تضامـن مـع العائـلات المعـوزة بالمناطـق النائيـة وسكـان البليـدة
بين متفائل بتحسن الوضعية الوبائية، إستنادا إلى الأرقام المسجلة في حصيلة الإصابات والشفاء، وبين من يحذر بضرورة مواصلة الإلتزام بالتدابير الوقائية ممثلة في الحجر الصحي والعزل المنزلي وتجنب الاحتكاك في الأسواق الشعبية، خاصة مع اقتراب الشهر الفضيل.
إنها صورة واقعية لمشهد تعيشه عاصمة التيطري في التصدي للفيروس التاجي.
«الشعب» تنقل تفاصيله من عين المكان.
في الوقت الذي يجبر التجار على تطبيق المسافة الأمنية بالنسبة للمستهلكين للتقليل من خطر العدوى، يجري هذا ضمن حملة تحسيسية لاحترام التدابير الإحترازية بالمدية. قال عبد الكريم بن حفصي، المكلف بالإعلام بمديرية الحماية المدنية في خرجة توعوية بمشاركة معتمد الأئمة بدائرة المدية، أن الحذر مطلوب لتجاوز هذه الحالة الصحية الصعبة.
وأضاف حفصي، خلال قافلة تحسيسية، أن المواطنين مطالبون بالحذر من الخطر الفيروسي المتخفي والتحلي بالمزيد من الوعي وتفادي الخروج غير المبرر إلى شوارع المدينة، إلا للضرورة الملحة، حاثا إياهم بروح عالية للبقاء بمنازلهم في إطار تدابير الحجر الصحي الذي أقرته السلطات حماية للنفس البشرية، من منطلق أن عناصر الصفوف الأولى العاملة في الميدان من حماية وصحة قد أنهكهم التعب في مواجهة الوباء.
136 شخص يغادرون الحجر بقصر البخاري
حققت المصالح الصحية بدائرة قصر البخاري، مؤخرا، بحسب إسماعيل لوكاد، عضو لجنة مكافحة كوفيد-19، نتائج إيجابية، برفع الحجر الصحي الإجباري عبر ثلاث دفعات عن 136 شخص من المرضى الذين أتموا فترة المراقبة كاملة بالمركز المسمى «سونيلاك»، سامحة لهم بالعودة إلى أهاليهم، بكل من بلديات بوغزول، وامري، قصر البخاري، المدية، العمارية والبرواقية.
جرى هذا تحت إشراف كل من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية، ومستشفى الدائرة بتسخير طاقم طبي وشبه طبي ومتطوعين عملوا بكل ما أوتوا من قوة لإنقاذهم.
وعبر لوكاد، عن استغربه للتهافت الكبير على الأسواق بهذه الدائرة ومجالسة الأفراد لبعضهم البعض في الشوارع العمومية، وكأن الوباء مجرد مزحة، مؤكدا أن مشاركة فرحة النجاح مع هؤلاء المغادرين للحجر، يجب أن يقابلها حذر ويقظة من المحيط لتعزيز جهود كسر انتشار الفيروس.
30 مريضا في الرعاية بثلاثة مستشفيات
من جهة أخرى، تشير مصادر طبية مطلعة، إلى أن هناك 30 شخصا يوجدون تحت الرعاية الطبية بثلاثة مستشفيات يتلقون فيها العلاج، حيث يتواجد 14 مشتبه في إصابتهم بالفيروس بجناح العزل ببني سليمان، من بينهم مهندس معماري، في وقت تماثل فيه شخصان للشفاء بعد إخضاعهما للبروتوكول العلاجي الجديد، كما يرقد 4 مرضى هذه الأيام بالمؤسسة الاستشفائية بعين بوسيف، من بينهم ممرض، بعد تأكد إصابتهم بهذا المرض الخطير، بالكشف عن طريق جهاز السكانير، أجري لهم بمستشفى المدية.
كما يوجد 12 مريضا تحت العلاج الطبي بمستشفى قصر البخاري، في حين تماثل 3 أشخاص مرضى للشفاء، نهاية الأسبوع، بعد إخضاعهم لنفس الدواء، من بينهم طبيب عام، الذي لم يتأخر عن مطالبة المواطنين بوجوب إلتزام الحذر لتجنب هذا المرض المعدي الفتاك.
