غاب الحس الفني في المجتمع الجزائري، أصبحت الموسيقى الصاخبة تتربع على آذان المستمعين، المعظم يجهل أبجديات هذا القالب الثقافي الذي تمتد جذوره مع تراثنا وتعد بطاقة تعريف هويتنا.
ارتبطت الموسيقى الجزائرية بما يصطلح عليه »الكونسارفتوار«، الكل كان يعرف هذا الاسم ومبناه المركزي المتواجد بساحة الشهداء، الا انهم اليوم يتساءلون عن مكانته في المجتمع خاصة عند الشباب، ويبحثون عن الاسماء التي تتخرج منه بين تلك التي تعج بها الساحة الفنية.
تساؤلات عديدة أردنا الإجابة عليها في هذا الملف الذي فتحنا فيه موضوع معاهد الموسيقى، واصطدمنا فيه بواقع يولي اهتماما كبيرا بهذه المؤسسات، عكس ما كان يتخيل عند الكثيرين، أعداد متزايدة من الطلبة المهتمين بأبجديات الموسيقى والأسس التي ترتكز عليها، هذا الواقع الذي يعكس الذوق والحس الفنيين للجزائري، ويكسر ما نراه في الاسواق من سيديهات غزت هذا الفضاء.
يتخرج من هذه المعاهد الاف الموسيقيين الذين بامكانهم حمل المشعل ومواصلة مسيرة اساتذتهم، ليبقى »الكونسارفتوار« في الاخير فقير من المكونين، وهو الذي أنجب عددا كبيرا منهم، ويرفع الربح السريع رايته ليتنافس مع الموسيقى في حد ذاتها، غير ان المال يواجه في مسيرته نحو محاولة غلق ابواب المعاهد الموسيقية ابناء حملوا التحدي وتعمقوا في البلاد بحثا عن المواهب وبعثها الى هذه المؤسسات لينهلوا من دروسها حفاظا على فننا العريق الهادف البناء، والابقاء على “الكونسارفتوار” حيا وموجودا.
ليس المال من يصنع الموهبة ويحسن الذوق الفني، فالعيب ان نستعمل موسيقانا وسيلة للثراء لنفتح الابواب امام الاحكام الجاهزة، التي مفادها غياب الفن الراقي وابتعاد الجمهور عنه، فتبقى الكلمة الهادفة حية، عكس نظيرتها المناسباتية والموسمية التي تعيش حياة قصيرة..
الكونسرفتوار والتحدي..
سميرة لخذاري
06
أفريل
2013
شوهد:961 مرة