تتواصل فعاليات الطبعة التاسعة للمهرجان الثقافي العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري ، حيث جابت الفرق المشاركة و عددها 26 فرقة من بينها 17 فرقة عربية و إفريقية و 9 فرق محلية ،شوارع المدينة منطلقة من دار الثقافة مولود معمري مرورا بشارع هواري بومدين و متحف المدينة وصولا إلى شارع العربي بن مهيدي و ساحة الزيتونة ،و هي القافلة التي أضفت بحركات الفرق الراقصة جوا مميزا للمشهد الثقافي في المنطقة.هذا ما رصدته “الشعب” في عين المكان.
ككل سنة تستقبل ولاية تيزي وزو عدد معتبر من الدول العربية و الإفريقية للمشاركة في هذا المهرجان الراقص و الذي يسمح بنقل ثقافة كل بلد . استهلت هذه الطبعة بتكريم رجل السلم نيلسون مانديلا و التضامن مع شعب غزة ،فيما تشارك لأول مرة تركيا.
و تعيش ولاية تيزي وزو على مدار أربعة أيام متتالية على وقع الرقص وهي النشاطات الفنية التي تمتد إلى غاية ولاية بومرداس و كذا بلديات الولاية على غرار ازفون، تقزيرت و عزازقة ،حيث سيتسنى للمواطنين معايشة مجريات المهرجان عن قرب و الاستمتاع بالرقصات الشعبية للدول المشاركة.
يهدف الحراك الفني إلى إنشاء علاقات بين الشعوب الإفريقية و العربية و إعطائها فضاء للتبادل و الحوار الثقافي، و تمتين العلاقات و الحوار الثقافي في قارة إفريقيا و العالم العربي، و منح الجزائر وجها ثقافيا مميزا، و تطوير فن الرقص الفلكلوري و جعله آلية للسلم و السلام.
كما يهدف المهرجان إلى إحياء المشهد الثقافي لولاية تيزي وزو و جعلها تعيش على وقع ألوان الثقافات العربية الإفريقية.
و من المنتظر أن تكون دولة تركيا ضيف شرف هذه الطبعة من خلال فرقة كوسيداس إليف نام “مركز الرقص و الفنون” إلى جانب مشاركة كل من رومانيا و كوبا لأول مرة كضيوف لهذه الطبعة. كما يعرف المهرجان خلال هذه السنة مشاركة فرق جديدة على غرار فرقة الكوفية من فلسطين و كذا فرقة فورجه شو من مصر و فرقة السودان للفلكلور و فرقة موليا للرقص الشعبي من دولة لبنان الشقيقة ،إلى جانب كل من فرقة بابمبا من مالي و فرقة عمون للفنون الشعبية من الأردن،وكذا فرق من النيجر،البنين ،بوركينافاسو،تونس،التشاد،السودان ،السينغال إسبانيا، فرنسا.
أما الفرق الوطنية فتشارك كل من فرقة اسارو نهقار من تمنراست ،و كذا فرقة اثران ندا المولوذ من تيزي وزو و كذا فرق من البيض ،امسوحال،تلمسان،خنشلة ،تندوف و غرداية .
كما أن طبعة هذه السنة ستضم نشاطات تكوينية و ورشات عمل بالإضافة إلى العديد من العروض المبرمجة على مدار عمر هذه التظاهرة .
محافظ المهرجان ولد اعلي الهادي :
الصداقة و التضمان و السلام بين الشعوب شعار الطبعة و التسامح يكون بالثقافة
أكد محافظ المهرجان الثقافي العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري ولد اعلي الهادي خلال كلمة ألقاها في افتتاح المهرجان ،أن الطبعة التاسعة قد كرست لوضع شعار الصداقة و التضامن و السلام بين الشعوب ،مشيرا أن ولاية تيزي وزو تستقبل كبقية الطبعات السابقة فرق محلية و أجنبية و ذلك لإعطاء الولاية مزيدا من البهاء و الجمال بتقديم أفضل العروض و الرقصات .
وأضاف ولد اعلي بأن هذه الطبعة من جهة أخرى تكتسي معنى خاص لكونها جاءت تكريما لنلسون مانديلا فبعد رحيل رمز الحرية و التحرر بأشهر العالم كله يحي الإرث و يقدر الأثر الراسخ الذي خلفه في التاريخ .هذا الأخير الذي لم يغير فقط مصير بلده بل ساهم في تطوير حقوق الشخص والوعي العام من أجل المساواة بين البشر .
محافظ المهرجان قال من جهة أخرى أن الرقص فن يسكن في أعماق الشعوب و الحضارات فهو ليس تعبيرا جسديا فحسب ،بل سجل أنتربولوجي للعمق الحضاري للمجتمع البشري و هو أفضل تراث عالمي مشترك حيث لا يقبل أي تمييز أو تشويه فهو لغة عالمية يفهمها الجميع فكل الرقصات حسب ذات المتحدث تعطي السعادة و هي أفضل تراث تقافي مشترك كونه يجمع و يوحد و يصلح و هو جسر للتضامن بين شعوب العالم و هو دليل على روح السلم ما يجعل الولاية تكرس هذه العادة .
من جهته رئيس المجلس الشعبي الولائي أشاد بأهمية هذه اللقاءات الثقافية فضلا عن أنها تصنع الفرجة وتخلق ديناميكية وحركية ثقافية بمنطقة القبائل فهي تساهم في مدّ جسور الوصال الثقافي وفتح مجال أوسع لحوار الثقافات التي تعد العامل الأساسي في خلق الانسجام و السلام بين شعوب العالم .
وبدوره والي ولاية تيزي وزو بالنيابة محمد بوشامة قال أن تيزي وزو هي قلعة الثقافات و التضامن موجها تشكراته لكل الفرق الدولية التي تمسّكت بهذا الحدث الثقافي الذي يساهم في تقوية ثوابت التضامن و الأخوة بين الشعوب معتبرا دولة تركيا مهد الثقافات والحضارات مضيفا أن تيزي وزو لها الشرف أن تعود لتطل على أجندة الرئيس الراحل نلسون منديلا.
