هل هو بداية عهد الفتوحات في ملف القضية الصحراوية التي ظلت مستعصية على الحل منذ أكثر من ٣٧ سنة بسبب سياسة التعنت والتهرب المغربية؟.. كل المؤشرات والمتغيرات الإقليمية والسياسية التي تشهدها المنطقة تصب في هذا الاتجاه وترجح ذلك.
المبعوث الخاص للأمين العام الأممي، كريستوفر روس، وبعدما تخطى مناورة المخزن لسحب الثقة منه، وخرج منها غانما محصنا بدعم جديد ومتجدد من الهيئة الأممية، يواصل جهوده من أجل تحريك الملف وتحقيق اختراق في حالة الانسداد المستمرة منذ سنة ١٩٩١.
فقد حرص، قبل شروعه في الزيارة التي يقوم بها حاليا للمنطقة، على افتكاك تأييد بان كي مون لقرار وقف العمل بالمفاوضات غير المباشرة التي لم تحقق شيئا، وهو ما وضعه في موقع قوة ومكنه من تحقيق أول اختراق بفتحه لولاية الداخلة المحتلة التي فرض إدراجها في برنامج جولته وزارها لأول مرة بعدما ظلت منطقة مغلقة ومحرمة على المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام الدولية.
الفاتح «روس» يزور المنطقة هذه المرة في ظرف خاص يتميز باندلاع بؤرة توتر في الساحل لا يبدو نزع فتيلها قريبا، بؤرة جاءت لتضع برميل البارود أمام النار، وهو ما جعله ينبه لضرورة التعجيل بحل القضية حتى لا تتأثر بما يجري في شمال مالي وتنفجر المنطقة برمتها.
ومع ذلك تبقى النقطة السوداء التي تطبع هذه الزيارة إلى حد الآن هي استمرار آلة القمع المغربية في ترويع المواطنين والناشطين الحقوقيين الصحراويين والتنكيل بهم حتى خلال خروجهم إلى شوارع العاصمة العيون بمناسبة زيارة المبعوث الأممي للتعبير له عن تمسكهم بحق تقرير المصير والاستقلال.
سياسة الانتقام المغربية ذهبت إلى أبعد حد يمكن تصوره فقد تربصت قوات الأمن ببعض النشطاء الذين استقبلهم «روس» صباحا بمدينة العيون لتعتدي عليهم مساء، وهو تطور لافت يستهدف تكميم الأفواه وقمع الحريات، ويشكل تحديا صارخا لهيبة المنظمة الأممية، ويستوجب استنفار جميع الأطراف بما فيها المبعوث الخاص نفسه المطالب بالتعجيل بتوسيع مهام بعثة المينورسو لتشمل مراقبة احترام حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة .
ومهما يكن فإن الفتح الذي حققه المبعوث الخاص لبان كي مون في الداخلة المحتلة لا يمكن أن يغطي الغابة، فهناك تحديات أخرى عاجلة تستوقفه مثل استمرار نظام المخزن في النهب الممنهج للثروات الطبيعية للصحراء الغربية، وحبس المعتقلين السياسيين واعتماد المحاكمات العسكرية، وإنتاج وتصدير المخدرات التي تهدد استقرار منطقة شمال إفريقيا والساحل الصحراوي .
لذلك علينا دائما الدفاع عن الحقيقة..
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.