«الشعب» ترصد التقلبات الجوية بسكيكدة وجيجل

طوارئ لفك العزلة عن السكان المحاصرين بالثلوج وفتح الطرق المقطوعة

سكيكدة / جيجل: خالد العيفة

 قاطنو البنايات الهشة على أعصابهم خشية إنهيار بيوتهم ويطالبون بالترحيل

مصالح الأمن تحسس أصحاب المركبات الإلتزام بقواعد السلامة المرورية

 تسببت الثلوج التي تساقطت منذ ليلة اول أمس، على مرتفعات ولايتي سكيكدة وجيجل في عزل عديد القرى والمداشر، وغلق الطرق، كما شلت حركة السير على مستوى الكثير من المسالك والممرات. وكان وقع العاصفة الثلجية اكبر على سكان الجهة الغربية لسكيكدة، والمنطقة الغربية والجنوبية لجيجل، حيث حولت الاضطرابات الجوية المصحوبة بموجة برد غير مسبوقة الطرق  الى أشبه بوديان في ظل غياب مجاري مياه الأمطار او انسدادها كلية.«الشعب» عاشت هذه الأجواء وتنقل أدق التفاصيل عنها في هذا الاستطلاع.
عادت الثلوج الى مرتفعات الولايتين، حيث أغلقت اغلبية المحاور الرابطة بينهما والولايات المجاورة، كبجاية، ميلة، قسنطينة، وقالمة، في حين عرفت المدن المنخفضة سيولا جارفة غمرت المنازل والمحلات التجارية.
يتخوف المواطنون القاطنون على ضفاف وادي الصفصاف ببلديات زردازة، الحروش، صالح بو الشعور، رمضان جمال، بني بشير، حمادي كرومة وسكيكدة من ارتفاع منسوب المجرى المائي ، لاسيما في حالة امتلاء سد زردازة كلية ، وتسرب كميات كبيرة من المياه.
كما ارتفع منسوب مياه البحر داخل الحوض المائي للميناء الجديد بسكيكدة، وكانت مياه البحر المتدفقة للطريق السفلي الرابط بين وسط المدينة ومنطقة سطورة قد شلت حركة المرور نتيجة الأمواج العالية المقر ارتفاعها بمترين . وهي صورة متكررة في مدينة القل حيث امتدت أمواج البحر الى حائط الكورنيش وجرفت بقوة خارقة دوش ومرحاض عمومي متنقل بشاطئ عين الدولة.
وبسبب انهيار جزء كبير من الطريق الذي أنجز مؤخراً بحي التطوري المعروف «ببيت وكوزينة» بالتجمع السكاني الزفزاف جنوب «روسيكادا»، قام السكان بقطع الطريق المؤدي إلى الزفراف، احتجاجا على تقاعس السلطات المحلية في التدخل العاجل  عند انجراف التربة نحو السكنات ما أدى إلى ردم ثلاث منازل.
وبحسب مصادر «الشعب» من بلدية  قنواع  التابعة لدائرة زيتونة غرب القل، عاشت المنطقة ظلاما دامسا بانقطاع التيار الكهربائي، وعرفت ندرة في مادة الخبز بسبب عدم عمل المخبزة الوحيدة نتيجة هذا الظرف الطارئ. وما جلبه بعض التجار من القل من مادة خبز وتشغيل مخبزه قرية هلالة  وحدها لم يكف  لسد حاجيات السكان  المحاصرين بالثلوج.

سكــان البنايات  الهـشة بمدينة سكيكدة على اعصابهم

طلب سكان البيوت الهشة بمدينة سكيكدة القديمة  من السلطات الولائية التدخل العاجل لترحيلهم إلى سكنات لائقة و تخليصهم من هاجس الخوف من انهيار بناياتهم  في أي لحظة، مستغربين ما أسموه بالتماطل في ترحيلهم  باعتبار ان وضعيتهم أخطر من المقيمين بالأكواخ القصديرية.واكد هؤلاء بغضب ان وضعيتهم لم تعد تحتمل المزيد من الانتظار، لا سيما عند تساقط الأمطار حيث تضاعف معاناتهم، ويجدون أنفسهم مجبرين على قضاء ليال بيضاء نتيجة للمياه المتسربة التي تحول المنازل إلى شبه بحيرات، ناهيك عن الخوف من انهيارات و تصدعات الأسقف و الجدران، حيث تتسبب هذه الوضعية في قلق دائم للعائلات التي فر بعضها إلى الأقارب خوفا من حدوث أي مكروه قد يصيبهم.

