قطرات من الأمطار كانت كافية لتعري «البريكولاج» المنتهج من قبل السلطات المحلية لولاية عنابة، والتي لم تتّعظ من فيضانات عرفتها هذه الولاية السنوات الفارطة، وأسفرت عن كوارث مادية وبشرية، حيث ما تزال الأمطار تكشف عن عيوب في شبكات الصرف الصحي بعدد من أحياء عنابة، والتي غمرتها ليلة أول أمس الأمطار.
عاشت بعض أحياء عنابة، على غرار «لاكولون» و»8 مارس» ليلة بيضاء، بعد أن غمرت المياه شوارعها، خصوصا من يقطنون بالطوابق الأرضية، حيث تحولت إلى أودية تعذّر من خلالها على الكثيرين دخول منازلهم، كما عرفت بعض الشوارع على غرار كورنيش عنابة شلالا في حركة المرور ما تسبب في فوضى كبيرة بين السائقين.
وضع عنابة بهذا الشكل كل سنة يثير استياء وامتعاض أبناء بونة، الذين أصبحوا يتخوّفون من حلول فصل الشتاء وتساقط الأمطار، وتكرار سيناريو الفيضانات الماضية التي أغرقت البيوت وأجبرت بعض العائلات على المبيت في العراء، ناهيك عن تسجيل عدد من الضحايا، ليصبح بذلك المواطن الضحية رقم واحد، ويبقى المتضرر الوحيد من لامبالاة المسؤولين وتقاعسهم أمام مطالب سكان بونة المتكرر في كل سنة لتهيئة الأحياء، وإعادة النظر في قنوات الصرف الصحي قبل حلول موسم الشتاء الذي يسجل في كل سنة كوارث عديدة.
ويبقى سكان بونة يتساءلون عن مصير المخطط الإستعجالي ومدى تجسيده على أرض الواقع لحماية هذه المدينة من خطر الفيضانات، حيث انتفضوا في عديد المرات ضد سياسة اللامبالاة والتهميش والوعود الكاذبة، بإصلاح البالوعات وتهيئة الأحياء، خصوصا وأن عنابة تمّ إدراجها منذ أكثر من 10 سنوات ضمن الولايات، والتي بحاجة إلى مخطط استعجالي لحمايتها من خطر الكوارث الطبيعية في إطار البرنامج الذي أقرته الحكومات السابقة، والتي بقيت للأسف مجرد حبر على ورق.
ويبقى أمام السلطات الولائية التحرك في أقرب الآجال، قبل حلول فصل الشتاء وحدوث ما لا يحمد عقباه، على اعتبار أن قطرات من الأمطار أغرقت بعض الأحياء، وذلك بسبب بعض المسؤولين الذين يقفون في كل مرة موقف المتفرج لما يحصل بعنابة، دون الأخذ بالأمر على محمل الجد.