مغادرة 53 مواطنا بعد إتمامهم مدّة الحجر الصحي
جندت تبسة المصالح المختلفة لتطبيق إجراءات الحجر الصحي الجزئي، مناشدة المواطن الالتزام بهذه التدابير الوقائية التي تؤمِّنهم من وباء كورونا سريع الانتشار والمخاطر.
جاء هذا تزامنا مع مغادرة 53 مواطنا من 05 ولايات، بعد إتمامهم مدّة الحجر الوقائي.
«الشعب» رصدت المشهد وتنقل أدق التفاصيل من عين المكان.
غادر 53 مواطنا بمعية عائلاتهم فندق «طارق»، ومركّب «4 مارس»، عائدين الى ديارهم بعد فترة حجر لـ14 يوما. ينحدر هؤلاء من ولايات: تبسّة، العاصمة، سطيف، ميلة وباتنة وهم بصحّة جيّدة، وتمّ تزويدهم بكمّامات وقاية، وبمستلزمات الطّريق، سلّمت لهم من طرف عمّال وموظّفي مديريّة السّياحة والصّناعات التقليديّة.
عمليّة المغادرة في مرحلتها الأولى، كما لاحظت «الشعب»، جرت في ظروف عاديّة وتنظيم محكم، بإشراف السلطات المحلية، تم خلالها الإشادة بالجهود المبذولة من طرف مصالح الأمن وموظّفي وعمّال القطاعات ذات الصّلة والمتعاونين من أصحاب المؤسّسات الفندقيّة المستعملة للغرض وعمال الصحّة والأطقم الطبيّة السّاهرة.
وفي إطار الإجراءات الاحترازيّة للوقاية من «كوفيد-19»، أوضحت مديريّة الصحّة والسّكان بتبسة، أنّ مصالحها تعتزم القيام بزيارات فجائيّة بمرافقة المصالح الأمنيّة، لمحيط الخاضعين للحجر الصحّي المنزلي، بغية متابعة مدى احترام التقيّد بالإجراء واتخاذ إجراءات ردعيّة ضد المخالفين. وأفادت، أنّه تمّ تشديد الاجراءات الخاصة بالحجر المنزلي الطوعي بما تقتضيه المصلحة العامّة.
من جهة اخرى تتواصل عمليات التحسيس والتطهير والتعقيم عبر مختلف الاحياء والشوارع بمدينة تبسة، بإشراف مديرية البيئة وبمشاركة مؤسسة الردم التقني ومتطوعين من الحركة الجمعوية، لا سيما المنظمة الوطنية للتعاون الإنساني، جمعية «نينا لشتى النشاطات النسوية»، جمعية «أفق للخياطة العصرية والصناعة التقليدية»، جمعية «كركلا»، وجمعية «أحباب تبسة لحماية البيئة»، حيث تم تطهير وتعقيم طرق حي لاروكاد، المؤسسة العمومية للصحة الجوارية منتوري بشير، الأحياء المجاورة والمحلات التجارية التابعة لحي لاروكاد، بالإضافة إلى الوكالات التجارية لموبيليس، جازي وأوريدو.
ساهمت الكشّافة وفعاليات المجتمع المدني والأفراد والجماعات المتطوّعة، بالتّنسيق مع مصالح الولاية وباقي البلديّات والدّوائر والقطاعات ذات العلاقة، في جهود العمل التطوّعي، للوقاية من «كوفيد-19»، بإطلاق حملات تحسيس وتوعية في أوساط المواطنين، لحثّهم على الالتزام بتدابير الوقاية والسّلامة الصحيّة.
وبشأن قوفل التضامن كان للوالي عطا الله مولاتي، اجتماع برؤساء الدّوائر وعدد من أعضاء الهيئة التنفيذيّة ذات العلاقة، حيث أعطت تعليمات بمساعدة الأسر المعوزّة في المناطق النائية ومناطق الظلّ وتذليل الآثار الاقتصاديّة والاجتماعيّة جرّاء تدابير الحجر التي تمّ إقرارها، في إطار إجراءات الوقاية من فيروس «كورونا المستجدّ».
