«الشعب» تزور المخيم الصيفي لعائلات عمال سوناطراك بجيجل

شاطىء افتيس وجهة استجمام وراحة بامتياز

أمال مرابطي

مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تبدأ العائلات الجزائرية في البحث عن وجهة سياحية لقضاء العطلة الصيفية ، حيث تزداد وتيرة الإقبال على المدن الساحلية، وتعتبر ولاية جيجل من أبرز المناطق استقطابا للسياح من داخل و خارج الوطن، بعد إستتباب الأمن يزورها الأجانب لتوفرها على أجمل الشواطئ المطلة على ساحل البحر.

كانت للشعب زيارة لمخيم سونا طراك المتواجد بمنطقة أفتيس بولاية جيجل حيث عبر المصطافون عن إعجابهم بالتنظيم الجيد الذي قام به أصحاب المخيمات الصيفية للشركة، واختيارهم جيجل لهذه السنة كوجهة للعائلات، حيث تحتوي على مناظر خلابة، تنسيهم هموم الحياة و تجدد طاقتهم للدخول الاجتماعي القادم.
وفي هذا الصدد قال مدير مخيم سونا طراك، عبد اللطيف يزيد مصطفى لـ «الشعب»  بأن المخيم تابع للوحدة الجهوية بسكيكدة فتح أبوابه أمام العائلات بتاريخ  03 أوت 2014  ويستمر لغاية 03 سبتمبر .
يضم الفوج الواحد 50 عائلة، بعدد إجمالي يصل إلى 150 عائلة، لقضاء فترة استجمام على شاطيء افتيس بجيجل مدتها عشرة أيام .
وكشف عبد اللطيف يزيد مصطفى بأن هذا المخيم الصيفي استفادت منه 18 عائلة من العاصمة ، 03  من بجاية،21 من سكيكدة، 15 من بسكرة، 36 من حاسي مسعود، 12 من حاسي الرمل، 12 عائلة من آين أميناس، بالإضافة إلى 18 مؤطرا يسهرون على السير الحسن للمخيم و راحة المصطافين.
ويحظى الأطفال حسب محدثنا  باهتمام الساهرين على تنظيم مثل هذه المخيمات حيث تم تسطير عدة برامج ونشاطات  تثقيفية وترفيهية، تبدأ من الساعة الخامسة لغاية الساعة السابعة مساءا، تتنوع بين الرقص، والغناء، وتنظيم مسابقات في الرسم بالإضافة إلى ألعاب أخرى تساهم في إدخال الفرحة والسرور في  نفوسهم.
وبالموازاة مع ذلك تم برمجة سهرات فنية للعائلات ، تستمر لوقت متأخر من الليل، وخرجات سياحية لاكتشاف هذه المنطقة السياحية المعروفة بكهوفها العجيبة وغاباتها بالإضافة إلى حديقة الحيوانات النادرة بالعوانة ومحمية تازة .
أما بخصوص النقائص التي اشتكت منها العائلات قال محدثنا أنها تتمثل في نقص الأسرة وبعض وسائل المطبخ، محملا المسؤولية للجهات المعنية بالتخييم والعطل الصيفية، مضيفا أن ظروف استقبال هذه العائلات في تحسن، لأنه لم يستسلم للوضع و هو في اتصال دائم مع رئيس دائرة العوانة لتدارك هذا الأمر، مؤكدا أنه تلقى تجاوبا ودعما من طرف هذا المسؤول الذي لم يبخل بمساعدته كلما احتاج إليها.
إلى جانــــــــب البحــــــــر برامــــــــج ومسابقـــــات للأطفـــــــال وحفــــــــلات للعائـــــــلات
كما كانت للشعب دردشة مع العائلات المتواجدة بمخيم سوناطرك حيث عبرت عن إعجابها بجيجل وما تزخر به من مناظر جبلية خلابة بالإضافة إلى أهلها الطيبين ومعاملاتهم الحسنة مع الزوار، فهم معروفون بحسن الضيافة والترحاب كتقاليد ضاربة في أعماق تاريخ هذه الولاية .

