عنابة تتجند للقضاء على الفيروس القاتل

شباب متطوع في قلب الحدث لمجابهة الوباء

عنابة: هدى بوعطيح

التضامن... هو ميزة سكان عنابة، الذي زاد بعد الوضعية الصحية الخطرة التي عصفت بالعالم ومسّت الجزائر أيضا، ليكون التآخي والتآزر بين أبناء الوطن سمة مميزة للخروج به من المحنة، اعتمادا على التدابير الوقائية.
هبّ الجميع كرجل واحد يقدمون ما باستطاعتهم لمن هم بحاجة ليد المساعدة. تضافرت جهود السلطات الولائية والأمنية والمجتمع المدني ببونة، في طوارئ لمواجهة الفيروس التاجي الذي خلف 06 إصابات مؤكدة حتى الآن... التفاصيل في هذا الاستطلاع الذي قامت به «الشعب» بعين المكان.

شباب لا همّ لهم سوى النجاة من هذه الكارثة الوبائية والقضاء على الفيروس القاتل، تطوعوا استجابة لنداء الوطن، حاملين شعارات متعددة تنادي باليقظة والحيطة والحذر وضرورة الوقاية لتفادي الوباء... «اقعد في دارك وأنا نخدمك» و»إلزم بيتك قضيتك توصلك حتى لدارك»، حملة تحسيسية مدرجة في سياق التدابير الاحترازية، بالنسبة لهم هذه التدابير أفضل وقاية للسكان من هذه الجائحة.
سكان عنابة وعلى غرار باقي ولايات الوطن، واعون بالخطر المحدق بهم بسبب الفيروس القاتل، حيث التزم أغلبهم بالإجراءات الوقائية التي أعلنت عنها السلطات العليا، بغلق المطاعم والمقاهي وفضاءات التسلية والترفيه، وتوقف وسائل النقل وغيرها... وهو ما ساهم في التقليل من حركة المرور من جهة والاكتظاظ في الأماكن العامة من جهة أخرى.

جمعيات تساعد الفقراء والمحتاجين

بادرة قيمة، اتخذها أصحاب محلات المواد الغذائية واستحسنها سكان عنابة، «اقعد في دارك سلعتك توصلك مجانا»، مبادرة قام بها أصحاب المحلات التجارية «رزان»، وسوبيرات «مايا»، والذين وضعوا تحت التصرف أرقام هواتف للاتصال بهم وتدوين طلباتهم، حيث يقوم بعدها صاحب المحل بتوصيل السلع مجانا إلى زبائنهم، وهذا بهدف تفادي خروج المواطنين إلى الشارع، وتقليل الازدحام الذي قد تشهده هذه المحلات وبالتالي المساهمة في تفادي انتشار الفيروس.
الجمعيات الخيرية تلعب اليوم أيضا دورا هاما للوقاية من الوباء الخطير، على غرار «فرسان الإحسان» بالحجار، التي قامت بحر الأسبوع بتوزيع 70 قفة على الفقراء والأرامل والحوامل وكبار السن الماكثين في بيوتهم، بسبب الوباء حاملين شعارا: «نخدموكم في بيوتكم... أقعد في دارك... ريح في داركم»...
كما تبرع أحد نشطاء الميدان من مدرسة فرسان الإحسان من «الذرعان»، بحمولة شاحنة كاملة من مختلف الخضروات... وساهموا في فتح سوق خيري على الهواء مباشرة بحي التحرير 502 بالحجار، وهي نقطة تجمع لتوزيع المساعدات أيضا على الأرامل والمرضى المحاصرين في أكواخهم بسبب الداء والوباء والفقر والحاجة، قائلين إن «الفرسان في قلب الأزمة»...

شباب في خدمة المرضى والمسنين

من جهتهم «شباب بسمة خير عنابة» وتحت شعار «وعينا يحمينا»، قاموا بمجموعة من المبادرات، من بينها حملة تطهير وتعقيم الأماكن العمومية، على غرار مصلحة الاستعجالات بمستشفى إبن سينا في قلب مدينة عنابة، مصلحة القلب ومصلحة الجهاز الهضمي، كما قامت بتعقيم مركز الطفولة المسعفة، وذلك حفاظا على صحة وسلامة المرضى والأطباء والزوار، فضلا عن توزيع الوجبات على أشخاص بدون مأوى، وتنظيم حملة جمع تبرعات «قفة العائلات المحتاجة» لمساندتهم في هذه الأزمة، وتوزيع مواد التطهير للعائلات المعوزة، على اعتبار أن لا قدرة لها على توفير وسائل التطهير لتحمي نفسها من هذا الوباء.
ظاهرة أخرى تستحق الثناء، تميزت بها ولاية عنابة، وقفت عندها «الشعب»

