إن تطور الأزمة السورية والتدخلات الخارجية في شأنها الداخلي وضع المنطقة على صفيح ساخن ينبئ بحرب إقليمية بعد الدعم الذي تقدمه دول تسمي نفسها (أصدقاء سوريا) الى المعارضة السورية المسلحة وتشجيعها بالمال والسلاح على القتال وتغيير النظام بالعنف. وزادت المخاوف من توسيع بؤر التوتر بين المؤدين للشرعية والنظام المعارضين له الداعمين للمعارضة. إن انتهاك المجال الجوي اللبناني والاعتداء على سوريا من طرف إسرائيل بغارات جوية استهدفت مركز البحوث العلمية ومواقع أخرى قد يجر المنطقة الى حرب إقليمية يكون فيها الرابح خاسرا لأن العدوان استفزازي وتصرف لامسؤول تنبذه الأعراف والقوانين الدولية الشيء الذي يزيد من الاحتقان بدل التهدئة وامتصاص الغضب وتكون لها تداعيات على السلم والأمن الدوليين. وقد حذرت العديد من الدول من التدخل العسكري في الشأن السوري الداخلي داعية الى سلامة أراضيها. فقد قالت روسيا على لسان الناطق باسم خارجيتها (ألكسندر) أول أمس، إنها تشعر بالقلق من زيادة احتمال حدوث تدخل عسكري أجنبي في سوريا بعد تقارير بتوجيه ضربات جوية والتي نفذتها اسرائيل وقد تتكرر وتتوسع مما يحدث مخاوف لدى الرأي العام من إقامة حرب شاملة بالمنطقة خارج الشرعية الدولية كما حدث مع العراق لأن روسيا والصين يستعملان حق النقض ما يبطل أي مشروع للتدخل عن طريق مجلس الأمن، ولذلك فاحتمال تدويل القضية السورية وارد ما لم يتدخل المجتمع الدولي بوضع حد للمعتدين وفق القوانين والاعراف الدولية، حيث أن العدوان الاسرائيلي تسبب في مقتل أكثر من ١٥ جنديا بحسب مرصد حقوق الانسان السوري بينما بقي مصير آخرين مجهولا والاعتداء الاسرائيلي هذا لم يكن الأول وقد لايكون الأخير، فقد اخترقت طائرات حربية المجال الجوي السوري في ٣٠ جانفي الماضي وقصفها أحد مراكز البحث العلمي. وقد تم تبادل اطلاق النار بين الجيش الاسرائيلي والسوري أول أمس بمحافظة القنيطرة، وأكدت مصادر سورية أن الصواريخ السورية جاهزة لضرب أهداف محددة في إسرائيل في حال حدوث عدوان جديد، فهل ستعرف الأزمة انفراجا أم توترا وتصعيدا؟ خاصة بعد أن أعلنت أمريكا أنها ستغير موقفها من سوريا بعد التقارير الاعلامية الزاعمة باستخدام الاسلحة الكيماوية في الصراع السوري الداخلي وقد أثبتت تحقيقات بأن المعارضة هي التي استعملتها.