ثم مناقشة ومتابعة ملفّ تنصيب ممثّلين عن الأحياء، في الدّوائر والبلديّات وفي التجمّعات الحضريّة والريفيّة، للمساعدة على تحديد الأسر الفقيرة المعنية بالمساعدات، لأن العملية برمّتها تتعدّى في مضمونها، كونها إحصاء فئات معوزّة وهشّة، إلى عمل في العمق، يتضمّن التكفّل التامّ والحقيقي بهذه الفئات على مدار السّنة، وتمكينهم من العيش الكريم، وتوفير الرّعاية الصحية اللاّزمة.
سكان مناطق الظل والنائية
حرصا على تجسيد هذه الاجراءات تقوم السلطات المحلية بزّيارات تفقديّة، في إطار الوقوف على انشغالات سكّان المناطق النّائية وأماكن الظلّ، شملت منطقتيّ «عين الشّانية مضخّة» و»القنطاس» ببلديّة العوينات، أين تفقّد أحوال المواطنين، وتواصل معهم وتدارس انشغالاتهم، وتقرر تخصيص شاحنة أسبوعيّة، لتزويد السّكان بغاز «البوتان»، إسداء تعليمات، بوجوب التّموين المنتظم للسّكان بالمواد الغذائية الأساسية.
وبهدف تدعيم السّاكنة بمياه الشّرب، تقرر مباشرة ربط الخزّان المائي بمنطقة «القنطاس» وتجهيزه، لوضعه حيّز الخدمة في اقرب الآجال، إعداد الدّراسة والانطلاق في انجاز قسم توسّعي بمدرسة «لزعر إبراهيم» بنفس المنطقة، وتخصيصه كمطعم لفائدة المتمدرسين، مع توصيات بالبدء في إعداد قوائم لطالبي السّكن الرّيفي وتقديمها إلى رئيس الدّائرة للدّراسة، تحسّبا لاستفادة طالبيها من حصّة للبناء الرّيفي.
ودعا بالمناسبة الوالي ساكنة المنطقتين، إلى ضرورة الالتزام بإرشادات السّلامة الصحيّة، في هذا الظرف الاستثنائي، وتوخّي الحذر وتفادي التّجمعات. وأفاد، أنّه يحرص على برمجة زيارة عمل رسميّة لإقليم بلديّة العوينات والنّظر في انشغالات ساكنتها.
بالجهة الشماليّة من بلديّة بئر مقدّم، تفقدت السلطات المحلية «عين عمارة، ذراع فائزة وعين تروبية» وتقرر تزويد السكان بالسّميد وغاز البوتان، والتكفل بانشغالهم حول الربط بالكهرباء الريفيّة ومياه الشّرب، وشقّ مسالك ريفيّة لفكّ العزلة.
وأشاد الوالي بالدّور الإنساني والتّضامني الذي تقوم به الجمعيّات النّشطة ومكوّنات المجتمع المدني في هذا الظرف الاستثنائي، خلال لقائه أعضاء من جمعيّة «أنت الخير» لبلديّة بئر مقدّم، ودعاهم إلى التّنسيق مع السّلطات العموميّة.
حث المواطنين على التحلّي بالسّلوك الحضاري
حث لخضر عيواز مدير البيئة، المواطنين على التحلّي بالسّلوك الحضاري ومدّ يدّ العون الى عمّال النّظافة، من خلال التقيّد برمي النّفاية المنزليّة في وقتها ومكانها المحدّدين والحرص على وضعها في اكياس محكمة الاغلاق.
وأوضح عيواز، أن مصالح قطاعه وضعت برنامجا خاصّا لتسيير النّفايات، يتمشى والظّرف الاستثنائي، وأبرز ذات المسؤول مشاركة قطاعه في جهود الوقاية من «كوفيد-19»، بالتّنسيق مع القطاعات ذات العلاقة والجمعيّات النّشطة، عن طريق الانخراط في عمليّات التّوعية والتّحسيس بجميع الوسائل المتاحة، والمساهمة والتّنظيم والاشراف على عدّة عمليّات لتطهير وتعقيم الفضاءات العامّة، المرافق العموميّة، الاحياء الشعبيّة والتّجمعات السكانيّة الكبرى، والتّكثيف من حملات التّنظيف والتّنقية اليوميّة للشوارع والسّاحات العامّة والاحياء، مع توفير وسائل الحماية والوقاية لعمّال النّظافة، موازاة مع الالتزام بالرّدم التّقني اليومي لجميع النفايات، بإشراف مركز الردم التقني.