إعادة فتح ممر السكة الحديدية أمام حركة القطارات

وسط هذه الاضطرابات المناخية قام حجري درفوف والي سكيكدة بمعاينات ميدانية للوضع حيث تفقد ممر السكة الحديدية بالمنطقة الصناعية الصغرى وتحديدا المدخل الشرقي للمدينة الذي تضرر على إثر التقلبات الجوية الأخيرة، وعملية نزع الاتربة تمت بتدخل كل من مصالح الحماية المدنية الأشغال العمومية وبتجنيد كل الوسائل والامكانيات المادية والبشرية، ولان هذا المقطع من ممر السكة الحديدية يمون الولايات الشرقية بالمواد الطاقوية، شدد الوالي على الإسراع في عملية نزع الأتربة عن الأجزاء المتضررة لإعادة فتحها سريعا.
من جهتها تدخلت مصالح مديرية الأشغال العمومية على مستوى عدة محاور للطرق  إثر التقلبات الجوية ، حيث تم تجنيد كل الوسائل المادية والبشرية لإعادة فتح المسالك والممرات أمام حركة المرور.
وبحسب المعلومات المستقات من المديرية فقد تم التدخل على مستوى أعالي جبال القل «دائرة أولاد عطية، الزيتونة وقنواع» اقصى غرب الولاية، وأعالي جبال دائرة الحروش ببلدية أولاد احبابة ومنطقة عين سلامات جنوب الولاية، وعلى منطقة اعالي جبال بلدية السبت بدائرة عزابة شرق مدينة سكيكدة.
وتمكنت ذات المصالح من نزع الثلوج المتراكمة بالجهة الغربية من الولاية الأكثر تضررا، بكل من الطريق الوطني رقم 03 على مستوى عين بوزيان الى حدود ولاية قسنطينة، الطريق الولائي رقم 132 الرابط منطقة الطرس بأولاد اعطية وبلدية الزيتونة، والطريق البلدي الرابط بين الطريق الولائي رقم 132 و منطقة الواد للجبل ببلدية اولاد عطية، وبين منطقة الطرس وبلدية قنواع، والطريق الولائي رقم 07 الرابط بين منطقتي الطرس وسيوان بلدية اولاد عطية، والطريق البلدي الرابط بين الطريق الولائي رقم 07 و منطقة ميزاتة، بلدية اولاد عطية، ونفس الطريق الرابط بين منطقة جوابة افانسو بلدية قنواع.
اما بالجهة الجنوبية من الولاية فكان التدخل على مستوى الطريق الولائي رقم 33 الرابط بين بلديتي زردازة واولاد حبابة الى غاية الحدود مع ولاية قالمة، والطريق البلدي بمنطقة عين سلامات بأولاد حبابة.
اما بالجهة الشرقية فكان تدخل نفس المصالح على مستوى الطريق البلدي بوطيب ببلدية السبت، والطريق البلدي قندولة بنفس البلدية.
وبلديات بن عزوز، بكوش لخضر والمرسى باقصى شرق سكيكدة، عرفت عدة طرق انقطاعات كالانقطاع الكلي للطريق الولائي رقم 10 CW نتيجة انجراف الرمال، وعملية التدخل تمت من طرف مصالح بلدية بن عزوز لإزالة الرمال باستعمال آلة شحن (Chargeur) تابعة للبلدية، كما سجيل انقطاع جزئي للطريق الولائي رقم CW57 عند جسر ديار الجدري بطريق المرسى نتيجة ارتفاع منسوب مياه الوادي، وانقطاع جزئي للطريق الولائي رقم 128CWعند الجسر القديم للسكة الحديدية بمنطقة مكاسة نتيجة غمر المياه للطريق.

