رغم الطاقة والقوة والشجاعة التي تميز فئة الشباب، إلا أن البعض يستسلم لليأس والفشل، ويفقد الأمل في تحقيق أهدافه وآماله لمجرد عثرة أو عائق يعترضه أو ظرف عائلي أو اجتماعي صعب، فيبدأ في تبرير وخلق الحجج، وتحميل المسؤولية لأطراف معينة وتكثر شكاويه ـ وهو ما وقفت عليه مرات عديدة من خلال لقاءاتي ببعض الشباب ـ والأدهى من ذلك أن هؤلاء «اليئيسين» لا يبحثون عن حلول لتخطي تلك المصاعب، وعندما تفتح نقاش معهم حول الموضوع، يرد عليك «الله غَالبْ»، «مَاعَنْدي وَاشْ نَديرْ»، «مَاكَانْ وَالْو»، «مَانِيشْ قَادَرْ».... ويصل بهم الأمر أحيانا مع الأسف إلى حد رفع الأيدي طلبا للمال والمساعدة، ولأجل دينارات يحاولون بكل الطرق اقناع الآخرين بالظروف القاسية التي يعانون منها، وبمشاكلهم العائلية والاجتماعية اليومية، والتحجج بالمرض أو البعد عن البيت، تشعرك أنك أمام عاجزين لا حول ولا قوة لهم.
سلوكيات مثل هذه لا يتقبلها لا العقل ولا الدين ولا المجتمع، من فئة نشطة تتمتع بكل مقومات وإمكانيات التفوّق، يُعتمد عليها للرقي والتطور في أي بلد. الفشل هو أول خطوات النجاح، والوصول إلى الأهداف المنشودة يمر حتما عبر مراحل فيها الحلو والمر، فمن منا لم يتعثر في حياته، ليس هناك ما يتحقق بسهولة، كل تفوّق ونجاح يسبقه تعب وجهد دائم. هناك من انطلقوا من العدم ووصلوا إلى تحقيق نجاحات رغم العثرات والكبوات، والاتكال على فلان أو انتظار علان ليس حلا، فالشاب عليه استغلال كل الفرص في شتى المجالات للتعبير عن قدراته وطموحاته العلمية والمهنية. العقبة الأولى لا يمكنها بحال من الأحوال تحطيم مشاريعه الآنية والمستقبلية، ورفع الأيدي سلوك مشين ومرفوض.
تخطي العوائق والعثرات يكون بالتضحية والتحلي بالعزيمة والسعي الدائم والثقة في القدرات والاستفادة من الأخطاء والتجارب. وعندما يقتنع الشاب بأن حل أي مشكل وتجاوز أي عقبة بيده لا بأيدي الآخرين، سينجح عاجلا أم أجلا.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.