ثورة الإعلام

ح.م
17 مارس 2013

عاد موضوع حرية الصحافة لواجهة الأحداث، في بعض الدول الإفريقية، قبل أيام قليلة بعد تنظيم المؤسسات الإعلامية في كل من مالي، طوغو، وليبيا، وقفات احتجاجية، ضد ممارسات تضيق الخناق على الصحفيين وتقييد حريتهم في تنوير الرأي العام.
وقام صحفيون في مالي، بإضراب عن العمل، نهاية الأسبوع الأخير، بعد اعتقال زميلهم «بوكاري داو»، رئيس تحرير صحيفة «الجمهورية»، بعد قيامه بنشر رسالة مفتوحة لضابط في الجيش تندد بقائد الانقلاب العسكري «النقيب امادو هايا سانغو»، الذي أقدم على رفع راتبه السنوي. واحتجبت الصحف الليبية قبل هذا، احتجاجا على ما وصفته بالعنف الممارس ضد رجال المهنة. أما في الطوغو، فقد استعملت قوات الأمن، قوة مفرطة في تفريق تجمع الصحفيين أمام القصر الرئاسي، أرادوا خلاله التنديد بقانون جديد منظم للمهنة، وأفرج، عن صحافي صومالي، أول أمس، بعد اعتقاله مدة شهرين.
ورغم ما تمر به هذه الدول، وإفريقيا بصفة عامة، من أزمات، إلا أن محترفي مهنة المتاعب لا يريدون، أية عراقيل أو تدابير تعسفية، تعترض حقوق الشعوب في الإعلام، حتى وان كان جل ما تنقله خلال هذه الألفية، قاتم السواد، لكنها تحاول أن تعكس الواقع المعاش بكل موضوعية وبالشكل الذي يخدم المصالح العليا لبلدانها، مكسرة احتكار القنوات الأجنبية التي تعالج الأحداث من زاوية أحادية، تعزز الصورة النمطية القديمة، ومكرسة لحالة الإحباط.
إن قيام تلك المؤسسات الإعلامية، بالاحتجاج دفاعا عن وجودها، وسلامة رسالتها، يعكس درجة الوعي الذي باتت تملكه، ويؤكد أنها أحسنت استغلال، هوامش الحرية التي منحت لها جيدا، وما أحوج القارة الإفريقية لإعلام نزيه موضوعي يواكب طموحاتها وتطلعاتها المستقبلية نحو غد أفضل .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024