تواصل الاضطراب الجوي بجيجل

من جهتها تعرف جيجل عاصفة ثلجية كبيرة خاصةحيث ادت الى قطع الطريق  بعدة بلديات جبلية، منها الطريق بين أولاد عسكر وبرج الطهر بمنطقة تزولات، وطرق  مشاتي إيراقن سلمى واولاد رابح، مع انقطاع الكهرباء والأنترنيت والمياه، وسقوط بعض الأعمدة والأسلاك الكهربائية كما وقع بمنطقة جيرمة بالشقفة، كما تم تسجيل سقوط لحجارة بين الميلية وسيدي معروف وبطريق الكورنيش.
في هذا الجو البارد اكثر من اللزوم تستمر معاناة سكان الجبال مع قارورات غاز البوتان ، على غرار قرية الزويتنة ببلدية بوسيف أولاد عسكر، وأمواج عاتية تضرب سواحل جيجل، هيجان البحر يحدث طوارئ لدى أصحاب سفن الصيد بميناء زيامة منصورية، وتم فتح حركة المرور على كل المحاور بعد الانزلاقات في التربة التي حدثت اثناء الاضطراب الجوي، بمنطقة أفوزار بالعوانة وكبابة بسلمى وبير غزالة بايراقن سويسي، وهذا بتدخل مختلف المصالح التقنية لإعادة فتح الطرق، مما سمح لمستعملي هذه الطريق بالمرور بصفة عادية.
في الواجهة الاخرى تتواصل عملية فتح الطرق المقطوعة منها الولائية الرابطة بإيراقن، سلمى، بن ياجيس وبين جيملة وميلة وبابور وكدا الطرق ببلدية أولاد رابح وبين الشحنة وبرج الطهر وبوراوي بلهادف باتجاه بوسيف أولاد عسكر كما لايزال التيار الكهربائي مقطوع ب إيراقن وعدة مشاتي بأولاد عسكر.

أمن جيجل يتخذ إجراءات وتدابير تزامنت و التقلبات المناخية

اتخذ أمن جيجل، بالموازاة مع الظروف المناخية الاستثنائية هذه الأيام، جملة من التدابير تشمل في مجملها تعزيز التواجد الميداني سيما فيما يتعلق بتسهيل حركة المرور وضمان الانسيابية المرورية مع توجيه السائقين والعمل على رفع درجة الوعي لديهم، لتحسيسهم بمخاطر التهور في السياقة و عدم احترام قانون المرور.
وذكر مصدر ل»الشعب» ان مصالح الشرطة تقوم  بحملات تحسيسية يشرف عليها إطارات و أعوان لفائدة مستعملي الطريق عبر مختلف الطرق و المحاور سيما تلك التي تعرف تساقطا كثيفا للثلوج  و ما ينتج عنه من اضطراب في حركة المرور، على غرار الطريق الوطني رقم 77 الرابط بين ولايتي جيجل و سطيف، و ذلك بتذكيرهم بقواعد القيادة الآمنة في مثل هذه الظروف، إلى جانب مرافقة المواطنين و تقديم المساعدات اللازمة لهم و الاستجابة لطلباتهم، ومن جانبهم أفراد الجيش الوطني الشعبي تكفلوا بنقل تلاميذ المدارس الى بيوتهم عشية يوم الخميس الماضي، ببعض مشاتي بلدية بوسيف اولاد عسكر بجيحل بسبب تراكم الثلوج على مستوى مختلف المحاور والطرق.
وفي مبادرة استحسنت من قبل المواطنين، تكفلت إدارة بيت الشباب جيجل لكل المسافرين الذين تعذر عليهم الرجوع إلى ذويهم والذين لا تسمح لهم ظروفهم المادية بالمبيت في أماكن أخرى.فقد فتحت المؤسسة لهم أبوابها للمبيت بصفة مجانية الى غاية انتهاء الاضطراب الجوي بما فيها عطلة نهاية الأسبوع.

بشير فار يتفقد الجسر المنهار ويعد بإنجاز جسر اخر

قام بشير فار والي جيجل مرفوق بالسلطات المحلية، بزيارة تفقدية إلى جسر بولحدايد بمنطقة لملاقي بين ببلديتي بوراوي بلهادف والعنصر، الذي انهار إثر هذا الاضطراب الجوي، وتسبب في قطع حركة المرور على مستوى الطريق الرابط بين بوراوي بلهادف والعنصر.
وكان الوالي في لقاء مع مواطني المنطقة قد أعلن عن إنجاز معبر حديدي للراجلين كحل استعجالي مؤقت لتمكين السكان من العبور من ضفة إلى أخرى وتسخير حافلات لتمكينهم من التنقل إلى حدود الجسر، وأعطى الضوء الأخضر لإنجاز جسر جديد، ونظرا للظرف الاستعجالي كلفت شركة SAPTA بإنجازه بمواصفات حديثة من شأنها أن تعطي المنطقة وجه جمالي آخر سيما وأن المنطقة تمتاز بمؤهلات سياحية.
وفي حديثه للمسؤولين، أكد الوالي دعمه الكامل للمواطنين موضحا أن الجسر الجديد سينجز مهما كانت تكلفته المالية، وذلك قصد إخراج السكان من العزلة، وتم تشكيل خلية متابعة طبقا لتعليمات الوالي المسداة إلى المصالح المعنية «الدائرة، البلدية، الأشغال العمومية والمقاولة المكلفة بإنجاز الجسر»، قصد المتابعة اليومية للأشغال.


رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024