باحثون يرافعون للتكامل المغاربي من سوق أهراس:

المناطق الحدودية عصـــب الإستراتيجيـة الأمنيـة

سوق اهراس: سمير العيفة

احتضنت جامعة محمد الشريف مساعدية بسوق اهراس الطبعة الثانية من الملتقى الدولي «تنمية وتطوير المناطق الحدودية الواقع والآفاق» بحضور كوكبة من الباحثين من الجزائر والدول المغاربية وفرنسا ومصر، رافعوا للعناية بهذه المناطق امنيا واقتصاديا واجتماعيا.
وذكر المشاركون في التظاهرة التي تنظم على مدار يومين، أن هذه الفضاءات الحدودية التي تتميز بحساسية دقيقة وطليعية في التغييرات الجغرافية، تعتبر المدخل الصحيح لاستشراف الحوادث والظواهر التي قد تخلّ بأمن وسلامة البلدان المتجاورة وبشكل مبكر، محذرين من غياب سياسات تنموية من شأنها تولد الفقر  والتهريب. هذا ما توقفت عنده جريدة «الشعب» في تغطيتها للحدث مستندة الى شهادات المتدخلين.
في هذا الإطار اكد بن صديق علي، مدير الدراسات بالوكالة الوطنية لتهيئة وجاذبية الأقاليم بالجزائر على أولوية المناطق الحدودية في السياسة الجزائرية، مؤكدا ان هذه المناطق حاضرة  في أعلى المستويات في صياغة إستراتيجية عملية تقوم على تدعيم وتعزيز الشريط الحدودي الذي يمتد على أزيد من 06 آلاف كلم  مربع، مضيفا أن البعد الاستراتيجي للمناطق الحدودية يجعل منها ذات اهمية قصوى في تعزيز الأمن الداخلي والخارجي لبلادنا.
وواصل بن صديق: «أن التنمية ينبغي أن تشمل كافة مقومات الحياة الكريمة لساكنة هذه المناطق وفك العزلة عنها، بداية من وضع الهياكل القاعدية والبنى التحتية، التي تمهد الطريق إلى بناء المنشآت الاجتماعية والاقتصادية الكبرى».
من خلال تهيئة الشريط الحدودي المشترك ، يفتح المجال الواسع  لتسهيل تنقل الأشخاص والاستفادة من الخدمات المتبادلة لاسيما في المجال الصحي والسياحي والتربوي، إضافة إلى تسهيل التنسيق وتبادل المساعدة بين أجهزة الحماية المدنية في حالة وقوع كوارث طبيعية وكذا ضمان فعالية أكبر للمصالح الأمنية في مجابهة مختلف أشكال الجريمة في المنطقة الحدودية المشتركة.
عن الرهان الأمني في المناطق المشتركة بين الدول الحدودية، أكد بن صديق على أن التنسيق المحكم والعمل المشترك بين الأجهزة الأمنية المختصة في كل البلدان الحدودية بات أكثر من ضرورة.
من جهته ذكر أ.د: بن رجم محمد خميسي / رئيس الملتقى جامعة سوق أهراس  في حديثه،  الإقليمية الجديدة المنهج المعاصر للتكامل الاقتصادي الإقليمي، ضرورة تسليط الضوء على واحدة من أهم الإشكاليات التي تواجه مسار التنمية في المغرب العربي، وهي الإشكاليات الحدودية التي تعتبر بوابة أي تواصل بين دول المنطقة لما لها من رهانات أمنية اقتصادية والاجتماعية، مشددا على حتمية جعل المناطق الحدودية عوضا من كونها بؤر للتوتر  والجريمة المنظمةوالتهريب بمختلف أنواعه، إلى بوابات إستراتيجية ومقومات للانطلاق الاجتماعي والاقتصادي.
ودعّم هذا الطرح د/ ولد حام الطالب مصطفى أستاذ الاقتصاد بجامعة نواقشوط العصرية ـ موريتانيا مؤكدا ان  فتح المعابر الحدودية له إستراتيجية أمنية واقتصادية قصوى ضاربا المثل بمعرض الجزائر في نواقشوط وما حققه من  نتائج  للمتعاملين والمواطنين.
أشار ولد حام في تصريح لـ»الشعب» الى اهمية المناطق الحدودية في الاندماج المغاربي ، مبرزا الضرورة القصوى لتنميتها لسد فجوات استغلتها الشبكات الاجرامية في الاعمال الارهابية  والجريمة المنظمة وتبييض الأموال.
ويرى الدكتور الموريتاني ان تنمية هاته المناطق تعتبر حاضنة اقتصادية، مؤكدا على البعد الاستراتيجي لفتح الحدود البرية الجزائرية الموريتانية مؤخرا وما يوفره من فرص للقطاعات الخاصة من اجل التطور والتواصل، ويوفر للبلدين شراكة اكبر ويفتح السوق الجزائرية على السوق الموريتانية بصورة اكبر.
وعن معرض الجزائر بنواقشوط، قال المتحدث انه، وجد تفاعلا كبيرا من طرف الشارع الموريتاني، واغلب البضائع التي تم عرضها تم شراؤها بالكامل، في فترة وجيزة.
وواصل: «كما نعلم أن موريتانيا هي رائدة في الأسماك، وبالتالي نحن نتوق إلى تمويل السوق الجزائرية بمادة أساسية، كذلك هناك ثروة حيوانية هامة نتمنى أن توجه إلى السوق الجزائرية والتداول التجاري المغاربي بدل من الاستيراد من أوربا وغيرها، ما يكلف الدول المغاربية أموالا هي في حاجة إلى توفيرها».
بدوره ابرز ا .د : طارق صدراوي من كلية العلوم الاقتصادية بالمهدية جامعة المنستير - الجمهورية التونسية أهمية الاستقرار في المعادلة الأمنية التي توفرها المناطق الحدودية أكثر من غيرها.
وذكر الدكتور في حديثه لـ»الشعب» بالتجربة الأولى للاقتصاد القياسي على المدى القصير والطويل في المناطق الحدودية، وتجربة أولى عبر نموذج اقتصادي فعال في المناطق الحدودية، والتركيز على عناصر التكامل في المنطقة بغرض تعزيز قدرات دول الحدود لدفع عجلة التنمية، والاعتناء بالعلاقة التكاملية بينها.
وقال ان هذا المعطى ضروري لتعزيز الجوانب الأمنية في المناطق الحدودية الى درجة تصبح المعادلة الأمنية واقعا معاشا على مستوى المداخل الحدودية، والساكنة فيها وما تحمله من جوانب ايجابية في محاصرة شبكات الإجرام  والإرهاب ومحاربتها.  

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024