رابح قموح، صاحب اليسرى السحرية يعد من ضمن المهاجمين المميّزين الذين تركوا بصماتهم في مسيرتهم الكروية، حيث قدم فنيات معتبرة كمهاجم أيسر ووسط ميدان من خلال امكانياته وذكائه في تقديم الكرات «الساخنة» للمهاجمين، الى جانب امتلاكه لـ»الحس التهديفي» .. وخير دليل على ذلك أنه توّج بلقب أحسن هداف للقسم الأول والثاني في سبعينيات القرن الماضي.
ولعلّ عشاق الكرة الجزائرية وفريق مولودية قسنطينة بصفة خاصة يتذكرون اللحظات الكبيرة التي «صنعها» قموح الذي ساهم بشكل كبير في النتائج المميّزة لنادي المولودية القسنطينية رفقة لاعبين أخرين أمثال كروكرو، فندي، عدلاني حيث نشّط الفريق المذكور نهائيين لكأس الجمهورية (1975 و 1976) أمام كل من مولودية وهران ومولودية الجزائر على التوالي .. وللأسف الشديد لم يبتسم الحظ للفريق الذي كان يلعب كرة جميلة سمحت له بالتموقع بين الأندية الكبيرة في الجزائر .
رابح قموح من مواليد 21 جانفي 1952 بمدينة عنابة، بدأ مشواره الكروي في صنف الأصاغر بفريق «ريد ستار» عنابة في عام 1966 حيث مكث معه الى غاية 1969 أين انتقل الى فريق مولودية قسنطينة لتبدأ المغامرة المميّزة، حيث أصبح يقدم مستويات كبيرة جعلته يلتحق بالفريق الوطني للأشبال ثم الأواسط .. قبل أن يتم استدعاؤه للتشكيلة الوطنية للأكابر عام 1972 .. وهو الموسم الذي توّج بلقب أحسن هداف للبطولة بحصيلة بلغت 24 هدفا، كون فريق «الموك» كان يلعب كرة هجومية جميلة.
حقّق قموح نتائج باهرة مع ناديه قبل أن يختار التجربة الاحترافية، حيث انتقل الى نادي نيم الفرنسي في موسم 1976 ـ 1977، حيث أصبح لاعبا أساسيا لهذا النادي وسجل أهدافا عديدة .. وبقي في هذا الفريق الى غاية 1982 لينتقل الى نادي غرونوبل الفرنسي الذي لعب في صفوفه لموسم واحد قبل تحوله الى نادي غانغامب .. كما لعب قموح لنادي ايوني وأوسيز، حيث أنهى مشواره الرياضي بهذا النادي عام 1986.
وبالموازاة مع مشواره على مستوى الأندية، فإن قموح لعب للفريق الوطني حوالي 50 مباراة وكان ضمن التشكيلة الأساسية التي حقّقت أول تأهل للفريق الوطني لمونديال اسبانيا في المباراتين الأخيرتين أمام نيجيريا عام 1981 و حقق «الخضر» تأشيرة حضور مونديال 1982 .. ولم يكن رابح قموح في قائمة اللاعبين الذين شاركوا في المونديال الأول للمنخب الجزائري.
وللأشارة، فإن قموح سجل 7 أهداف مع الفريق الوطني في مشواره الذي اعتمد عليه خلاله جل المدربين الذين تعاقبوا على «الخضر» لتنشيط الجهة اليسرى للهجوم بفضل فنياته وسرعته الفائقة أين كان يصعب من مهمة المدافعين المنافسين بلعبه السريع وفتحاته الدقيقة نحو منطقة الجزاء.