رقم مهم

05 فيفري 2018

صناعة القرار المحلي أخذ توجّها جديدا عقب انتخابات ٢٣ نوفمبر، ونعني بذلك تفادي الانفراد به من قبل الفائزين بذلك الموعد في قاعة مغلقة ثم يعلق للاطّلاع عليه من قبل كل من كان داعما قويا للقائمة التي توّجت بالأغلبية.
هذه الذّهنية لم تعد اليوم محبّذة من قبل السّلطات العمومية نظرا لمحدوديتها في الأبعاد المنتظرة لاحقا ممّا يؤدّي أحيانا إلى تشنّج العلاقة بين المنتخبين والسكان لأنّ المداولة لم تحظ بالاجماع، وأقصت العارفين بانشغالات النّاس في الميدان.
اليوم هناك تفكير آخر أكثر تفتّحا على المحيط وقابلية لإشراك المواطن في صناعة القرار المحلي من خلال دعوته للانضمام إلى لجان الأحياء إو الجمعيات أو يستشار ككفاءة قائمة بذاتها للادلاء بالرأي المطلوب، وغيرها من الصّيغ المطروحة للعمل بها مستقبلا.
هذا ما تشدّد عليه الجهات المسؤولة للوصول إلى هذا الهدف بإعداد أرضية واضحة المعالم لا يكون فيها أي سحب لصلاحيات رئيس البلدية أو تجاوز مهامه التي خوّلها إيّاه القانون، وإنما السّعي من أجل الانفتاج على الآخر واكتشاف ما تتوفر عليه البلدية من مهارات يمكن الاستفادة منها لأنّ الكثير من هؤلاء انعزلوا عن هذا الوسط بعدما وقفوا على ممارسات لا تليق بمقامهم كأفراد متعلّمين لهم قدرات هائلة في مساعدة من يطلبها أو يريدها ، يتقدّمون كأفراد بدون أي قبعة سياسية أو الانتماء لحزب معين لأنّ المرحلة الرّاهنة تستدعي سجالا تنمويا بعيدا عن الحسابات السياسوية الضيقة.
حاليا، العديد من البلديات تتوفّر على تلك الآليات المذكورة آنفا، أي لجان الأحياء والجمعيات وتنظيمات أخرى إلاّ أنّ نظيرتها الأخرى لم ترق إلى هذا المستوى بعد ومايزال النّشاط فرديا بدلا من أن يكون مهيكلا.
ومع ازدياد المهام المخوّلة للبلدية، فإنّ المرافقة ضرورية من قبل المواطن الذي على هو اطّلاع واسع بما يجري حوله، وله كل الاستعداد في تنوير مسؤولي البلدية سواء الجدد أو القدامى، خاصة من ناحية فتح باب الاستماع والحوار حتى لا تنقطع تلك الحيوية بين الطرفين ما قبل وبعد الانتخابات، وهذا هو الاشكال الذي يشعر به الكثير ممّن كانوا الأقرب إلى رئيس البلدية خلال الحملة الانتخابية ثم وجدوا أنفسهم على الهامش عندما حاز هذا الأخير على ثقة الناس.
وعليه، فإنّ المواطن يعد شريكا فاعلا وأساسيا في صناعة القرار المحلي، وما على رؤساء المجالس الشّعبية البلدية إلاّ تفهّم ذلك، وعدم الإنعزال في مكاتبهم بالعمل فقط مع أحزابهم، هذا لا يؤدّي بهم بعيدا وإنما حاضنتهم من انتخبوهم ليكونوا في خدمتهم كما وعدوهم بذلك.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024