39 وحدة لصناعة النسيج و2 مليون زوج أحذية سنويا
صناعة الجلود والنسيج مجال واعد بالنسبة للاقتصاد الوطني، كونه يساهم في زيادة الدخل الوطني وتحريك عجلة التنمية، حيث بدأ يشهد انتعاشا مؤخرا، وهذا ما ركزت عليه سياسة الحكومة الجديدة من خلال دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تنشط في هذا المجال، والذي عرف ركودا حادا خلال السنوات الماضية، لكن تبقى بعض المشاكل فيما يخص جلود الأضاحي التي تجمع في عيد الأضحى المبارك وتمثل مواد أولية للمدابغ، حيث أن أغلبها غير قابلة للإستغلال، لأن عمليات السلخ لم تتم من طرف المختصين والمهنيين، هذا ما أثاره بعض المتعاملين الاقتصاديين في حديث لـ «الشعب».
وقفت «الشعب» على واقع صناعة الجلود والنسيج بالجزائر باعتبارها موروثا شعبيا عريقا ببلادنا ارتبط بالآباء والأجداد وتحول الى صناعة قوية لها صيتها في وقت مضى، إلا أنها عرفت انتكاسات عديدة لأسباب اقتصادية عديدة، غير أنها لازالت تقاوم الاندثار والمنافسة ببروز مؤسسات متوسطة وصغيرة أسست لنفسها مكانة في السوق الوطنية لإعادة الاعتبار لهذه الصناعة بدعم من الارادة السياسية وفق رؤية اقتصادية جديدة تقوم على أساس التنويع من خلال تجاوز الأخطاء والاستفادة من التكنولوجيات الحديثة بهدف إعادة بعثها وفق منظور اقتصادي جديد يتماشى ورؤية الدولة لهذا المجال سيما ما تعلق بتشجيع العلامة الجزائرية ولما لا الذهاب نحو التصدير بخطى ثابتة ومستدامة تضمن الاستمرارية والمساهمة في الدخل الوطني.
في هذا المجال استوقفتنا شركة «عالم الراحة» المتخصصة في صناعة الإسفنج وتوزيعه على المؤسسات التي تقوم بصناعة الأفرشة الطبية أو العادية، والتي تنشط في الميدان لأكثر من ثلاثين سنة عبر تسويق منتوجها في كل ولايات الوطن بنسبة تغطية من 70 إلى 85 بالمائة، لكنها واجهت بعض العراقيل في وصول المادة الأولية المستوردة من عدة بلدان في الوقت المحدد، ما يؤخر تلبية الطلبيات بسبب مشكل النقل وإجراءات الجمركة على مستوى الموانئ والتي يعرفها العام والخاص، بحسب ما أفاد به عثمان رياض مسؤول تجاري بذات الشركة في تصريح لـ «الشعب».
وأكد أن منتوجاتهم تلقى إقبالا كبيرا لدى الزبون الجزائري، وهو راض عن ما يقدمونه، علما أنها المرة الثالثة التي تشارك فيها الشركة بالمعرض بهدف التعريف بمنتوجها الذي هو في تحسن لمنافسة المؤسسات الأخرى، كما يطمح المسؤول التجاري للشركة لإقامة شراكات مع دول مجاورة أو أوروبية. وقد أبدى عثمان رياض تفاؤله بالحكومة الجديدة التي تسير في استراتيجية تدعيم وتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة نحو التصدير، كما تطمح شركة «عالم الراحة» لصناعة الإسفنج للتصدير للخارج ولا تقتصر فقط على السوق الوطنية فقط.
في هذا السياق، أشار إلى أن هناك مؤسسات وطنية لديها منتوجات ذات جودة عالية، يمكنها منافسة المنتوج الأجنبي، كما أن هناك تحسن كبير، آملا في فتح الأبواب لهذه المؤسسات كي تبرز وتساهم في التنمية الاقتصادية المحلية.
إسترجاع الجلود من المذابح مشكل قائم
مؤسسة أخرى من المؤسسات الوطنية الرائدة في مجال صناعة النسيج والألبسة والأحذية الجلدية ذات جودة عالية، لكن للأسف غير معروفة لدى الزبون الجزائري وهي مجمع «جي تاكس» المتكون من خمس مؤسسات في مجال النسيج والجلود، لديهم 39 وحدة للإنتاج إضافة إلى وحدة للتوزيع تسمى «جاكت كلوب»، وبالنسبة للجلود يوجد مصانع بنقاوس بولاية باتنة، الشراقة بالعاصمة، وثلاث وحدات للنسيج بالجزائر وتيزي وزو وبحسب ممثل مجمع «جي تاكس» فإن منتوجهم من النسيج سواء الخيط الذي يصنع منه كل أنواع القماش، وبهذا الأخير يتم صناعة ألبسة للجمهور العام وألبسة للعمل مثلا بدلة الحماية المدنية، سترات جلدية، وأحذية السلامة، حيث توزع الأحذية عبر كل التراب الوطني.
وأضاف أن الطاقة الإنتاجية للمصنع في مجال صناعة الأحذية هي 2 مليون زوج أحذية في السنة، و250 ألف من المواد، وطاقة إنتاجية كبيرة في مجال النسيج، مشيرا إلى أن هدفهم هو تلبية السوق الوطنية وتغطيتها بكل المنتوجات، وكذا تحسين المنتوج بحكم أن الزبون الجزائري أصبح أكثر تطلبا ولا يقبل بأي منتوج رديء الصنع، ولم يخف أن المجمع قام ببعض عمليات التصدير فيما يتعلق بصناعة الجلود شبه منتهي، مؤكدا أن إنتاجهم ذا جودة عالية.
