لم تفلح الأحزاب السياسية في تقديم ما كان ينتظر منها منذ أكثر من ٢٠ سنة من التعددية، حيث ما زالت رهينة الصراعات الداخلية والنشاط المناسباتي، الذي جعل القواعد النضالية تنفر منها، لهذا الإنتخابات لم تعد محفزة من أجل اختيار البديل أو التغيير لتبقى الممارسة الديمقراطية بعيدة كل البعد عن الأهداف التي أنشأت من أجلها.
فـ «الأفلان» عميد التشكيلات السياسية، يبقى للشهر الثاني على التوالي بدون أمين عام في صورة تؤكد عمق الشرخ الذي تعرض له الحزب منذ أزمة ٢٠٠٤، والتي عجزت كل القيادات عن إحتوائها بسبب رفض الانصياع لتوجيهات القيادة، وظهر ذلك جليا في مختلف الاستحقاقات الأخيرة التي تراجع فيها الحزب كثيرا.
كما يبقى «الأرندي» يبحث عن تهيئة الأجواء لانتخاب قيادة جديدة، في ظل تحولات سياسية وطنية ودولية مهمة لا تحبذ الفراغ، وتنعكس سلبا على أداء الحزب.
وحال الأحزاب الإسلامية ليس أحسن، حيث وفي ظل النكسات المتواصلة، لم تجد حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير من حل، سوى الاتحاد بعد أن افترقوا قبل سنوات وحتى المؤتمر الوطني لـ «حمس» لم يأخذ الصدى الإعلامي اللازم، والحديث عن خليفة أبو جرة سلطاني لم يستقطب الرأي العام، في ظل تراجع مكانة الحركة منذ رحيل الأب الروحي محفوظ نحناح.
حتى الأحزاب الديمقراطية على غرار جبهة القوى الاشتراكية والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، لم تجد الطريق للاستقرار. وتبقى تبحث عن نفسها للتموقع فبين المعارضة والمشاكل الداخلية، ذهبت كل مجهودات تقديم البدائل.
فضلت أحزاب أخرى على غرار حزب العمال، التركيز على الترويج للمؤامرات الخارجية والدعوات للحفاظ على المكاسب الوطنية، مع بعض المواقف المؤيدة للحركات الاحتجاجية للطبقة العمالية والشبانية، ولكن بنوع من المناسباتية.
أما الأحزاب المعتمدة مؤخرا والعاجزة عن التعريف بنفسها في مختلف البلديات، فقد غمرها طوفان النسيان وتكتفي ببعض البيانات والنشاطات، التي لا تسمن ولا تغني من جوع. وانتقلت من الدفاع عن حقوق المواطن إلى الدفاع عن نفسها.
وعليه فالساحة السياسية تبقى ضحية الأحزاب من خلال افتقادها لثقافة الممارسة السياسية والترفع عن الصراعات الداخلية وتقديس الزعامات .
أحزاب ضحيـة نفسهـا
حكيم/ب
05
أفريل
2013
شوهد:866 مرة