كثفت مصالح الدرك الوطني وجودها على الحدود الجزائرية المغربية - بالضبط مع منطقة السعيدية،- معززة بذلك مخططها الأمني القائم على نشر دركي على مستوى كل متر لمواجهة مختلف التهديدات على الحدود. في المقابل، شرعت المصالح الولائية في إقامة سياج لتأمين الحدود وتفادي الاستفزازات المغربية من جهة ومنع دخول المواطنين وتنقلهم إلى الأراضي المغربية عن غير علم، ما قد يؤدي بهم إلى الدخول في متاهات هم في غنًى عنها من جهة أخرى، حيث تجري حاليا عملية تسييج كل من منطقة باب العسة، بوكانون والعريشة وهي المناطق المعروفة بتهريب الوقود والمخدرات وغيرها من المواد الغذائية، هذا ما وقفت عليه «الشعب» في مرافقة ميدانية لها لمصالح الدرك بعين المكان.
أعطت قيادة الدرك الوطني تعليمات صارمة لعناصرها في الحدود تقضي بتشديد الرقابة على الشريط الحدودي، خاصة خلال موسم الاصطياف، حيث تعرف إقبالا كبيرا من السياح الجزائريين والأجانب الذين يتوافدون على منطقة مغنية، خاصة شاطئ مرسى بن مهيدي الذي يفصله متران عن شاطئ السعيدية بالمغرب وتفادي خروجهم عن الشريط الحدودي، باعتبارهم لا يعرفون المنطقة.
من جهة أخرى، نشرت مصالح الأمن بالمنطقة جميع وحدات الأمن المتواجدة في غرب الوطن قائمة جديدة تضم 15 إرهابيا، يرجح تواجدهم في جبل العصفور، الواقع على الحدود الجزائرية الفاصلة مع المغرب، فيما سلم 3 آخرون أنفسهم للجهات الأمنية.
للإشارة، شددت مصالح الأمن مراقبتها الأمنية على المنطقة الحدودية الجزائرية - المغربية، بالنظر إلى الطبيعة الجغرافية التي تمتاز بها المنطقة وللعلاقة الوطيدة بين مهربي السلاح والمخدرات والتنسيق المحكم بينهم.
وبغرض إنجاح مخطط «دلفين» بولاية تلمسان، جندت قيادة الدرك أكثر من 3 آلاف دركي ووجهت تعليمات صارمة لمراقبة الآلات العائمة التي تسبّبت في وفاة شخص واحد لحد الآن.
من جهة أخرى تم الأخذ بعين الاعتبار خصوصية موسم الاصطياف هذه السنة، على غرار السنوات الأخيرة والذي سجل نجاحا كبيرا، بالنظر إلى الإمكانات المادية والبشرية الهامة من تشكيلات حفظ النظام، سرايا أمن الطرق والوحدات المتخصصة المدعمة والمتمثلة في 3 آلاف دركي، بينهم 200 دركي درّاج يسهرون كلهم على تأمين 5 شواطئ مسموحة للسباحة والمتواجدة في إقليم الدرك الوطني.
وأكد ممثل قيادة الدرك الوطني رئيس خلية الإعلام، المقدم عبد الحميد كرود، والمقدم بوعلاق رئيس الفرقة الإقليمية لولاية تلمسان، أن موسم الاصطياف الذي تزامن مع شهر رمضان، تم تأمينه من خلال مراقبة أماكن الراحة والاستجمام والمناطق الأكثر استقطابا وكذا طرق المواصلات وتنظيم حركة المرور، بعدما تم تدعيم التشكيل المقام بإجراءات وتدابير أمنية خاصة.
وسجلت مصالح الدرك الوطني بولاية تلمسان، خلال هذا الموسم الصيفي، في إطار مخطط «دلفين»، 272 قضية تم على إثرها توقيف 6 أشخاص، و498 تدخل مع تسجيل 218 قضية.
وفي إطار حماية البيئة، سجلت أرقام عكست تراجع مختلف أنواع الإجرام خلال موسم اصطياف هذا العام. ومن خلال التجارب السابقة، ركزت الوحدات نشاطها المدعم بالوسائل المقحمة على الرفع من نوعية الخدمة باستهداف أوكار الجريمة عن طريق عمليات منظمة والسرعة في التكفل بانشغالات المواطن الأمنية.
وكانت الوحدات الساحلية لولاية تلمسان قد نفذت خلال هذا الموسم، عمليات خاصة بتأمين المحيط، زيارة وتفقد ومراقبة الأماكن العمومية، مراقبة طرق المواصلات عن طريق دوريات متنقلة وكذا الطلعات الجوية.
وفي إطار تنفيذ المهام التقليدية للدرك الوطني، قامت وحدات الدرك الوطني لولاية تلمسان الساحلية بتعريف 188873 شخص، تم إيقاف خلالها 136 مطلوب في قضايا الإجرام وأكثر من 136 ألف مركبة، تم استرجاع 3 منها.
وفيما يخص شرطة الطريق وتنسيق النقل البري، تم تسجيل 141 قضية تتعلق بمختلف المخالفات، تم على إثرها إيقاف 6 أشخاص، أودع شخص واحد منهم الحبس.
وامتدت نشاطات وحدات الدرك الوطني لولاية تلمسان خلال موسم الاصطياف، لتشمل تأمين الأماكن التراثية، حيث تم تدعيم المجموعة الإقليمية للدرك بتلمسان بخلية لحماية الممتلكات الثقافية، عالجت 3 قضايا في هذا المجال، الأولى تتعلق بالمتاجرة بقطع أثرية شملت 514 مسبوكة أثرية والثانية متعلقة بالتعدي على الموقع الأثري والثالثة خاصة بالتعدي على الأراضي المحاذية للموقع الأثري الواقع بباب القرمادين.
وتم في السياق ذاته معالجة 3 قضايا تتعلق بالتعدي على السور القديم المحمي، والشروع في بناء مسجد على أرض محمية قانونيا، مع اكتشاف موقع أثري بدائرة بلدية سيدي مجاهد.
وفيما يخص الخط الأخضر الذي تم وضعه تحت تصرف المواطنين، تلقت وحدات الدرك الوطني أكثر من 3915 مكالمة خلال موسم الاصطياف، تم على إثرها التدخل الفوري في 498 حالة أسفرت عن نتائج، منها توقيف 10 أشخاص، وحادث مرور تسبب في وفاة شخص.
وبخصوص حوادث المرور، سجلت نفس المصالح خلال هذه الفترة انخفاضا في عدد الحوادث مقارنة بنفس الفترة من العام الجاري بنسبة 1,5 من المائة، حيث أحصت 375 حادث خلفت مقتل 73 شخصا وجرح 645 آخرين.