قالت السيدة عواد لويزة من سكيكدة  لـ «الشعب»: « لقد وضعت أمامنا عدة خيارات بالنسبة للوجهة التي نقضي فيها العطلة الصيفية، وقد وقع اختيارعائلتي على منطقة افتيس التي تبعد عن مدينة جيجل بحوالي 30 كلم ، والتوجه إليها ضمن مخيم سوناطراك، للاستمتاع بشواطئها ومناظرها الخلابة، وتوفرها على الماء والكهرباء ،  وأضافت في سياق حديثها أن هذا المخيم بالذات يعرف كل سنة توافدا كبيرا من العائلات من مختلف مناطق التراب الوطني، وهو يندرج ضمن الخدمات الاجتماعية التي توفرها مؤسسة سوناطراك بهدف تنشيط السياحة.
قائلة : “ ما نال إعجابنا تخصيص مسابقات للأطفال وما وجدوه من فضاءات للعب والترفيه ، فضلا عن حفلات موسيقية خصصت للعائلات لغاية منتصف الليل، واستطردت قائلة :” فضلنا قضاء عطلتنا الصيفية  في خيمة  في الطبيعة  ، وقد استمتعنا بذلك كثيرا كونها قريبة من البحر بالإضافة إلى الهواء النقي الذي أثلج صدورنا و جعلنا ننتعش من جديد لأننا حقا تخلصنا من سموم التلوث الذي نستنشقه  يوميا في المدينة ،
وما أسعدنا أكثر ـ على حد قولهاـ خروجنا للتسوق وزيارة عدة مناطق ، فجيجل ولاية رائعة استمتعنا بتواجدنا هنا ...فالأسعار مناسبة لقضاء موسم اصطياف مريح، الأمن متوفر ولا ينقصنا شيء.
كما عبرت عن إعجابها بقضاء عطلة الصيف بالتخييم  فقالت :”هذه المرة الثانية التي نخيم فيها بالقرب من الشاطئ، في السنة المنصرمة توجهنا لمخيم اوقاس ببجاية وهذا العام كانت وجهتنا جيجل، كون التخييم متعة وتغيير للأجواء ، كما هي فرصة للتعرف على عائلات من مختلف التراب الوطني، كما أنه فيه المسابقات من حفظ القران، أجمل خيمة، أجمل حلاقة، مسابقات في الطبخ خصصت للعائلات .
فيما قالت صفية لزرق من سكيكدة أعجبني بالمخيم الحب السائد بين العائلات والتبادل الثقافي بين الأسر القادمة من مختلف مناطق الوطن وادي السوف، العاصمة، سكيكدة، حاسي مسعود  وخاصة ما لفت انتباهي ما يميز أبناء الصحراء عن باقي أبناء الوطن  حديثهم باللغة العربية وحفظهم للقرآن ، بما في ذلك ما تتوفر عليه الولاية من شواطئ رائعة تستقطب يوميا الآلاف من المصطافين كما تعرف المدينة خلال الليل إقبالا كبيرا بتواجد الزوار بمختلف المحلات والمقاهي بالإضافة إلى الكورنيش والمطاعم الشعبية والعصرية والمتاجر الخاصة بألعاب الأطفال لاقتناء هدايا ، وبما في ذلك المهرجانات ، كما تضيف قائلة يمكن  للزائر أيضا أن يقضي عطلته الصيفية بجيجل بكل راحة كون أهلها محافظون ويحسنون معاملة الزائر ، لكن الأسعار اختلفت حسب مقدور كل عائلة فمنهم من اشتكى من الغلاء بالمدن الساحلية ومنهم من  اعتبرها شيئا عاديا كون الغلاء تحول لأمر طبيعي بهذا الفصل خاصة مع التوافد الكبير للزوار.
 كما كان للأطفال نصيبهم من المسابقات في العلوم الشرعية وحلقات الذكر بالمخيم ، وفي هذا الصدد تقول لزرق رقية أوكلت لها مهمة حلقات ذكر وتحفيظ القرآن للأطفال : لابد من توعية الطفل وتقوية الدين لديه ، و من أجل ترسيخ الإيمان لديه ، بمجرد أن عرضت الفكرة على المعنيين ، لقت الترحيب و القبول  كما استقبلتها العائلات بكل فرح  .
 متعة التجول في أحضان الطبيعة
تشتهر جيجل بكورنيش رائع الجمال يجمع بين البحر والجبال الصخرية الممتدة حتى حدود ولاية بجاية، وتوجد به مغارات عجيبة، ومن أهم مدن الولاية، جيجل، الميلية، الطاهير.ومنطقة تاكسنة في الجنوب الغربي ذات التلال الجميلة.
وفي هذا الصدد تقول السيدة فاطمة الزهراء بن عالية من بسكرة : “ تتمتع جيجل بمناظر خلابة  سمحت للعديد بالتجول في أحضان طبيعتها، وتعد بمثابة مصدر رئيسي لجلب السياح الذين يتدفقون عليها بأعداد هائلة ، فرغم بعد المسافات  إلا أن الجميع أبى أن يستطلع تلك الأماكن في زيامة منصورية، العوانة التي تتوفر على جزر خلابة .
ويبقى المشكل الوحيد الذي يعيق العائلات في تنقلاتها لاستكشاف المنطقة  الاكتظاظ المروري ، الذي حال دون اكتشاف جوهرة الساحل الشرقي ، إذ يستدعي الأمر ساعات  طويلة للذهاب والإياب . خاصة في موسم الاصطياف أين تشهد المنطقة إقبالا كبيرا للسياح من شتى ربوع الوطن ،  بالإضافة إلى  زوار من خارج الوطن .
