انعدام النقل،.. توقف أشغال إنجاز الملعب وتدهور المحيط البيئي
طالب مواطنو قرية الحجائرية التابعة إداريا لبلدية ودائرة حمام بوحجر بولاية عين تموشنت، بانتشالهم من التهميش الذي غرقوا فيه والنسيان الذي طالهم وذلك بتسوية انشغالاتهم التي يقولون عنها حسب تصريحاتهم لـ “الشعب” التي زارت القرية أنهم سئموا من طرح مشاكلهم أمام رئيس البلدية في كل مرة بدون إيجاد حل لهم.
ومن جملة ما ناشد به السكان على لسان ممثلهم، ربطهم بمرافق الحياة وإبعادهم عن العزلة التي يعيشون فيها بسبب مشكل النقل الذي أرّقهم إذ يعانون منه منذ مدة طويلة، الأمر الذي أدى بهم للمطالبة بالسماح للحافلات التي تقل المسافرين بين حمام بوحجر وسي دي بلعباس المرور عبر القرية لتسهيل نقل الطلبة إلى الجامعات وكذا المطالبة بتعبيد الطرقات المهترئة التي كثيرا ما تسببت في مشاكل للسائقين والراجلين على حد سواء وكذا تمرير الطريق الرابط بين حمام بوحجر وسيدي بلعباس بالقرية من أجل إنعاش القرية، علما بأن هذا الطريق يبعد سوى 600 متر عن البلدة .
قرية الحجايرية - التي يعتبرها سكانها أقدم من دائرة وبلدية حمام بوحجر تاريخيا - وفي أول وهلة لدخولنا إليها لاحظنا المعاناة اليومية التي يعيشها المواطنون بها وخاصة منهم فئة الأطفال والمتمدرسين الذين يدرسون بالإكماليات والثانويات المتواجدة بحمام بوحجر ناهيك عن الوضعية الخطيرة التي أصبحوا يعيشونها يوميا من خلال انتشار الروائح الكريهة والقاذورات والنفايات المنزلية، والأخطر من هذا هو انتشار الكلاب الضالة بالقرب من مكان رمي النفايات لانعدام الحاويات المخصصة لذلك، وهو ما جعل الكثير من الأطفال يتعرضون في كثير من الأحيان لعضات الكلاب المتشردة. وفي هذا الصدد يطالب السكان بمتوسطة تقلل من عذاب التنقل المتمدرسين الذين لم يحظوا بها رغم أنّ عدد هؤلاء التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بحمام بوحجر يفوق 200 تلميذ يتجرّعون الويلات في فصل الشتاء مع مشكل النقل نظرا لبعد المسافة بين القرية
وبلدية حمام بوحجر وهنا صرح لنا جمع من التلاميذ أن النقل المدرسي لا يأتي إلا في الصباح ليعانوا في المساء نتيجة غيابه، والغريب في الأمر أنهم يشاهدون الحافلة المخصصة لذلك تجوب شوارع حمام بوحجر بدون فائدة !
كما لم يسلم قطاع الرياضة من التهميش، فالسكان خاصة منهم الرياضيون محرومون من ممارسة هواياتهم الرياضية بفعل توقف أشغال إنجاز الملعب البلدي لكرة القدم منذ سنتين، هذا إذا علمنا أنّ الأعمال انطلقت به منذ سنوات مضت، ما جعل الملعب “مشلولا “ بعد أن قدرت نسبة الإنجاز به 65 ٪، ليأمل شباب القرية بالتعجيل في استكمال الإنجاز لتمكينهم وتمكين الفريق الهاوي لكرة القدم المسمى “النادي الهاوي الرياضي لقرية الحجائرية CASH” ـ خاصة - من التدرب واللعب بعد ابتعاده وتوقفه عن ممارسة كرة القدم لعدة مشاكل منها غياب فضاء للعب ومشاكل مالية. ليضيف السكان المعنيون أن الثقافة بمنطقتهم غائبة وهو ما يدخلهم في دوامة من الظلام والجهل لتجاهل المسؤولين لهم، ضف إلى ذلك الافتقار إلى مكتبة على الرغم من امتلاك القرية للقدرات اللازمة لإنجاز هاته المكتبة للمطالعة والتثقيف لحماية أبناء المنطقة من الإنحراف وغيره.