في الاستطلاع الميداني، تتمثل في قيام شاب يبلغ من العمر 35 سنة، بالمشاركة في هذه الحملة التضامنية بما استطاع إليه سبيلا، فلم يجد أمامه سوى سيارته من نوع «سامبول» ليضعها في خدمة المرضى والمسنين والحوامل، والذين لا يملكون وسيلة نقل، حيث وضع تحت تصرفهم رقم هاتفه للاتصال به عند الضرورة القصوى، حتى في ساعة متأخرة من الليل، معتبرا ذلك أقل ما يمكن تقديمه لبلده ولسكان مدينته في هذا الظرف العسير الذي تمر به الجزائر...


التكفل بالمشردين والفقراء

بدورها  لم تغفل ولاية عنابة عن التكفل بالأشخاص دون مأوى، على اعتبار أنهم قد يكونون مصدر خطر وسهل تعرضهم لهذا الفيروس القاتل. لهذا تم نقل عدد كبير منهم خلال خرجة قامت بها السلطات الولائية، لحماية ومساعدة هذه الفئة والتكفل بها، حيث شارك في هذه العملية كل من مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن، الحماية المدنية، جمعية الغفران، جمعية الإحسان لمساعدة الأشخاص بدون مأوى والهلال الأحمر الجزائري...

نداء... واستجابة
مخابر كلية الطب وكلية العلوم بجامعة باجي مختار من جهتها، ساهمت بإمكاناتها في الحد من انتشار الفيروس، من خلال صناعة سائل مطهر، غير أن ندرة المواد الكيميائية الأولية حال دون إنتاج كميات كبيرة.
في هذا الإطار، وقصد تزويد أكبر شريحة من المجتمع، خصوصا الفرق الطبية بالمستشفيات، وجه الأستاذ محمد مانع، مدير جامعة عنابة نداءً لكافة أفراد الأسرة الجامعية ومتتبعي صفحة «جامعة باجي مختار» على الفايسبوك، قصد تزويد الجامعة بمعلومات للاتصال بالموردين الذين تتوفر لديهم المواد الكيميائية «إيتانول 96%، غليسيرين، ماء الأوكسيجين، كاربوبول 940 وتريتانولامين»... ولأن الجميع يد واحدة للخروج بالجزائر من أزمتها، فقد لقي نداءه استجابة كبيرة، حيث تلقت الجامعة تجاوبا من طرف المتتبعين الذين ساهموا في تقديم معلومات عن الموردين الذين يتوفرون على المواد الكيمياوية الأولية اللازمة لصناعة المحاليل الهيدروكحولية والهلام المطهر، ليضعوا تحت تصرف الجامعة أكثر من 2000 عبوة بلاستيكية فارغة ذات سعة 60 ملل، وكمية من مختلف المواد الأولية الكيمياوية اللازمة لصناعة هذه المحاليل مجاناً كمساهمة منهم في القضاء على هذا الوباء.
وفي هذا الإطار، أكد الاستاذ مانع أن مخابر الجامعة تعكف على مواصلة الإنتاج وأن الكميات المنتجة خلال الأيام القادمة ستوزع على المصالح الاستشفائية بعنابة حصريا، نظرا للحاجة الماسة لها من طرف الفرق الطبية العاملة بها، والتي تسهر على سلامة المواطنين، كما رحب مدير الجامعة بجميع المبادرات والإسهامات التي من شأنها ضمان الخير للبلاد والعباد.

حجز 90 طاولة خشبية

ولأن عنابة تتجند لمواجهة كل ما من شأنه المساعدة على تفشي هذا الوباء الخطير، والقيام بحملات تطهير مختلفة، قامت قوات الشرطة لأمن دائرة البوني رفقة مصالح البلدية من جهتها، في إطار التدابير الوقائية المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا، بعملية تطهير واسعة النطاق ضد الباعة غير الشرعيين، وهذا على مستوى الطريق المؤدي للسوق اليومي للخضر والفواكه بوزعرورة، حيث تم حجز خلال هذه العملية 90 طاولة خشبية.
بموازاة هذه العملية، تستغل مصالح الأمن كل المنابر والقنوات لتحسيس المواطنين بضرورة التقيد بالتدابير الوقائية، كون الوقاية خير من العلاج.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024