كلمة العدد

نحو تفاعل الفضاء الرقمي

نور الدين لعراجي
25 فيفري 2018

ساهمت التكنولوجيا الحديثة في فرض قوانينها وأدبياتها على حاضر الأدب وراهنه، وعكس ما كان سائدا في القرنين الماضيين، ما تبعهما من تطور على مستوى النصوص الأدبية، رافقت الممارسة الابداعية، أوجها عديدة من الطفرات، سواء تلك التي روضت النص الأدبي وأخرجته من شرنقته وعالمه الخاص، أو تلك التي ساهمت كثيرا في تجلي اللغة «الومضة».
ومع المواكبة الدائمة للعالم الرقمي والفضاءات الجديدة لم يتمكن النص الأدبي من العيش وحده دون تفاعل الآخر معه ما عجل بالكتابة الأدبية الولوج إلى هذا الفضاء وإستخدامها الابحار الشبيه بالابحار الرقمي في عالم الأنترنت، الأمر الذي جعلها تتفاعل مع آليات جديدة، ولغة أيضا حديثة لم يكن لها وجود أو سبق معرفي قائم من قبل، كما هو الشأن مثلا في علوم الحياة والانسان.
لقد شكل الأدب التفاعلي محطة مهمة في تاريخ الكتابة الأدبية فحول الثابت إلى متغير، والمتغير، إلى رقم إفتراضي يمكن الابحار من خلاله قصد الوصول إلى أكبر عملية تفاعلية بين الكاتب والجمهور.
شكل القارئ الافتراضي حلقة مفصلية في هذا الزخم المعرفي لأنه يجد راحة كبيرة في التنقل والتفاعل أمام عدد لابأس به من الكتب والإصدارات في وقت وجيز، دون عناء التنقل من محطة إلى أخرى، إذ يمكنه بواسطة لوحة المفاتيح إختيار الندوة التي يراها مناسبة وتليق به أو قراءة كتاب يراه الأوفر حظا لتوفير المتعة والقراءة.
الملتقى الذي أقيم بجامعة ورڤلة وبمعهد اللغة العربية وآدابها في الحقيقة هو طفرة نوعية في عالم الكتابة والممارسة الابداعية لفرض سلطة النص من جهة والسماح لأكبر عدد ممكن من القراء بالولوج والمتابعة بمجرد الضغط على الزر وكسر تلك الحدود الوهمية للإبداع.
إن تسليط الضوء على مثل هذه الخطابات من شأنه أيضا أن يفتح المجال أمام رؤية أخرى نقدية بآليات حديثة لأن النص الحداثي الالكتروني له جمهوره وله تفاعله وله نكهته.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024