اختصر الطريق السيار شرق ـ غرب زمن الذهاب والإياب في وقت وجيز وقياسي وقلل الكثير من المتاعب التي كانت تعترض المسافر عبر الممرات القديمة في وسط المدن المعروفة .
وبالنسبة لأصحاب السيارات المتوجهين إلى النقطتين الشرقية والغربية، فإن اتخاذ قرار التنقل لا يستدعي التفكير مليا في التداعيات المتولدة عن وقت مغادرة البيت باتجاه مراكز الإصطياف أو حضور مواعيد عائلية أو غير ذلك من الإنشغالات اليومية … بالنسبة للعديد من الأشخاص.
وتبعا لهذاالمنطق فإن الطريق السريع شرق ـ غرب يعد قيمة مضافة إقتصاديا لذلك فإن المدن المتاخمة له .. يراها المتعاملون والتجار والناشطون في هذا القطاع قريبة منهم كثيرا من أجل الإتيان بمنتوجاتهم الفلاحية أو المواد الغذائية الواسعة الإستهلاك أو سلع وبضائع أخرى تندرج في إطار ما يعرف بالدورة الإقتصادية وإفرازات التنمية .
هذه الخدمات الإجتماعية والإقتصادية ..تزداد إتساعا كلما يسجل فتح المزيد من المسالك الجديدة التي تختزل المسافة وتربح الوقت الكافي من أجل إبقاء تلك الحيوية بين المدن في تواصلها المستمر .
وأي مواطن يلمس الفوائد الكبيرة للطريق السيار شرق ـ غرب ومهما كانت طبيعة التعاليق الصادرة عن البعض فإن المشروع يعد مفخرة للجزائر تضاف إلى تلك الإنجازات العظيمة في هذاالبلد كالمطار الدولي، الميترو، الترامواي، نقل المياه من عين صالح إلى تمنراست على مسافة المئات من الكيلومترات في وسط تركيبة جبلية وعرة … وغيرها من المشاريع التي لا تعد ولا تحصى .
وكل من يسلك هذه الطريق يلاحظ بأن هناك نقلة نوعية في الخدمات المقدمة للمسافر خاصة على مستوى محطات البنزين الجديدة التي تتوفر على كل وسائل الراحة من وقود، محلات تجارية، ودورات للمياه وغيرها .
وما تجدر الإشارة إليه هنا إلى أن الشخص الذي هو أمام مقود سيارته بالطريق السيار لا يفكر إلا في السرعة ثم السرعة مغترا بالفضاء الواسع المفتوح أمامه وإنعدام المركبات التي تعرقل حركته كما هو الحال بالمدن الكبرى …دون مراعاة الإشارات التي تارة تطلب بتقليص السرعة إلى ٨٠ كلم وأحيانا إلى ١٢٠ كلم مع وجود شعارات “ أسرتك في إنتظارك “ “السرعة عدوك” إلا أنه تجد نفسك في سباق “ الرالي” مع سائقين يتجاوزون بكثير ماتنص عليه إشارات المرور. كما أن الرادار لا يثير لديهم أي خوف ماعدا محاولة تخفيض تلك السرعة الفائقة قبل الوصول إلى مجال « إصطياده » .
والنقطة الثانية التي تفرض نفسها بإلحاح وهي المتعلقة بشطر العودة عبر طريق الغرب باتجاه وسط البلاد ماتزال تحتاج إلى مزيد من المتابعة الميدانية من خلال إصلاح الحفر الكثيرة الناجمة عن سير الأوزان الثقيلة من شاحنات محملة بأطنان من المواد المتنوعة والتي أثرت تأثيرا كبيرا في ديمومة الزرفت وهذا بدءا من مخرج منطقة الحمادنة بغليزان إلى غاية نواحي مدخل البليدة .. كل هذا البساط يحتاج للإنتباه .. كوجود حفر عميقة وإتلاف مربعات كثيرة نتيجة البعض من الأشغال القديمة .
والأدهى والأمر أنه عند مخرج الشلف هناك جزء هام من المطاط المقوى الرابط بين الطريق غير موجود في مكانه وتم إحلال محله إشارة مرور ونتساءل كيف يكون الأمر ليلا إذا تم الإقتراب من هذه الفراغ المخيف قد يؤدي بالمركبة إلى مالا يحمد عقباه ـ لا قدر الله ـ وإلى غاية يومنا هذا فإن الأمر مايزال حاله، لا أحد تحرك من أجل إزالة كل هذه المعوقات بطريق العودة غرب ـ بالرغم من وجود مايعرف بدور الصيانة المنصبة أمام هذا المشروع وهي الجهة المخول لها أن تتكفل بكل النقائص والنقاط السوداء .
وعليه فإنه من الضروري إدراج صيغة جديدة لمتابعة المشاريع المنجزة من ناحية الصيانة خاصة تكون من خلال اجتماعات دورية تقيم حالة الطريق السيار .. وفق رؤية واضحة بعيدة كل البعد عن العمل المكتبي الذي يضر كثيرا بالنشاط الميداني .. ومن هنا توضع بطاقية وطنية للطرقات تسند لمؤسسات شبانية في نطاق « أنساج » لتكون الصورة واضحة كل الوضوح وتبقى الطريق صالحة للسير عليها وإزالة كل المخاطر التي تهدد السائقين أو القيام بدفع رسم معين حق استغلال الطريق كما هو معمول به في العالم
الطريق السيار غرب في حاجة إلى متابعة ميدانية
ضرورة إصلاح أرضية شرق وإعادة النظر في إشارات المرور
جمال أوكيلي
شوهد:1326 مرة