بالمقابل أثار محدثنا مشكل استرجاع الجلود من المذابح والذي لطالما اشتكى منه العديد من المتعاملين الإقتصاديين الجزائريين، مما جعل صناعة الجلود في بلادنا قليلة خاصة النقص الكبير في جلود الأبقار لقلة الذبح، هذه الأخيرة الأكثر استهلاكا نظرا لجودتها، على عكس جلود الغنم الموجودة.
وأضاف ممثل مجمع «جي تاكس « أن أهم مشكل يعاني منه المتعامل الإقتصادي في هذا الميدان هو نقص المادة الأولية وإن وجدت فهي غير صالحة للإستخدام، موضحا أنه في عيد الأضحى يجمع 3 مليون من جلود الأغنام، لكنها غير سليمة بعضها غير مملح وأخر يسلخ بطريقة خاطئة، ولهذا فجلها لا تستغل في صناعة الأحذية والألبسة، لأنها غير صالحة. مذكرا بالمجهودات التي قامت بها وزارة الصناعة والحملات التحسيسية على مستوى المذابح لإسترجاع جلود الأغنام في الأعياد، داعيا لترسيخ ثقافة سلخ الجلود لدى المواطن الجزائري بحسب المعايير والتقنيات اللازمة بهدف المحافظة عليها.
وعن هدف مشاركتهم في الطبعة الرابعة للمعرض الدولي للنسيج والجلود، هو التعريف بمنتوجهم ذي الجودة العالية، حيث أن الكثير من المواطنين عند إقترابهم من جناح المجمع يظنون أنه منتوج أجنبي، لكن حين اكتشفوا أنه منتوج وطني انبهروا للتنوع في الصنع قال محدثنا، مؤكدا أن منتوجهم يصنع بأيادي عاملة جزائرية اكتسبت مهارات بالتجربة في المصانع، كما لم يخف ممثل المجمع رغبتهم في إبرام إتفاقيات مع المهنيين خلال المعرض.
بلعروسي: «مفترق طرق» للتبادل بين الصناعيين
الجمعية الوطنية للتنظيف والتبييض، من بين الجمعيات الجديدة بالعاصمة بـ 31 عضوا وعشرة مندوبين في ولايات أخرى لإيصال رسالتهم والتي تشارك لأول مرة في هذه التظاهرة الإقتصادية الدولية، للتعريف بحرفها، بحسب ما أوضحه رئيس الجمعية فيصل بلعروسي، مضيفا أنه هدفهم هو تأسيس أخلاقيات المهنة والدفاع عن مصالحها، وإنشاء «مفترق طرق» للتبادل والخبرة بين الصناعيين في القطاع، إنشاء بنك بيانات وصندوق وثائقي تحت تصرف الأعضاء مع تنظيم الندوات ولقاء المؤتمرات المتعلقة بمهام الجمعية، بالإضافة إلى المساهمة في النهوض بالمهن والخدمات، وتعزيز تنمية العلاقات مع الجمعيات الأجنبية النشطة في نفس القطاع والتعريف بخدماتها والحرف.
وأبرز الأهمية التي توليها الجمعية لجانب المحافظة على البيئة من خلال جمع الطين وتنقيته ويصبح صديق للبيئة، كما أنتجت أكياس الغسيل صديقة للبيئة واسترجاع البلاستيك لإستغلاله في أشياء أخرى، وهي تتوفر على مختص في المواد الخطيرة، مطالبة كل من يتعامل بالمواد الخطيرة التقرب للجمعية، لأن لديها مختص في البيئة لمساعدتها.
بالمقابل أشار بلعروسي لمشكل التكوين، داعيا إلى التنظيم وتكوين مهني للحرفيين في مختلف المهن، ليكونوا أكثر مردودية.
صاحب شركة «سكايتز» بالمغرب: نطمح لشراكة مع جزائريين
رشيد برادة صاحب شركة «سكايتز» المتخصصة في صناعة المفروشات المنزلية والمتواجدة بالدار البيضاء بالمغرب الشقيق، منذ 32 سنة في الميدان، لديه زبائن بالمغرب وبأوروبا والجزائر يصدر لهم المنتوج كل على حسب طلباته وذوقه والرسومات والأشكال التي يرغب فيها، شارك في عدة معارض وطنية ودولية، ولأول مرة يشارك في المعرض الدولي للنسيج، الملابس والجلود والمعدات بالجزائر، حيث يطمح لإقامة شراكة مع موزعين جزائريين أو مؤسسات لتسويق منتوجاته في الجزائر، بحكم أنه لا يوجد إختلاف في الأذواق بين البلدين، لأننا ننتمي لنفس المنطقة بشمال إفريقيا.
ولدى سؤالنا عن مدى توفر المادة الأولية وتكلفتها، أكد رشيد أن المادة الأولية موجودة وتستورد من الخارج وسعرها على حسب نوعية المنتوج، فيه المكلفة وفيه المعقولة الثمن، مشيرا إلى أن مصنعهم يساهم في التنمية المحلية ويوظف عمال وبهذا يساهم في تقليص نسبة البطالة.