كما كشف مدير البيئة عن برنامج عمل مشترك بين وزارتي البيئة والطّاقات المتجدّدة، والتّضامن الوطني والاسرة، يقضي بمباشرة عمليّات لتطهير وتعقيم دور الاشخاص المسنّنين بصفة مستمرّة، بالتّنسيق مع الجهات المعنيّة، وينصح المواطن بالالتزام بالإجراءات الصحيّة، وتفادي التجمّعات، وتطبيق الحجر المنزلي الطّوعي.
البريد والمواصلات يطمئن بشأن السيولة
من جهته طمأن ميلود عريبي، مدير البريد والمواصلات السّلكيّة واللاّسلكيّة والتّكنولوجيّات والرّقمنة، المواطنين بانّ السّيولة الماليّة متوفّرة بالقدر الكافي وبشكل يوميّ، واوصى بتفادي الاحتكاك المباشر والطّوابير، والإقبال على الموزّعات الآليّة وخدمات الدّفع الالكتروني، واكد على أنّ مصالحه اتّخذت كلّ التّدابير الكفيلة بضمان الخدمة العموميّة المستمرّة لقطاع البريد والمؤسّسات والمصالح المتّصلة به، من ذلك اتّخاذ إجراء استثنائي لصالح فئة «المتقاعدين وذوي الحقوق»، من خلال اعتماد صيغة التّوكيل، إذ يقوم المعني بتوكيل شخص آخر يمكنه سحب المبلغ المالي خاصّته مع استظهار بطاقة الهويّة «للموكّل والوكيل»، ويمكن سحب صيغة التّوكيل من خلال الموقع الالكتروني للبريد.
مع العلم اتخذت المديرية، إجراء بعدم قطع الهاتف الثّابت للزّبائن، والإبقاء على خدمة الانترنت، من خلال التوجّه إلى موقع «فضاء الزّبون» عبر موقع مؤسّسة «اتّصالات الجزائر»، تجري العملية بتنسيق دائم ومتابعة مستمرّة بين مختلف المتعاملين « بريد الجزائر، اتّصالات الجزائر، ومتعاملي الهاتف النّقال «.
لفتة تضامنية إنسانية
على صعيد آخر، بادرت مديريّة المصالح الفلاحيّة، بمساهمة الغرفة الفلاحيّة وبالتّنسيق مع مديريّة النّشاط الاجتماعي والتّضامن الوطني، بتنظيم قافلة تضامنيّة لفائدة الأسرّ المعوزّة على مراحل، القاطنة بالمناطق النّائية، وأماكن الظلّ، حيث انطلقت اولى القوافل محمّلة بمختلف المواد الغذائيّة، استهدفت 50 عائلة من الأسر المعوزة وعديمة الدّخل، بمنطقة «السّرارجيّة» بإقليم بلديّة عين الزّرقاء، بغرض التكفّل باحتياجاتهم اليوميّة.
العمليّة، أشرف على انطلاقها من مقرّ الولاية، والي ولاية، اين اكد بالمناسبة على ضرورة أن تستهدف هذه القوافل التضامنيّة المسيّرة، اليتامى والمعوزّين والأرامل وعديمي الدّخل، عبر إقليم الثّماني وعشرين بلديّة.
عبرت القوافل عن تكاتف جهود جميع القطاعات المعنية بالنّشاط التّضامني، الجمعيّات النّشطة، والخيّرين، والحرص على ضبط وتوحيد قوائم الفئات المستحقّة والمستهدفة، عبر كامل البلديّات والدّوائر، والاستعانة في ذلك بلجان الأحياء، لتفادي الاستفادة المزدوج، والمبادرة حسب القائمين عليها تتواصل على مدار الأيّام المقبلة، وتمس ثلاث تجمعات سكانية كل أسبوع، وتغطيّ جميع البلديات.