و تستطرد فاطمة الزهراء بن عالية قائلة : “التجول  في المناطق الجبلية والجزر مغامرة مثيرة  تسمح للسائح أن يستمتع باحدى الأماكن السياحية الجذابة في جيجل و هي العوانة خاتمة حديثها أن الذي لم يزرها  كأنه لم يرى شيئا بحياته ،  وقد تفطن الكثير لهذه الحقيقة وأصبح يتردد على المكان كلما حلت العطلة الصيفية
وتضيف متحدثة عن جمال الطبيعة بجيجل : تحرص الغالبية من العائلات بالمخيم على اصطحاب اللوازم الخاصة بخرجات التجول معها من غداء ولوازم البحر ونجد أكثرهم يتوقفون على حافة الطرقات لتناول الغداء وهذا ما زاد المنطقة جمالا كون السياحة ارتقت لتكون مستقطبة للعديد من العائلات من مختلف ربوع الوطن..
 جزر مترامية الأطراف بالعوانة تثير الدهشة
تؤيدها في الرأي عبازيزي من الدويرة   قائلة : “أول مرة  أقرر قضاء العطلة  الصيفية  بالمخيم ، وحقيقة أعجبنا به كثيرا كون التخييم برفقة العائلات ممتع  يسوده الاحترام والمعاملات الطيبة ،  كما وجدنا  سكان ولاية جيجل جد طيبين ومعاملاتهم جيدة يستقبلون زوارهم  بكل أدب ولباقة كما تتوفر جل المناطق على مطاعم شعبية تقدم وجبات سريعة،  والعائلات وجدت راحتها في  المخيم  خاصة الأطفال الذين وجدوا أنفسهم من خلال الجولات و الخرجات المنظمة.   
 وتضيف : “لقد أحسنوا اختيار المنطقة بموقع افتيس لإقامة مجموعة من المخيمات العائلية والبيوت السياحية وكان من بينها مخيم سوناطراك، مخيم يطل على الشاطئ يتوفر على المياه الصالحة والصرف الصحي والطرق، اهتمام المصطافين الذين يقصدونها ويترددون عليها من كل ولايات الشرق والجنوب الجزائري، فالمخيمات الجبلية متعة ترفيه، بما تتوفر عليه جيجل من مناطق جبلية  كزيامة المنصورية ومينائها الصغير الذي يؤدي إلى جزيرة يقصدها الكثير من الزوار لاكتشاف المزيد من أسرار الطبيعة الخلابة مثلما هو الشأن بالنسبة للكهوف العجيبة التي تعد من أبرز المعالم السياحية في جيجل و هي عبارة عن مغارات طبيعية توجد بها مناظر خلابة تتوسط زيامة منصورية بمنطقة” زيامة “.
عائلات بين التوافد على المطاعم وتحضير وجباتها بالمخيم .
عرفت المطاعم نشاطا كبيرا خلال فترة الاصطياف بتوافد عدد هائل من الزوار وتعتبر الأكلات السريعة كالبيتزا وأنواع مختلفة من الأسماك والأكلات البحرية بالإضافة إلى المشويات من بين أهم ما يطلبه زوار جيجل ، وغالبا ما تقوم العائلات المتواجدة بالمخيم بالطبخ حيث تم تزويدهم ببعض اللوازم الخاصة بالمطبخ لتسهيل عليهم إعداد وجباتهم. وفي هذا الصدد تقول سهام دوادي من الاغواط ..ليست المرة الأولى التي نقضي فيها عطلتنا بخيمة وإنما تعددت ما بين اوقاس ببجاية، القل بسكيكدة  وهذا العام فضلنا  جيجل  كما تقول لما تتمتع به المنطقة من مناظر خلابة ، كما أن المنطقة تعتبر حلقة وصل بين ولايات مجاورة  بجاية، سكيكدة، وهو ما سمح لنا بزيارتها.
وبشأن الأماكن التي زارتها العائلات ووجدت المتعة التي تنشدها قالت سهام دوادي :”  لقد  حالفنا الحظ حقا هذه المرة و زرنا حديقة الحيوانات المعروفة بأنواعها المفترسة والنادرة ، بالإضافة إلى السهرات المنظمة خصيصا لاستمتاع المصطافين ، حيث اغتنمت العائلات المعالم التي تزخر بها المنطقة لالتقاط صورللذكرى.
وتقول بخصوص أسعار السلع التي تعرف عادة إرتفاعا في مثل هذه المواسم : “تعودنا  على ارتفاع الأسعار في فصل الصيف  خاصة في المناطق السياحية والجميع  جنّد نفسه قبل المجيء  لذلك بإعداد وجبات في مراكز التخييم واقتناء جميع ما يلزم من مواد غذائية وخضر وحفظها في الثلاجات.
وفي ذات السياق  تقول نوال زيداني من حيدرة  فضلنا قضاء العطلة بالمخيم هذه السنة  ،  فقد كنا نعتمد على كراء الفيلات والبيوت وهذه المرة قررنا التواجد بالطبيعة وتغيير الأجواء ، موضحة أن الأسعار مناسبة  وجيدة مقارنة بالعاصمة، تعرف ارتفاع أسعار المأكولات بالمطاعم  كما أكدت بأن سكان جيجل يتحلون بالكرم مع جميع الزوار.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024