تبرّع بالدم وإشادة بالجيش الأبيض
في المقابل، انطلقت، بداية الأسبوع الجاري، حملة للتبرع بالدم في صفوف قطاع الحماية المدنية بالمدية بمقر الوحدة الرئيسة، بمشاركة 300 عون بقصد المساهمة الإنسانية في توفير متطلبات مرضى جائحة كورونا، حيث تم الشروع في تجسيد هذه المبادرة تحت إشراف مركز حقن الدم بمستشفى محمد بوضياف وكانت البداية مع مدير القطاع ومساعديه المباشرين، ثم الضباط وكذا الأعوان.
في هذا الصدد، أكد المقدم محمد شهب العين، مدير الحماية، أن هذه المبادرة «ليست بالغريبة على الحماية المدنية، والتي لبت النداء من الوهلة الأولى لدق ناقوس الخطر، فقامت بوقفة رجل واحد في مجابهة هذا الفيروس، مضحية بالنفس والنفيس، على مختلف المستويات، بدءا بالتدخل، الوقاية والتحسيس، التعقيم والتطهير، الإسعاف والإجلاء»، معتبرا أن هذه المبادرة «تعد الباع القوي في تكاتف مجهود المجتمع وبخاصة أفراد الحماية المدنية، الذين هم على قدم وساق فيما بينهم ومع أفراد المجتمع المدني للتكفل بحاجيات هذه الجائحة».
وتأتي هذه العملية، ساعات بعد وقفة التنويه لأفراد وحدة الحماية المدنية بدائرة عين بوسيف رفقة الأسلاك المتعاونة من الشرطة، قطاع الغابات، المجلس الشعبي للبلدية، جمعية أحباب عين بوسيف، والمسعفين للمجهود المبذول من طرف «الجيش الأبيض» بمستشفى الدائرة في التكفل بكل المرضى وبخاصة المصابين بداء فيروس كورونا.
مبادرات للتآزر ومساعدة المتضررين
على صعيد آخر، تتواصل قوافل التضامن مع العائلات بالقرى النائية ومناطق الظل وكذا البليدة التي يوجد سكانها تحت تدابير حجر كلي تستدعي الوقوف إلى جانبهم. في هذا الإطار، تحركت قافلة تضامنية باتجاه سكان البليدة، محملة بـ62 طنا من مواد غذائية واسعة الاستهلاك، وأدوية تبرع بها مركب المضادات الحيوية- صيدال-، أشرف عليها الوالي، بمعية اللجنة الأمنية وعديد القطاعات.
وتدخل هذه المساهمة، كما أشار إليه الوالي عباس بداوي، «ضمن مساعي التضامن والتآزر»، داعيا سكان المدية إلى التقيد أكثر بتدابير الحجر الصحي لتجاوز محنة محتملة».
وفي رده على سؤال لـ «الشعب»، قال الوالي إن «العملية التضامنية لاتزال متواصلة في الميدان لمساعدة محتاجين عبر 32 بلدية، قبل أن يتم الشروع في تحضير 10 آلاف قفة أخرى لصالح المعوزين والفقراء، بالتعاون مع المحسنين وإشراك الجمعيات ذات الصلة».
عن التحضيرات الخاصة بصرف مساعدة مالية بمبلغ 10 آلاف دج لفائدة المتضررين من هذه الوباء، التي أقرها رئيس الجمهورية، أوضح بداوي بأن «هذه المساعدة ستذهب إلى كل من تأثر عمله بتفشي الوباء، وهو حريص على تسريع إحصاء عمال قطاع الخدمات كالنقل، المقاهي والمطاعم وغير ذلك من الأنشطة التي وجد أصحابها فجأة في عطلة إجبارية بفعل كورونا».
عقوبات لمخالفي إجراءات الوقاية
ومتابعة لتطبيق تدابير الحجر الصحي، تواصل مصالح الأمن حملة التعبئة باتجاه المواطنين، مع تطبيق عقوبات على من يتمادى في سلوك الاستخفاف بالوقاية من كوفيد-19.
وبالفعل، تم فرض عقوبات صارمة ضد مخالفين لإجراءات الحجر الصحي، وعددهم 859 شخص. كما تم وضع 201 مركبة في المحشر، بالإضافة إلى 56 دراجة نارية بحسب تقرير الشرطة بعين المكان.