تمثل البطالة في أوساط الشباب، إحدى المشكلات الأساسية التي تواجه معظم دول العالم باختلاف مستويات تقدمها وأنظمتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وفي الجزائر هذه المشكلة مطروحة في جميع الولايات ولا تقتصر على جهة دون أخرى.
وتعتمد جميع القطاعات في عملية التوظيف على الكفاءة كمعيار أساسي، خاصة فيما يتعلق بالتخصصات التقنية والعلمية، بغض النظر عن الولاية التي ينتمي لها الباحث عن عمل، لأن الهدف في كل هذا هو دفع التنمية الوطنية نحو الأمام.
وخروج شباب الجنوب في مسيرة سلمية للمطالبة بتوفير مناصب شغل وتحسين أوضاعهم الاجتماعية، أمر أكثر من عادي وحق مشروع، للفت انتباه السلطات المحلية لمشاكلهم بصورة حضارية، لكن غير العادي في كل هذا هو التهويل الإعلامي الذي صاحب الاحتجاجات الاجتماعية، ومحاولة البعض استغلال الوضع لتحقيق مآرب سياسية، وراحوا يصطادون في المياه العكرة لاسترضاء أطراف لا تحب الخير للجزائر، فكان الرد قويا من شباب الجنوب، الذين يعرفون الطريقة والأسلوب الأمثل للدفاع عن حقوقهم دون وصية أحد، واثبتوا أنهم حريصون على وحدة البلاد واستقرارها، وعبروا عبر الشعارات التي رفعوها عن ولائهم للوطن وإخلاصهم ووفائهم له.
هذا السلوك الحضاري من شباب الجنوب يستحق التنويه والتقدير، وهو درس لأعداء الوطن، الذين يحاولون في كل مرة التشكيك في وطنية البعض من شباب الجزائر، والتقليل من جهود الدولة لدعم التنمية وفتح مناصب شغل لهذه الفئة في جميع ولايات الوطن بما فيها الجنوبية. والتعليمة الأخيرة التي أصدرها الوزير الأول عبد المالك سلال، مثال آخر لمدى الرعاية الكبيرة التي توليها الدولة للمناطق الجنوبية، ودليل على نية المسؤولين للاستجابة لمطالب شباب الجنوب، والقضاء على مشكل البطالة بالمنطقة، التي تتوفر على إمكانيات هائلة وطاقات شبانية مؤهلة وكفأة، يمكن أن تساهم في الإنتاج ودفع التنمية بهذه الولايات، بعيدا عن المزايدات السياسية والإعلامية.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.