تفاؤل حذر يرافق عودة المبعوث الخاص للأمين العام الأممي، كريستوفر روس، إلى المنطقة ابتداء من اليوم، عودة تأتي في ظل معطيات جديدة قد تساعد الرجل على التوصل إلى إرساء المناخ الملائم لإلقاء الحجر الضروري لتحريك المياه الراكدة في بحر القضية الصحراوية.
هذه المعطيات يترجمها اقتناع المسؤول الأممي باستحالة الاستمرار في الطريقة الحالية لحل النزاع بين المغرب وجبهة البوليزاريو، ويؤكدها النشاط السياسي والديبلوماسي المكثف الذي قاده في جانفي وفيفري الماضيين إلى كل من الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، روسيا، بريطانيا، إسبانيا، ألمانيا وسويسرا.
المبعوث الخاص الأممي الذي لم يتأثر إطلاقا بالحملة المغربية التي تستهدفه منذ مدة، ولا بمناورة الرباط الفاشلة لسحب الثقة منه، يبدو أنه هذه المرة يحمل الجديد في حقيبته، إذ من المنتظر يبلغ كافة الأطراف المعنية (المغرب وجبهة البوليزاريو والبلدان الملاحظان الجزائر وموريتانيا)، بالقرار الذي اتخذه، بدعم من الأمين العام الأممي، والمتمثل في وقف العمل بصيغة المفاوضات غير المباشرة التي لم تسفر عن أي نتائج.
وبالتالي إعادة تفعيل الخيار الآخر وهو دعوة طرفي النزاع للعودة إلى طاولة المفاوضات المباشرة من أجل تحريك الملف ووضع حد لحالة الجمود التي تكرس حالة اللاحرب واللاسلم وتزيد من معاناة الشعب الصحراوي سواء داخل الأراضي المحتلة أو في مخيمات اللاجئين.
ومع ذلك فان شعورا غالبا يدفع للاعتقاد بأن «روس» يحمل شيئا آخر في جعبته قد يكون موضوعا للنقاش بعد العودة للحوار المباشر، أو بمثابة المخطط البديل لوضع حد للانسداد الحاصل، حيث أن قراءة في الجولة التي قادته في بداية السنة إلى بعض الدول الغربية توصلنا إلى فرضية معينة.
فإذا كانت زيارته لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وروسيا وبريطانيا الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، واسبانيا باعتبارها المسؤول تاريخيا على احتلال الصحراء الغربية، تندرج في إطار حشد الدعم الدولي لجهوده، فإن تعريجه على ألمانيا وسويسرا لأول مرة يفسر بنسبة كبيرة على أن لديه مشروعا ما قد يكون متصلا بالنظام الكنفدرالي أو الفدرالي يعتزم طرحه على طرفي النزاع ليكون الخيار الثاني للاستقلال في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى تنظيم الاستفتاء حول تقرير المصير.
لذلك علينا دائما البحث عن الحقيقة كاملة..
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.