تتميّز الجزائر بطاقات وأقلام في مختلف القوالب الأدبية، حيث ظفر عديدهم وعبر الأجيال المتتالية بجوائز في كبرى المحافل والمهرجانات الدولية، ليبقى فنّنا الرابع رغم اكتفائه الذاتي حبيس أو أسير استيراد النصوص.
تساؤلات عديدة تدور في أذهان المحبين للمسرح، ويبقى السؤال الذي يأخذ حصة الأسد هو: ما سبب تطليق الجمهور الجزائري للمسارح؟ وإن شهدت السنوات الأخيرة موجة تطور مسّت هذا الميدان، غير أنّ قضية النصوص ما تزال مهملة وطال الحديث والالتفات إليها.
لا يختلف اثنان في كون المسرح أو أي نوع فني لسان حال المجتمع، وهنا لابد على الفنان أو المخرج البحث عن السبل التي يستثمر بها في الجمهور، هذا الأخير المتعطّش لثقافة جزائرية محضة تخلو من الشوائب التي تنتابها والدخيلة عن عادات وخصوصيات حياته، تلك القادمة من مجتمعات غير مجتمعه وواقع غير ذلك الذي يعيشه، فكيف له أن يكسّر الروتين اليومي أو متاعب الأسبوع بالتوجه إلى فضاء ترفيه يوهمه بقضايا وأسرار بعيدة عنه، بأعمال إبداعية يجسدها على الركح جزائريون بنص بلسان غير ألسنتهم؟
شتات يميز عالم الفن الرابع، في انتظار من يجمعه لإنتاج عمل مسرحي باحترام كل مكوناته وجزائري بكل أطرافه..سلسلة تحتاج إلى تمتين روابط حلقاتها، وتحقيق التبادل والتواصل البناء بين كل من الشاعر، الأديب، الممثل، المخرج، الموسيقي و...، أطراف كلها تدري بالخلل القائم في سلسلتها، وكل واحد منها ينسب المسؤولية إلى الطرف الآخر دون الأخذ بزمام المبادرة.
وتبقى الجزائر تزخر بأقلام بدءا من أدبها الكلاسيكي إلى اليوم، من المفترض أن يكون مسرحها في غنى عن الاقتباسات والترجمات، وان كانت هناك حاجة إلى هذين الأخيرين فمن باب الانفتاح على الآخر وليس إسقاط واقع وخصوصيات دخيلة على مجتمعنا، وكأنّ المعتمدين على الاقتباس والترجمة يريدون إقناع الجمهور بما ليس ملكه.
اكتفاء يقابله استيراد كلي ..
سميرة لخذاري
25
ماي
2013
شوهد:699 مرة