تعيش 31عائلة تقطن البيوت الهشة تحت رحمة القصدير وسقف الزنك والأشواك وقطع النيلون والأكياس وحرارة قياسية لاتطاق بمنطقة بنت لحول بحي سونلغاز بعدما تلاعبت بها السلطات المحلية وأوهمومها أن قوائم الترحيل جاهزة، فسارعوا لهدم بيوتهم التي لاتصلح حتى لإيواء الحيوانات استعدادا لمغادرة المآسي وتحقيق حلم الإلتحاق بالعمارات الجديدة المحاذية لهم والتي حلموا بها منذ أكثر من 25سنة يقول هؤلاء.
وضعية السكان الذين عايناهم تحت موجة حر شديد لايطاق ، كارثية بكل المقاييس، عائلات تفترش الأرض وسط أحجار الصفاح وخطر الزواحف والأوساخ والأغراض النتئة المكشوفة في العراء ، تحيط بها نسوة وعجائر و عازبات وأطفال رضع ينتظرون الشفقة والخلاص ... تعبنا من الضياع وحالنا لا يخفى على أحد .. شوف ، شوف نحن مرميون بدون سقف ولاغطاء تقول العجائز اللواتي أحطنا بنا ونحن نسجل غضبهن وآلامهن ومعاناتهن اليومية تحت لسعات حرارة تفوق 43درجة وسط مساحة صخرية تشوي الجباه .
وبحسب تصريحاتهم التي حرصنا على نقلناه بصدق وأمانة، فإن وصولهم إلى ذات المكان المسمى بـ “بنت لحول” أيام همجية الإرهاب، كان بداعي الهروب من البطش والتنكيل والتقليل من الجازرالتي طالتهم بالعطاطفة والنعايمية والبراكنية وهي تسميات متصلة بهوية كل عائلة حسب ما يقولون. الإستقرار بذات المنطقة التي هي عبارة عن صفاح كان بهدف البحث عن الأمن بعدما رفعوا السلاح في وجه الهمجيين وهوما لازال بحوزتهم لحد الساعة يشير هؤلاء الغاضبين عن الوضع الذي يتخبطون فيه جراء ما وصفوه بالإهمال وعدم المبالاة بأوضاعهم القاسية يشير محدثونا الذين عبروا عن سعادتهم بوجود الجريدة بينهم لنقل انشغالاتهم وكشف واقعهم الأليم يضيف هؤلاء بألم وحسرة لا تطاق.
لم يخف هؤلاء سرد واقعهم والوضعية التي آلوا إليها، حيث أشار محدثونا من عائلات عطاف والنعايمي وبركان ومدني ولاندري وزطوش وربيح وزرداني الذين تزيد عائلاتهم عن 4أفراد كمعدل الأسرة الواحدة المحشورة بين أسوار البيوت الطينية وبقايا القصديرالتي تنبعث منها روائح كريهة صارت خطرا صحيا على الأطفال وكبار السن والحوامل حسب أقوالهم المسجلة بعين المكان.
أسماء سقطت من قوائم الإستفادة
أطلعنا هؤلاء أمثال عائلات عطاف وسطوش ومدني ولاندري وبركان ونعايمي غيرهم أن المصالح البلدية قد قامت بتسجيلهم عدة مرات بما فيها تسجيلات 2007 وعهدة المجلس السابق ضمن عمليات الإحصاء ومعرفة الأوضاع إستعداد لترحيلهم ضمن آليات تسوية وضعية سكان البناء الهش والقصديري، حيث حملت هذه القوائم أسماء كل العائلات المتزوجة بدون استثناء والتي أشعروها حسب قولهم بالترحيل ، غير أن القائمة النهائية التي كشفت عنها مصالح الدائرة والبلدية قد أقصت أسماء مغبونة تعيش في الظروف وأبقت على أسماء أخرى . ليفاجأ هؤلاء بترحيل حوالي 25عائلة من قائمة 53أسرة من جملة حوالي 115عائلة تم إحصاؤها في بداية الأمر وهي تقطن كلها بذات الحي المسمى بنت لحول بمنطقة سونالغاز ببلدية واد السلي. لكن الغريب في الأمر حسب تصريحاتهم أن عائلات كثيرة سقطت أسماءها من القائمة دون معرفة الاسباب والدواعي حسب ما علمناه من مصالح الدائرة رغم أن أفراد أسرها يفوق بين 4و5إلى 6أشخاص حسب بصريحاتهم بعين المكان.
