاقم المديرية. ورغم تأكيدات الوزير الأول أثناء زيارته لولاية غرداية وكذا زيارته الأخيرة لولاية قسنطينة، بتأخر مشاريع إنجاز القطب الجامعي بغرداية، إلا أنه شدد على مباشرة مشاريع قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في أقرب وقت ممكن.
افتقار الإقامات الجامعية بغرداية لأدنى الشروط
طبقا لتعليمات وزير التعليم العالي والبحث العلمي محمد مباركي، وفرت الإقامة الجامعة للإناث بغرداية كل الظروف الملائمة لاستقبال الطالبات المقيمات الجدد. ورغم أن عدد الطالبات بلغن هذه السنة 1200 طالبة في إقامة تتسع لأقل من 800 سرير، رغم المعاناة التي دامت سنوات بعد تسجيل قطاع الخدمات الجامعية هو الآخر تأخرا كبيرا في إنجاز العديد من المشاريع التنموية.
وبحسب مدير الإقامة الجامعية نورالدين المقبض، فقد أكد أن مصالحه سجلت فائضا في عدد الطالبات بلغ 200 طالبة. هذا ومن المنتظر، بحسبه، استلام إقامتين جديدتين ومطعم مركزي، لكن تأخر انطلاق الأشغال كان السيد في حركية التنمية في قطاع التعليم العالي.
أئمة يحذرون من أي استغلال للتلاميذ
أشاد مختلف أئمة المساجد بولاية غرداية بالدور الكبير الذي قام به الأولياء والتلاميذ في نشر بناء مجد العلم، من خلال دخول تلاميذ ولاية غرداية في جو من الأمن والهدوء بعد أزمة هزت الولاية لمدة موسم كامل.
وقال الأستاذ الجامعي الشيخ لخضر بن قومار، رئيس المجلس العلمي لمديرية الشؤون الدينية والأوقاف، إن كل المشايخ والأئمة يرجون من أبنائهم الطلاب أن يكونوا في مستوى التحدي المطلوب منهم، وأن يبرهنوا لكل الجزائر أنهم طلبة علم وأنهم طلبة حضارة، بإثلاج صدور الأولياء بالمعرفة والعلم والنشاط والابتعاد عن كل ما يعكر هذه السكينة والطمأنينة.
وقال رئيس المجلس العلمي، إنهم لن يسمحوا لأي كان أن يفسد لهذه الولاية هذا الدخول الاجتماعي وهذه السكينة، وأنهم سيواجهون ذلك بكل ما يمتلكون من إمكانات، ضد العيون التي تترصد بالجزائر شرا.
مدير التربية لـ«الشعب»:
إجراءات ردعية لكل سلوك منافٍ لإطار التعليم
من جهتها اتخذت مصالح مديرية التربية جملة من الإجراءات التي تساهم في إنجاح الدخول المدرسي منذ السنة الدراسية الماضية، بعد ظهور النتائج في مختلف الأطوار تم أخذ الإجراءات التي تحدد الدخول المدرسي.
وقد أكد مدير التربية عزالدين جيلاني، أن الدخول المدرسي لهذه السنة كان ناجحا إلى حد بعيد في الطورين الابتدائي والمتوسط، إلا أن الصعوبات والضغط كانت في مؤسسات التعليم الثانوي، بعد استحالة استلام أقسام التوسعة، الأمر الذي اضطر مصالح المديرية لاستعمال الأقسام الدوارة. وقد أكد مدير التربية أنهم استغلوا جميع القاعات المتواجدة بالثانوية والقضاء على الملحقات نهائيا.
كما تم أخذ المقاطعات الجغرافية في الحسبان، وتجهيز كل المؤسسات التربوية بجهاز للإعلام الآلي، في إطار تجديد التجهيز أو التجهيز في حد ذاته، كما تم تجهيز 18 ابتدائية بمخابر للإعلام الآلي، خاصة تلك التي تحصلت على نسب مئوية كاملة.
وأعرب عزالدين جيلاني، أن كل الاحتياطات والظروف التي من شأنها إعاقة ظروف التمدرس أخذت على محمل الجد، بعد الخبرة التي تم جمعها خلال الموسم الماضي نتيجة الأحداث الأخيرة. هذا وقد أكد مدير التربية لـ»الشعب»، اتخاذ كل الإجراءات الردعية في حال وقوع تجاوزات، سواء متعلقة بالأستاذ أو التلميذ أو الموظف. علما أن هناك مجالس تأديبية، خاصة بكل فئات قطاع التعليم.
كما أكد هذا الأخير، أن عددا كبيرا من المؤسسات التربوية تعززت بنظام الكاميرات من طرف والي ولاية غرداية، أين يتم فيه تنسيق مع مختلف فعاليات المجتمع المدني بشكل دوري لتفادي وقوع أي مناوشات بين التلاميذ.
وعن المؤسسات التربوية التي تم إسكان المتضررين من الأحداث فيها، أقر مدير التربية أن كل المؤسسات التربوية تم إجلاء شاغليها من طرف السلطات المحلية لضمان تعليم مستقر للتلاميذ.