تعامل الإعلام الجزائري ببعض السلبية مع محاولات إثارة الفتنة في الجنوب من خلال الترويج لأكاذيب وتلفيقات لحشد أكبر قدر ممكن من شباب الولايات الصحراوية للقيام بمسيرة غدا.
وحاولت بعض وسائل الإعلام وخاصة الصحافة المكتوبة الخاصة تضخيم الأمور وتهويلها وصناعة رأي عام ـ حتى ولو كان ضد مصلحة البلاد واستقرارها ـ حتى تقول بأنها تملك الحقيقة.
لقد قام الغرب بتقنين الحرية المطلقة التي كان يمنحها للسلطة الرابعة وهذا بطلب من الإعلاميين وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث احتج الصحافيون على الاستعمال المفرط للحرية، واستغلالها لضرب الحياة الخاصة للأفراد والقذف ونقل الأخبار المغلوطة وتصفية الحسابات واهتدوا إلى وضع نظرية المسؤولية الاجتماعية في الإعلام.
وينادي هذا التوجه بضرورة تحمل وسائل الإعلام لمسؤوليتها تجاه المجتمع، لأن تمتعها بالحرية لا يعني أنها تفعل ما تشاء دون حسيب ولا رقيب وهو ما جعل الصحافة في الغرب تشعر بدورها في التنوير والتحسيس والتنبيه والحفاظ على المصالح العليا.
وقد خلق هذا الشعور نوعا من الإبداع وارتباط المصالح في الغرب وهو ما مكنهم من تحقيق العديد من المكاسب والتقدم في هذا المجال فطوروا السياسة وحقوق الإنسان والاقتصاد والمجتمع والثقافة وكل ما يخدم الإنسان.
وبالمقابل وجدنا أنفسنا نحن نعبث بالإعلام ونستغله لتصفية الحسابات الضيقة وتشجيع الرداءة في بعض الأحيان وإخفاء الحقائق والترويج للمشاكل وكأنه مكتوب الاطلاع فقط على الأمور السلبية دون أن نتمكن من تقييم حالنا وتسطير ما نريد من هذه السلطة الرابعة التي تفوق قوتها الرؤوس النووية.
إن العمل على تهدئة الأوضاع في الجنوب يدخل في إستراتيجية الحفاظ على مصلحة البلد وتعزيز الاستقرار الذي دفعت من أجله الجزائر الكثير، إن تأثير الإعلام واضح ولا يمكن أن ينكره أحد، ولكن استعماله لإحلال الفوضى وتشجيع الفتنة أمر غير مقبول وخط أحمر يجب التوقف عنده.
إن من خلال الكتابة لا نرغب في إخفاء الحقائق أو الوقوف في حقوق الأفراد والمواطن، لكن ننبه لضرورة التحلي بالحكمة والتعقل وأخذ العبرة من ما حدث في دول الجوار في سوريا ومصر ودول أخرى لأن التحولات العالمية تجعلنا لا نلوم إلا أنفسنا وحتى وسائل الإعلام التي تتجاهل ما تكتب ستجد نفسها في وضع لا تحسد عليه لأنها تكون قد نسيت بأنها تعيش في الجزائر؟
مسؤوليـة الإعـلام
حكيم/ب
11
مارس
2013
شوهد:1025 مرة