إن فهم الشاب لذاته ومقوماته الفكرية ومؤهلاته العلمية، يعتمد على تواصله مع من هم أكثر علما ومعرفة وتجربة، ليقوم بدوره بعيدا عن الالتباس والخلل. والمقصود بالتواصل هنا هو محاولة الكسب والاستفادة من خبرات الآخرين، عن طريق الاحتكاك. ويمكن اعتبار الجيل الحالي أكثر حظا لأنه يتوفر على وسائل عديدة للتواصل، بغض النظر عن المكان الذي يتواجد فيه، لما وفرته التكنولوجيات الحديثة من أدوات لذلك.
كما أن الملتقيات والمؤتمرات تساعد الشاب على بناء جسر حوار مع المختصين والباحثين والخبراء، والتعمق أكثر في تخصصاته وأبحاثه، وبالتالي رفع مستواه العلمي والثقافي. والجميل أن بعض الشباب يسعى جاهدا ليسجل حضوره في مؤتمرات دولية تقام دوريا في الخارج، خاصة منها الشبابية، ويحاول أن يكون طرفا أساسيا فيها لنقل علومه وآدابه وفنونه وثقافته ونُظُمه وأساليب تفكيره للمجتمعات الأخرى.
تقي الدين جفال الذي تمكن في فترة وجيزة من المشاركة في العديد من المؤتمرات الدولية، كان عنصرا ناشطا وفاعلا فيها، هو عينة من شباب جزائريين كثر، يملكون قدرات هائلة في ميادين عدة كالإلكترونيك، الإعلام الآلي، الهندسة الكهربائية... استطاعوا تشريف الجزائر وساهموا ببحوثهم، تدخلاتهم ومشاركاتهم أمام شباب عديد الدول وأساتذة وباحثين وشخصيات سياسية عالمية، في اعطاء صورة ناصعة عن أبناء الجزائر الذين تجاوزوا عقدة الحوار والتواصل مع الآخر ليفيدوا ويستفيدوا.
هؤلاء الشباب كوّنتهم المدرسة الجزائرية، التي اكسبتهم قوة التعلم وأعطتهم إرادة التفوّق، ولم يحصروا مجال البحث ضمن نطاق الجامعة بل سعوا للنهل من معارف الآخرين، والمشاركة في مختلف النشاطات العلمية داخل وخارج الوطن، لهدف أسمى هو المعرفة. وعلى باقي الشباب الاقتداء بتقي الدين جفال وأمثاله بغية تنمية مهارات التفكير المستقل والإبداع والابتكار، ومسايرة المستجدات المعرفية والعلمية في العالم، وبالتالي الانخراط الفعال في سوق الشغل والإنتاج.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.