إدراج 3أسر في سكن واحد غير معقول
تستغرب عدة عائلات إقراح القائمين على الترحيل بإدراح عائلتين مع عائلة الأب المستفيد، ليكون المسكن الواحد يضم 3عائلات يفوق عددها 10 أفراد بين الزوجات وأرباب الأسرة والإخوة من البنات والشيخ الكبيرالطاعن في السن. فمثل هذا الإجراء الذي تلجأ إليه المصالح المعنية غير معقول وغير منطقي من الناحية العملية ، حيث لايجد هؤلاء المساحة للتحرك داخل هذا المسكن التي تريد المصالح المعنية حشر هؤلاء بداخله.فحالة التعفن صارت لاتطاق من خلال الهروب نحو حلول تنجم عنها مشاكل وتعقد الأوضاع من جديد، وهو مايكشف حجم الحلول الترقيعية التي تقترح على العائلات وإشعال فتيل الصراعات والنزعات العائلية حسب أقوالهم المسجلة بعين المكان.
هدمنا بيوتنا الهشة وحزمنا أغراضنا إستعدادا للترحيل.. لكن الترحيل لم يتم
تعيش العائلات المعرضة لكل الأخطارفي حيرة من أمرها بعدما ضاقت بها السبل وصارت تواجه مصيرا مجهولا حسب الصورة التي وقفنا عليها،حيث أكد لنا هؤلاء أنهم تلقوا أمرا بالترحيل للعمارات المجاورة، وتسهيلا لتنفيذ الإجراء أقدم محدثونا على هدم بيوتهم الهشة وإزالة السقوف الزنكية ومظاهر البردي والأشواك وقطع النيلون التي كانت تقيهم جزئيا من الظروف المناخية الصعبة، لتبقى العائلات في العراء سواء تلك التي حملتها القائمة أو التي سقطت بطريقة مازالت مجهولة لحد الساعة يشير محدثونا الذين طالبوا المصالح المعنية والولائية والامنية بمعاينتهم والإطلاع عن وضعيتهم الخطيرة التي تهدد حياة أبنائهم، “ أهذا يا معالي وزير الداخلية والجماعات المحلية يتم أسكان قاطني السكن الهش الذي أمر رئيس الجمهورية بالتخلص منه حفاظا على كرامة العائلات ؟ “ يقول المغبونون من منطقة بنت لحول.
إزالة الحي جاء تنفيذا لإنجاز مشروع سكني
لم يجد القلقول على مصير عائلاتهم من الوضعية الحالية سوى الاعتراض على الأشغال الجارية لإنجاز هذه المشاريع التي أصبحوا محاصرين بها من كل جانب، حيث صارت أشغال الحفر وإزالة الأحجار العملاقة وشق الطرق معطلة حسب تصريحات السكان ووقوفنا الميداني على هذه الفوضى التي أصبحت العائلات في قلبها تنتظر تحرك الجهات المعنية التي إلتزمت الصمت خلال هذه الفترة التي يتعذب فيها السكان جراء الوضع الحالي الذي صار لايطاق حسب مآسي الصور التي سجلناها.فلا الأشغال استئنفت ولا الترحيل تم حفاظا على كرامة العائلات المغبونة ما دامت السكنات المخصصة لهؤلاء مقابلة لهم فلم الإنتظار يقول السكان بمن فيه النساء والعجائر الذين أحاطوا بنا تحت لفحات الحر الشديد.
الوالي مطلوب بمنطقة بنت لحول
مباركة السكان لخطوة الوالي بترحيل هؤلاء من البناء الهش إلى سكنات لائقة تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ، اعتبره محدثونا بالخبر السارالذي طالما انتظروه وحلموا به بعد سنوات المعاناة والأمراض داخل هذه البيوت الهشة ، لكن تنفيذ هذا الإجراء لم يتم بالكيفية التي انتظرها هؤلاء حيث لازال محدثونا يطمحون للإنتقال إلى هذه البيوت الجديدة اللائقة لإنهاء مآسيهم. وهو الأمر الذي لم يحدث لحد الساعة، الشيء الذي جعل هؤلاء يناشدون ويلتمسون من عبد بن منصور والي الشلف الوقوف ميدانيا والتحقق من الوضعية الكارثية بأم عينيه حسب أقوالهم وهذا قبل حدوث كوارث صحية بين أوساط العائلات،وهذا تحضيرا للدخول الإجتماعي لأبنائهم ، حيث يردد هؤلاء بلسان واحد : “ أنقذنا ياسيادة الوالي من الوضع الكارثي والمصير المجهول الذي يهددنا.