طوت كرة القدم العالمية صفحة كبيرة من تاريخها عندما أعلن مدرب مانشيستر يونايتد الانجليزي، اليكس فيرغسون اعتزاله الملاعب بعد 26 سنة قضاها في منصبه وفي نفس الفريق، حيث تصدّر الخبر أكبر العناوين للصحف عبر العالم بالنظر لتجربته الفريدة من نوعها، والعمل الذي قام به طيلة مشواره أين أعطى صورة مخالفة لما كان ينظر لمهنة التدريب في المستوى العالي من الاحتراف، فبالاضافة إلى كفاءته كمدّرب فإنّه تعامل مع اللاعبين بصفة الأب بإعطاء نصائح لـ “النجوم” الذين تداولوا على الفريق الانجليزي العريق على غرار كانتونا، بيكام ورونالدو، وبالرغم من أنّهم عاتبوه في بعض الأحيان إلاّ أنّ الزمن وسيرورة الأحداث أكّدت أنّه كان محقّا مع كل اللاّعبين الذين درّبهم، كونه عمل بإخلاص في الفريق الذي فاز معه بـ 13 بطولة محلية ولقبين لرابطة الأبطال الأوروبية، فلم يرد على العروض العديدة التي كانت تتهاطل عليه لأنه يحترم عمله قبل كل شيء وفي الفريق الذي يعشقه، الأمر الذي جعله فريدا من نوعه، وذهابه صنع الحدث.
وأردتُ أن أتحدّث هنا عن هذا المثال في الاخلاص والعمل الذي يصل إلى الأهداف على المدى البعيد، في الوقت الذي نرى أن هذه الرؤية بعيدة كل البعد عن كرتنا التي بالرغم من دخولها الاحتراف، إلاّ أنّ الأمور التي تعني الهواة أصبحت سيدة الموقف، كوننا ليس لنا استراتيجية على مستوى الأندية التي وصل بها الأمر إلى تعويض المدرب بعد مباراة واحدة أحيانا، حتى أنّ فريقا في القسم الأول اعتمد في الموسم الحالي على 6 مدربين من محليين وأجانب، وعلى اللاعبين التأقلم مع كل الخطط في كل مرحلة من البطولة واستراتيجيتها، وفي الأخير أبانت النتائج أن المسيّرين يسيرون عكس ما تفرضه كرة القدم الحقيقية.
ومع ذلك، فإنّ كرة القدم الجزائرية كانت لها أمثلة مميزة في مجال استقرار الطاقم الفني، بالرغم من أنّه لم يصل إلى مدة فيرغسون إلاّ أنّه كان مثالا يقتدى به في فريق شبيبة القبائل في زمن الثنائي خالف ــ زيفوتكو، هذا الفريق الذي دخل الآن دائرة الفرق الكبيرة “المستهلكة “ للمدرّبين؟
كلمة العدد
مثال ... فيرغسون
حامد حمور
09
ماي
2013
شوهد:824 مرة