يستوجب العصر أن نتماشى ومتطلباته والإمكانيات المتاحة ضمن التطور التكنولوجي الذي فرض نفسه في كل الميادين بما فيها عالم الكتابة والأدب.
ويبقى المشكل المطروح هو ما مدى مسايرة الكاتب أو المبدع للأنترنيت، وما مدى مساهمته في النهوض بثقافته والتعريف بها، إضافة الى المكانة التي تحتلها اللغة في الأعمال المنشورة إلكترونيا؟
لا يختلف اثنان في حشد مواقع التواصل الاجتماعي من “فيس بوك” و”تويتر” للقراء، إضافة الى وصولها الى هدف يمكن القول أن الكتاب الورقي عجز عنه، وهو فتح سبل التواصل بين المؤلف وجمهوره، ومن جهة أخرى توسيع جسور التبادل الثقافي بين الكتاب والأدباء عبر مختلف الدول، الشيء الذي عزز النقد ودفع بصاحب الإصدار الى تدارك الأخطاء قبل النشر الورقي بما يضمن تكثيف الانتاج البنّاء المقنع.
وإذا قلنا إن الكتاب الالكتروني دفع النقد الى الأمام، فهذا لا يعني التقليل من قيمة نقد الكتاب الورقي، لكن هنا علينا أن نضع نصب أعيننا حقيقة النجاح الكبير الذي حققته الشبكة العنكبوتية، حيث أصبحت معظم البيوت لا تخلو منها، وبالتالي التخلص من عبء غلاء الكتاب الورقي الذي أصبح يثقل كاهل القارئ، خاصة وأننا نعيش ومشكل المقروئية من جهة، وانشغال المواطن بجوانب أخرى من الحياة بعيدا عن الثقافة، باستثناء الأقليات أو النخبة، حيث أصبح الفرد يخصص أموالا طائلة لكماليات الحياة كأن يشتري ملابس بأثمان باهضة، فيما يرى 500 دج ثقيلا ومكلفا لإقتناء كتاب؟!
العقليات التي أصبحت تميز مجتمعنا جعلت مقولة “أخذ القليل خير من ترك الكثير” تفرض وجودها، بمعنى أن ابحار مستعمل “النت” عبر مواقعها للتثقيف أفضل من عدم تصفح القارئ لصفحات كتاب واحد على الأكثر في العام، ليبقى الشيء الذي علينا أن نعمل به هو الابتعاد عن الانتقاد من أجل الانتقاد بل البحث عن مسايرة التكنولوجيا الحديثة وثقافتنا واستغلالها في خدمتها والتعريف بها، ولما لا محاولة خلق رقابة على الاعمال حتى لا نضر بلغتنا وهويتنا.
ونظرا للتناقضات في الآراء في هذا المجال والتي تراوحت بين مثمن ومقزم للدور الذي يلعبه الأدب الالكتروني في الرقي أو المساس السلبي بالثقافة الوطنية، طرحنا في هذا الملف الإشكالية بالاتصال بأهل الاختصاص.
تكامل أم بديل ؟
سميرة لخذاري
13
أفريل
2013
شوهد:718 مرة