لم يتمكنوا من استدراجه في الشمال فكرروا المحاولة من الجنوب!.. أو كما يقول المثل الشعبي «طردوا من الباب فعادوا من النافذة»!.. ذلك بالضبط ما ينطبق على المحاولات الفاشلة التي لا تزال تستهدف جر الشباب الجزائري إلى الهاوية من خلال دفعه إلى الانسياق وراء سيناريو الربيع العربي المزعوم.
نتذكر التجمعات التي كانت تنظم أسبوعيا بساحة أول ماي بالعاصمة غداة ظهور هذا الربيع ببعض الدول العربية قصد دفع الشباب إلى الثورة والخروج إلى الشارع، وكيف سقطت هذه المحاولات غير البريئة في الماء رغم وقوف أطراف سياسية وراءها.. ومع ذلك ها هي تعود مرة أخرى ولكن بمكر وخبث أكبر حيث تستهدف جنوبنا الكبير!.
فالدعوة التي أطلقتها بعض الأطراف على صفحات الفايسبوك لتحريض الشباب البطال على التظاهر يوم الخميس القادم بمدينة ورقلة تندرج في سياق التوظيف السياسي لمشاكل الشباب، وهي امتداد للمحاولات السابقة، وحلقة أخرى من حلقات مسلسل يرمي إلى تجسيد مخطط لزعزعة استقرار البلاد يرتكز فيما يبدو على ثلاثة نقاط حساسة هي إثارة ملف الفساد بسوناطراك في هذا الوقت بالذات، واستغلال حالة الإحباط لدى الشباب بسبب البطالة خاصة، واستغلال الاضطرابات الحاصلة بالدول المتاخمة لولايات جنوب البلاد.
المسلسل في حلقاته الحالية يبدو أكثر دراماتيكية ووحشية حيث أضحى يستهدف شريان حياة الجزائريين وهو اقتصادهم القائم المحروقات، المحروقات الموجودة بولايات الجنوب، والتي تشرف على تأمينها سوناطراك..
من المؤكد يقينا أن الشباب بالجنوب يعاني من البطالة على غرار شباب الشمال بل وبدرجة أشد وأنكى، ومن واجب الحكومة تلبية حاجياته، ومن حقه هو أن يواصل رفع مطالبه إلى أن تتحقق، ولكن دون أن يترك مجالا لتدخل الطرف الثالث الذي يسعى للعبث بمصيره وبمقوماته.
ما من شك أن مشكل البطالة بولايات الجنوب ما فتئ يتفاقم على مدار السنوات الماضية رغم ما توفره الشركات البترولية من مناصب شغل سنويا، وذلك بسبب سوء تسيير شركات المناولة المتحكمة في سوق العمل هناك، غير أن قرار وزير الداخلية الأخير الذي يقضي بضرورة عرض مناصب العمل عبر مؤسسات التشغيل التابعة للدولة فقط من شأنه رفع الكثير من الاختلالات وتوفير عدالة أكبر لشباب المنطقة.
لذلك علينا دائما البحث عن الحقيقة كاملة..
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.