تبقى سياسة الأحكام المطلقة منتشرة في بلدنا، كثيرون من يصفون الشعب الجزائري بالكاره للغة العربية الفصحى، ويتحجّجون بنفوره من الانتاجات السينمائية والدرامية الناطقة بلغته الأم، وهنا نتساءل إذا كان الجزائري لا يحب اللغة العربية الفصحى، فلماذا الأفلام المدبلجة، خاصة المكسيكية منها استهوته وسرقت أنظاره، لتأتي بعدها في السنوات الأخيرة المسلسلات التركية التي نافست بشكل كبير الدراما العربية واستطاعت أن تحشد جماهير غفيرة وتحتل الصدارة، إضافة إلى الهندية التي توجهت هي الأخرى إلى الدبلجة بلغة الضاد وبلهجاتها؟
المتمعن في سلوكات الجزائري تجاه الانتاجات يكتشف انه ذوّاق للفن وللأعمال ذات الصبغة الجمالية في جميع المستويات: لغة، صورة، أداء، ديكور و..، من الطبيعي أن ينفر من فيلم تلفزيوني أو درامي يجسد أدواره ممثلون يتلعثمون في لغتهم، لا يحسنون الكلام بلغتهم الأم، ليبقى السؤال الذي يطرح نفسه: أين هو الطاقم المسؤول عن إنتاج عمل درامي أو سينمائي، أم أن تلك السلسلة الطويلة المتكونة من مخرج، سيناريست، وغيرهما مختصرة في ممثلين؟
ليكون الجواب على السؤال السابق سهلا، مفاده أن الطاقم الفني للإبداع يتكون من أشخاص “فرونكوفونيين” غير متمكنين من اللغة العربية الفصحى، بحكم الاستعمار وكأننا الوحيدون من سقطوا تحت وطأة احتلال أجنبي؟!
وحتى لا نجرّد أنفسنا من “جزائريتنا” على المنتجين والفنانين بمختلف تخصصاتهم، فرض هويتهم في المحافل الدولية، بوضع لغة ثالثة تمزج بين العامية واللغة العربية الأكاديمية، مع اجتناب اعتماد اللهجة الهجينة المستعملة يوميا، فغريب أن نتميز على غيرنا بلهجات عديدة تنطق فيها الأحرف كما هو معروف في الفصحى، ويحطمها أبناؤها لتجد نفسها في المؤخرة بعد لهجات نطق الحروف فيها غريب؟
وحتى لا نتّهم اللغة بأنها المتسبب في عدم قرع الأفلام الجزائرية لأبواب القنوات العربية، علينا أن نتأكد من الحصار والرفض الذي يمارس ضدها من عدة أطراف، حسب المختصين في الفن السابع والنقاد، إضافة إلى التأكد أنه ليس كل ما هو صعب مستحيل المنال.
كلمة العدد
غيور على هويته ولكن..
سميرة لخذاري
11
ماي
2013
شوهد:763 مرة