لا أدري لماذا عاد بي تفكيري بعد شهرين تقريبا إلى إحدى المدن الساحلية الشرقية الجزائرية، حيث كنت أقضي عطلتي الصيفية رفقة عائلتي.
المدينة التي زرتها لأول مرة كنت أعرف عن أهلها القليل، ولأن المثل الشعبي عندنا يقول ''اسأل المجرب وما تسألش الطبيب''
جعلني أكتشف بعض الحقائق والخصائص التي تميّز المنطقة، منها ما يريح طبعا ومنها ما يِؤلم.
ما تألمت له هو ذلك النادل الشاب الذي لا يتجاوز عمره الخامسة والعشرين حسب تقديري، ونحن بإحدى مطاعم المدينة المشهورة بـ''شوائها''، عندما جاء لأخذ قائمة طلباتنا حيث تضمنت قارورة من الماء المعدني، فرد علينا بعدم توفرها بالمطعم، ففهمنا أنه يجبرنا على اقتناء أنواع العصير الموجودة والمشروبات الغازية.
المهم، أحضر هذا الشاب كل ما اشتهيناه خلال فترة لم تجعلنا نمل من الانتظار في ظل ديكور المطعم الجميل، والاستمتاع بنسمات البحر وروعة منظر غروب الشمس. كان الأكل لذيذا وذوقه يفتح الشهية أكثر، أكلنا وشبعنا في حضرة العصير وما اخترناه مجبرين، لكن لم نرتو في غياب الماء الذي جعل الله منه كل حيا.
ونحن نغادر المطعم تفاجأنا بالنادل وهو يحمل قارورة الماء لتلبية طلب أحد الزبائن، سألناه باستغراب عن وجوده الآن، فرد علينا ''إنكم لم تقوموا بطلبه'' وأصرّ على جوابه، ففهمنا لتوّه أننا لم نشرب الماء لأننا طلبنا منه ''Eau minérale'' ولم نطلب ماء معدني.
ربما خطأنا هو من حرمنا من شرب الماء وكان علينا استعمال لغتنا في ظل التهجين الذي لم نستطع التخلص منه أو خطأ صاحب المحل الذي يشغّل شبابا تتطلب مهنتهم تكوينا في هذا المجال، وعندها وضعنا النادل في كفة الميزان، وزبونا أجنبيا في الكفة الأخرى، ترى هل سيقسط الميزان؟
المدينة التي زرتها لأول مرة كنت أعرف عن أهلها القليل، ولأن المثل الشعبي عندنا يقول ''اسأل المجرب وما تسألش الطبيب''
جعلني أكتشف بعض الحقائق والخصائص التي تميّز المنطقة، منها ما يريح طبعا ومنها ما يِؤلم.
ما تألمت له هو ذلك النادل الشاب الذي لا يتجاوز عمره الخامسة والعشرين حسب تقديري، ونحن بإحدى مطاعم المدينة المشهورة بـ''شوائها''، عندما جاء لأخذ قائمة طلباتنا حيث تضمنت قارورة من الماء المعدني، فرد علينا بعدم توفرها بالمطعم، ففهمنا أنه يجبرنا على اقتناء أنواع العصير الموجودة والمشروبات الغازية.
المهم، أحضر هذا الشاب كل ما اشتهيناه خلال فترة لم تجعلنا نمل من الانتظار في ظل ديكور المطعم الجميل، والاستمتاع بنسمات البحر وروعة منظر غروب الشمس. كان الأكل لذيذا وذوقه يفتح الشهية أكثر، أكلنا وشبعنا في حضرة العصير وما اخترناه مجبرين، لكن لم نرتو في غياب الماء الذي جعل الله منه كل حيا.
ونحن نغادر المطعم تفاجأنا بالنادل وهو يحمل قارورة الماء لتلبية طلب أحد الزبائن، سألناه باستغراب عن وجوده الآن، فرد علينا ''إنكم لم تقوموا بطلبه'' وأصرّ على جوابه، ففهمنا لتوّه أننا لم نشرب الماء لأننا طلبنا منه ''Eau minérale'' ولم نطلب ماء معدني.
ربما خطأنا هو من حرمنا من شرب الماء وكان علينا استعمال لغتنا في ظل التهجين الذي لم نستطع التخلص منه أو خطأ صاحب المحل الذي يشغّل شبابا تتطلب مهنتهم تكوينا في هذا المجال، وعندها وضعنا النادل في كفة الميزان، وزبونا أجنبيا في الكفة الأخرى، ترى هل سيقسط الميزان؟