تتميز الساحة الثقافية بتصنيفات مقتصرة على الجنس الأنثوي، حيث تصادفنا تسميات: الأدب النسوي، الكتابة النسوية والشعر النسوي، في حين لا يوجد شيئ اسمه الكتابة الرجالية، ليبقى السؤال المطروح، هل فعلا هذه التصنيفات أتت لخدمة الثقافة والأدب فعلا، أم اعتمدت لتأكيد وجود المرأة في كل الأنواع الأدبية والفنية، بعدما كانت في السابق مقتصرة على الرجال، حيث كانت القيود مكبلة لقلم المرأة وإبداعها، أم بهدف التفريق بين قلمي الجنسين؟
ومهما التقينا في قراءاتنا وسمعنا من هنا وهناك انتقادات للشعر النسوي، فلا يختلف اثنان حول فرض المرأة لوجودها وإرفاق قلمها لأخيها ونظيرها الرجل، حيث استطاعت أسماء جزائرية عديدة أن تنافس كتابات الرجل وتحرمه من التتويج والجوائز..
أما عن طريقة نظم كلمات الشعر فنظن أن القارئ إذا جرّد القصيدة من اسم كاتبها لا يكتشف جنس الشاعر بعد القراءة، فالمرأة تناولت جميع الجوانب في إبداعها ولم تتوقف عند مشاكلها أو قضاياها فحسب، حيث انتقد الكثيرون شعر المرأة ورأوه سلاحا للانتقام من نظرة المجتمع لها وجعلها متنفسا لها للخوض في المشاكل التي تعانيها.
وتبقى الغيرة على الثقافة الوطنية والبحث عن إعلاء شأنها في الوسط الشعري العالمي والعربي، من المفترض، الهدف الأول الذي يصبو إليه الكاتب، لتكون الكلمة المعبرة هي الفاصل بين هذا وذاك وليس الجنس، وما نجاح شاعر أو تألقه في المحافل الوطنية أو الدولية إلا دليل على العطاء والتمكن الفعلي له من ميدانه، ليكون أي تتويج مفخرة للثقافة والهوية الجزائرية عموما دون الأخذ بعين الاعتبار إن كان المتوج أو الاسم البارز ذكرا أم أنثى.
الكلمة المعبرة هي الحكم..
سميرة لخذاري
04
ماي
2013
شوهد:829 مرة