وفي شق السكن طالب ذات السكان بتسوية العقود للسكنات المنجزة منذ عام 1975
و1983، مع الإسراع في إنجاز المشاريع السكنية الاجتماعية والريفية بالقرية للقضاء على مشكل السكن نظرا للكثافة السكانية المتزايدة، وإلى جانب ذلك يطالب أهل الحجائرية بتحقيقات في الميدان وإعطاء الأولوية لطالبي السكنات المقيمين بالقرية الذين يعانون من أزمة السكن منذ سنوات خاصة الشباب منهم. ومن ناحية أخرى وما زاد الأمور تعقيدا هو أن حياة الساكنين أصبحت في خطر ومهددة، فخيوط الضغط العالي للكوابل الكهربائية لا تزال متدلية وممتدة فوق منازل بعض سكان الحجايرية وتكاد تلامس في الكثير شرفات المنازل وسطوحها، حتى أنه حرم الكثير من سكان الحي من إجراء أشغال توسعة أو بناء سكنات جديدة بحكم أن خيوطه لا تبعد سوى بحوالي 30 أو 20 سنتمر وهو ما أصبح مصدر قلق بالنسبة لهم رغم طرقهم كل الأبواب دون جدوى منذ سنوات خلت في ظل تقاعس منتخبي البلدية الذي لا يزورون القرية أبدا إلاّ في أوقات الانتخابات - حسب بعض التصريحات -، ليردف مواطن على الأمر بتعليقه ساخرا “ لو يتكرّمون لتفقدنا يا سيدي كل سنة مرّة”، ليبقى خطر الكوابل المتدلية أمرا قائما وقائمة ضحايا التيار الكهربائي مازالت مفتوحة، أما آخرون فأٌجبروا على تقاسم سكناتهم مع أعمدة الكهرباء التي يقع عدد معتبر منها داخلها.. أمّا الصحة فكان لها نصيب أيضا حيث ينادي المشتكون بضرورة توسيع المستوصف المتواجد حاليا كونه لا يتلاءم مع الكثافة السكانية وحتى أنه لا يقدم أدنى الخدمات الطبية للسكان الذين في تصريحهم لـ “ الشعب” أشاروا لتنقلهم إلى غاية مستوصفات حمام بوحجر لأخذ “ إبرة “، ليطالبوا بتوفير سيارة إسعاف لنقل المرضى الذين كثيرا ما يعانون في التنقل لمصلحة الاستعجالات الطبية في الحالات الحرجة.
يعاني سكان المنطقة مرارة العيش جرّاء انعدام قنوات الصرف الصحي، أين تنتشر الروافد الصغيرة والتي تمثل مخلفات المياه المستعملة لتشكل مستنقعات وبركا كبيرة تنتشر بها مختلف الحشرات وهو ما قد يهدد صحة المواطنين وخاصة الأطفال الرضع منهم وكبار السن. ولعل التخوف الأكبر الذي يشغل بال ساكنة هذا التجمع السكني هو تطور هاته الأمراض وتحولها لأمراض قاتلة على غرار مرض الكوليرا والحساسية الجلدية وغيرها من الأمراض البدائية التي أصبحت تهدد حياة قاطني الحجايرية، هذا التجمع السكني الذي تصدّى لهمجية الإرهاب سابقا في العشرية السوداء للدفاع عن أبنائهم وقبلوا من خلالها التحدي وساهموا بشكل كبير في عودة الأمن والطمأنينة بعد أن نجحوا في قطع كل الطرق وتنقلات المجرمين عبر هذا المحور .
غياب المشاريع التنموية يعجّل بهجرة السكان من منطقتهم
وكل ما ينتظره سكان الحجايرية اليوم، هو التفاتة السلطات لهم وتجسيد مشاريع تنموية لفك العزلة عن المنطقة وتدعيمهم بكل شروط العيش خاصة وأن أغلبهم يمتهنون مهنة الفلاحة وآخرون موالون يحترفون مهنة تربية الماشية. هذا ويقدم سكان الدوار على تأمين حاجياتهم من المياه الصالحة للشرب عن طريق الصهاريج يشترونها من عند الخواص بأثمان باهضة في ظل غياب المياه عن حنفياتهم في بعض الأحيان لمدة تصل 15 يوما، ليبقى هم المواطنين هو في ضرورة إيجاد حلول سريعة لهم وتدعيمهم بمقر للدرك الوطني لافتقار قريتهم للأمن الضروري.
من جهتنا حاولنا الاتصال برئيس بلدية حمام بوحجر التابعة لها إقليميا قرية الحجايرية قصد أخد رده حول هاته الانشغالات غير أننا لم نتمكن من ذلك .