تراجع الإعلام الفرنسي عن الاهتمام بالأزمة المالية عكس الأيام الأولى من التدخل العسكري وهذا بسبب التطورات الخطيرة الحاصلة في شمال مالي، والتي تشير إلى بروز حرب عصابات جعلت باريس تعلن عن الانسحاب بداية الشهر المقبل حتى لا تقع في مستنقع آخر مثلما حدث لها في أفغانستان.
ويظهر أن الهدف من التدخل العسكري في مالي، كان تضييق الخناق على الإرهاب، لكن تداعياته كانت كبيرة على الجزائر ممثلة في دفع الإرهابيين إلى أقصى شمال مالي مع الحدود الجزائرية ثم الانسحاب في صورة غريبة عن الهدف من الإعلان عن العملية العسكرية التي روج لها الإعلام الفرنسي وكأنها حرب مقدسة.
ويتزامن انسحاب القوات الفرنسية مع محاولة إرهابيين التسلل إلى مدينة «تمبكتو» أين اندلعت مواجهات عنيفة تنبأ بأن حرب عصابات طويلة المدى قد انطلقت فعلا وهو ما جعل الاهتمام الإعلامي يتراجع مع التركيز على وصول القوات الإفريقية لتسلم المهام تحت راية الأمم المتحدة وجعلها في الصفوف الأولى ضد الجماعات الدموية وهو ما يعني أن الحرب مازالت مستمرة ولو كان الوضع بسرعة وصول القوات الفرنسية إلى الشمال لما انسحبت باريس.
وسيبقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند البعض من قواته في باماكو تحسبا للانتخابات المقبلة والعمل على إنجاح الموالين للاليزيه للوصول إلى الحكم ومنه التمهيد لعودة الاستثمارات الفرنسية للمنطقة في ظل المنافسة الأمريكية والصينية.
وستجد الجزائر نفسها أمام وضع صعب للغاية من خلال مضاعفة جهودها لمراقبة الحدود والتضييق على الجماعات الدموية التي ستحاول التوغل للتراب الوطني والقيام بهجمات موجهة من أطراف خارجية أحسنت نسج خيوط الأزمة المالية من أجل إنهاك الجزائر ماديا وبشريا.
كما لعبت أطراف مالية وفرنسية على تحريض العسكر على الانتقام من بعض قبائل الشمال في كيدال وغاو لنسف كل الجهود الدبلوماسية التي باشرتها الجزائر وتعميم الفتنة في سياق الفوضى الخلاقة.
«إن العبرة بالخواتيم كما نقول»، وتبقى الأيام القادمة كفيلة بإظهار خلفيات التدخل العسكري التي لن تكون مثلما روجت له باريس بل هناك قنابل عنقودية ستنفجر وما حدث في أفغانستان يخشى تكراره .
تعتيم إعـلامي
حكيم بوغرارة
22
مارس
2013
شوهد:770 مرة