ماهي العلاقة بين المواطن والمنتخب؟ سؤال ما فتئ يطرح بإلحاح من قبل المتتبعين للشأن المحلي وفي كل موعد انتخابي هناك تركيز قوي على عامة الناس، لكن بمجرد أن يعتلي أي مترشح منصب رئيس البلدية ينسى كل الأشخاص الذين كانوا إلى جانبه في المراحل الصعبة.
ليس بوسعنا وصف تلك العلاقة إلا بشكل المنحنى تارة توجد في مستوى الأعلى من التفاهم والتنسيق وتارة أخرى تنزل إلى الحضيض بفعل غياب جسور التواصل بين الطرفين، وفي كثير من الأحيان يشعر رئيس المجلس الشعبي البلدي بالضجر والملل من “تكسار الراس” للمواطنين الذين لا تنتهي مطالبهم أبدا، شعارهم دائما هل من مزيد؟ لذلك هناك شبه وعي لدى الكثير من رؤساء البلديات خلال الآونة الأخيرة تجاه تفطنهم إلى نقطة حساسة جدا والمتعلقة بإشراك المواطن في الفعل المحلي وهذا باستحداث ما يعرف بـ “الكوفيل” لجنة المدينة، وكذلك لجان الأحياء والجمعيات وهناك من كان يتحدث عن إمكانية إشراك البعض في المداولات .. لكن هذا لم يحصل أبدا.
هذه الآليات الميدانية هي التي أرست قواعد التواصل بين الطرفين، لكن للأسف لم ترق إلى الدرجة التي يأملها كل واحد حيث مازالت هناك تحفظات لدى رئيس البلدية تجاه انشغالات المواطنين أي أنه لا يريد تضييع الوقت في الاجتماعات بالرغم من أهميتها القصوى والفائدة التي تعود على البلدية.
ولابد من القول هنا، بأن رؤية المواطن لبلديته عجيبة ومدهشة فهو يرى فيها الإطار الذي يحميه في الضراء وفي الظروف الصعبة، وكلما تعرض لضائقة اجتماعية إلا ويتوجه إلى مقر بلديته للتكفل به، هذا هو الواقع اليوم.. يترجم حقا الصلة المتينة بين المواطن والمنتخبين.. وفي كثير من الأحيان يسجل عجزا ملموسا في عملية الاتصال وهذه الحلقة مفقودة للأسف، أدت في كثير من الأحيان إلى تشنجات كغلق البلدية أو الاعتصام أمامها.. أو حتى تخريبها في حالة حركة احتجاجية أو غير ذلك من وسائل التعبير غير الحضارية، فإلى متى هذا التباعد بين المواطن والمنتخبين؟
معادلة تحتاج إلى تصحيح
جمال أوكيلي
22
أفريل
2013
شوهد:772 مرة