تدعيم البلديّات بمياه الشّرب
كشف الحسين زكي بن الشّيخ، مدير الموارد المائيّة والريّ، عن برنامج قطاعه لتدعيم البلديّات التي تعرف نقصا في التزوّد بمياه الشّرب، خاصّة بلديّات «بئر مقدّم، الشّريعة والحمّامات»، ويجري تدعيم بعض أحياء هذه البلديّات بصفة استثنائيّة عن طريق الصّهاريج، «10 شاحنات» كمرحلة أولى، في انتظار تأهيل محوّل «أمّ خالد» بخدمة 40 لترا في الثّانية. وأفاد ذلت المسؤول بتسخير 04 تنقيبات جديدة ببلديّة الشّريعة، من شأنها تعزيز تزويد السّاكنة بالمياه.
وأرجع بن الشيخ التّذبذب الحاصل في بعض البلديّات، إلى نقص في التّيار الكهربائي، والعمل جار لتحسين الخدمة.
واكد مدير الموارد المائية والري، وضع 30 خزّانا مائيّا بسعة 1000 لتر، بالتّنسيق مع المتعاملين الاقتصادييّن، تحت تصرّف خليّة الأزمة للوقاية والمتابعة، لتعزيز تزويد السّاكنة بهذا المورد الحيوي عند الحاجة، واوضح أنّ برنامجا جار تنفيذه لتحسين الخدمة ببلديتيّ عين الزرقاء وبئر العاتر، وباقي البلديّات.
وأشار المتحدث الى مساهمة قطاعه في جهود مكافحة «كوفيد-19»، بالمشاركة في عمليّات التّطهير والتّعقيم، وحث بالمناسبة المواطنين على الالتزام بالمكوث في منازلهم، لما تقتضيه هذه الظروف الاستثنائيّة.
حملة للتبرع بالدم
انطلقت، بالمسجد القطب بمدينة تبسّة، حملة كبرى للتبرّع بالدمّ، تحت شعار «التبرّع بالدمّ.. أنبل تبرّع»، بمشاركة متطوّعين من عديد الجمعيّات النّشطة، وفي ظروف صحيّة ملائمة وتنظيم محكم، العملية دعت اليها مديريّة الصحّة والسّكان للولاية، في مبادرة إنسانيّة نبيلة.
العمليّة جرت على مدار يومين، في إطار تكثيف الجهود، بحسب القائمين عليها، تحسّبا لأيّ طارئ جرّاء الظّروف المحيطة والاستثنائيّة، أشرف على انطلاقها والي الولاية، الذي ثمّن المبادرة، وأثنى على جهود المتطوّعين من جمعيّات ومنقذين.
مع العلم تقدر احتياجات مخزون الولاية من هذه المادّة الحياتيّة، بـ250 كيسا في الشّهر، مما يتوجب تحسيس المواطنين بالإقبال على التبرّع بالدمّ، وإرساء هذه الثّقافة النّبيلة، تجاوبا مع نداء الواجب الإنساني.
التكوين المهني يزود المؤسسات الاستشفائية بالكمامات
بادرت مديريّة التّكوين والتّعليم المهنيين، مساهمة منها في جهود الوقاية من «كوفيد-19»، وبالتّنسيق مع مصالح مديريّة الصحّة، إلى فتح ورشات على مستوى 6 مؤسّسات تكوينيّة، «تبسّة، الشّريعة، الونزة، الكويف، بئر مقدّم، بكّارية»، لحياكة الكمّامات وفقا للمعايير المطلوبة، وتعقيمها باستعمال وسائل للغرض، ويتمّ توزيعها على المؤسّسات الاستشفائيّة.
كشف لزهر بوذراع، مدير التّكوين، عن انجاز 2000 كمّامة، تستجيب للشّروط الصحيّة المعمول بها، على مستوى ورشات القطاع، تسلم لعمّال السّلك الطبّي بمختلف المؤسّسات الاستشفائيّة بالولاية، وأكد على ان كلّ الامكانات تمّ توفيرها من تجهيزات ومواد أوليّة والعمليّة متواصلة، مثمنا تجاوب أساتذة وإطارات قطاع التّكوين المهني مع نداء الواجب الإنساني، والتحقوا بالورشات للمساهمة في العمل التطوّعي لدرء الجائحة.