سجلت نسبة البطالة خلال السنوات الأخيرة، انخفاضا ملحوظا وصلت إلى اقل من 10 بالمائة، مقارنة بسنوات التسعينات التي تجاوزت النسبة فيها الـ30بالمائة، ويرجع المتتبعون لعالم الشغل الفضل في ذلك، إلى سياسة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي أولى هذا الملف عناية قصوى، بتخصيصه ما لا يقل عن 286 مليار دولار للقطاعات التي تساهم في التنمية المحلية وتفتح مناصب شغل جديدة، زيادة عن الإنتعاش الاقتصادي الذي شهدته البلاد خلال العشرية الأخيرة بعد استعادة الجزائر لأمنها واستقرارها، وقد تم استكمال هذه الإجراءات في سنة 2013، من خلال تعليمة السيد الوزير الأول، رقم 01 بتاريخ 11 مارس والمتعلقة تعميم صيغة البحث النشط عن الشغل إلى كامل التراب الوطني ووضع جهاز خاص بتسيير التشغيل في ولايات الجنوب التي حظيت خلال هذه السنة بـ35.360منصب شغل.
شكل ملف التشغيل خلال السنوات الأخيرة، محور إنشغال السلطات التي كانت تطمح إلى التخفيض من نسبة البطالة وإدماج الشباب بمختلف مستوياتهم في عالم الشغال عبر التراب الوطني، بما فيها الجنوب، حيث دعت كل المؤسسات العمومية بخلق مناصب شغل، من خلال تبني مختلف آليات التشغيل، على غرار تشجيع عمليات الاستثمار والتركيز على جانب التكوين، حسب متطلبات السوق مع عصرنة وكالات التشغيل، وخلق نشاطات على مستواها.
وحرصت الحكومة من خلال تسييرها لهذا الملف، على تحديد حصة كل ولاية من مختلف مناصب الشغل المفتوحة، حيث تم في هذا الصدد وضع خطة عمل لتحديد آليات التشغيل وعلى رأسها ولايات الجنوب، التي حظيت ـ مؤخرا ـ بمشروع خاص بها تضمن جملة من الترتيبات الكفيلة بتسيير التشغيل على مستواها من جهة، وتكريس شفافية أكبر في مجال التوظيف والأجور التي يتقاضاها عمال المؤسسات العاملة، وضمان حقوق العمال ومعالجة مختلف المخلفات المسجلة في مجال التشغيل بهذه الجهة من الوطن، وذلك تطبيقا لتعليمية الوزير الأول الصادرة في 11 مارس من العام الماضي والقاضية بتنظيم وتسيير سوق الشغل في الجنوب.
وعمدت الوزارة الوصية تطبيقا لتعليمية الوزير الأول، على وضع خارطة طريق لفائدة كل الهيئات والقطاعات المعنية، ركزت فيها على تكثيف العمل الميداني لدى الشركات ومؤسسات المناولة لفرض تطبيق عليها الإجراءات الجديدة الكفيلة بضمان مناصب شغل لفائدة شباب المنطقة، وهذا بعد التجاوزات المسجلة على مستوى الشركات الناشطة في المنطقة ومؤسسات المناولة فيما يخص تسيير ملف التوظيف.
وقد حرصت الوصاية في هذا السياق، على تكثيف العمل الميداني لدى الشركات ومؤسسات المناولة لفرض تطبيق الإجراءات الجديدة الرامية لوضع حد للتجاوزات المسجلة في تسيير ملف التوظيف في الجنوب.
وقد أعطى برنامج تطبيق المخطط الوطني لترقية التشغيل ومحاربة البطالة، منذ فاتح جوان من العام الماضي، نتائج جد إيجابية سيما في مجال الاستجابة للحاجيات من الكفاءات المؤهلة التي عبرت عنها مختلف المؤسسات حيث تم تشغيل 215918 شخصا إلى غاية 30 سبتمبر منهم 112408 في إطار قطاع الاقتصادي عن طريق الوكالة الوطنية للتشغيل و22224 منصب عمل تم استحداثه في إطار ترقية المؤسسات المصغرة / الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب والصندوق الوطني للتأمينات على البطالة، حسب ما أفاد به موقع الوزارة.
صالونات وطنية تفتح مناصب هامة للشباب
وعمدت مختلف الهيئات العمومية ـ بما فيها مصالح الأمن الوطني، في إطار سعيها على توفير مناصب شغل بصفة سنوية ـ على تنظيم صالونات خاصة بالشغل عبر مختلف ولايات الوطن وجعلها بمثابة فضاء للاحتكاك مابين الشباب والمؤسسات خاصة الصغيرة والمتوسطة منها التي يشهد عددها تطورا كبيرا بفعل تسهيل الإجراءات من طرف الحكومة، نظرا لأهميتها في الاقتصاد الوطني، كما أنها تفتح مناصب شغل هامة لفائدة الشباب من مختلف المستويات.
وقد شكلت هذه الصالونات فرصة للشباب للظفر بمنصب شغل، حيث سمحت العديد من الصالونات لأبناء وبنات الجزائر من المساهمة في مسار التنمية للوطن والتقدم به قدما، إذ شكلت تظاهرة اقتصادية بامتياز لجميع أرباب العمل لجميع أرباب العمل وحاملي الشهادات وخرجي الجامعات من مختلف التخصصات.
وقد هدفت الصالونات المنظمة بهذا الغرض، إلى إلغاء كل الحواجز والعراقيل التي قد يجدها طالب العمل أمامه من خلال الاقتراب بالأجنحة المخصصة للمؤسسات المشاركة الوطنية منها العمومية والخاصة، وكذا الأجنبية والتعرف على خدماتها والظفر بوظيفة تتماشي واختصاصه ومؤهلاته العلمية، كما كانت هذه الأخيرة بمثابة جسر التواصل المباشر مع قسم الموارد البشرية لمختلف المؤسسات للمشاركة ما يضمن لهم التحصل على تربص تطبيقي يساعدهم في شهادة التخرج بعد أن فكرت إدارة مختلف المؤسسات المشاركة في هذه الفئة.
وتخللت مختلف الصالونات المنظمة، مجموعة من المحاضرات والندوات العلمية وورشات العمل لفائدة الشباب، قصد مساعدتهم على تلقي أهم المبادئ المتعلقة بالبحث عن وظيفة كتعلم كيفية كتابة السيرة الذاتية، وكذا إتقان الحوار الناجح، ما يساعد على إتقان كيفية إجراء مقابلة للحصول على وظيفة، فضلا عن برمجة ورشات خاصة لإجراء اختبار نفسي من أجل التعرف على نقاط الضعف والقوة، حتى يستثمرها الشاب في الميدان العلمي.
جهاز خاص بتسيير التشغيل بالجنوب
استحـداث أكـثر مــن 35 ألـف منصــب عمــل والقائمة مفتوحـة
آسيا مني
شوهد:1213 مرة