دخلت الأزمة السياسية بين المعارضة وجماعة الإخوان الحاكمة في مصر، منذ شروع محافظات القنال في شن عصيان مدني، مرحلة حساسة وخطيرة تذكرنا ملامحها المرتسمة إلى حد الآن بالوضع الذي عاشته الجزائر في بداية التسعينيات قبيل انزلاقها في النفق المظلم الذي لم تخرج منه إلا بعدما دفعت ضريبة قاسية من الدم والدموع.
انزلاق بدأ كذلك بشن عصيان مدني من أجل إسقاط النظام، عصيان شل الحياة العامة في البلاد، وكانت نتيجته السوداء انسداد سياسي وفوضى نالت من هيبة المؤسسات الدستورية للدولة، فاستشرت لغة العنف المدني الذي أوقع ضحايا، بصفة عرضية نعم، لكنه شكل نقطة تحول إلى عنف مسلح استباح دم الإخوة الفرقاء فاستعصى وقفه، واستحالت العودة إلى مدخل النفق، فكان الحل الوحيد مواصلة السير وسط العتمة والبحث عن المخرج.
رغم أن المأساة الوطنية التي عشناها صارت كتابا مفتوحا قرأته واستفادت منه العديد من الدول والشعوب، ورغم أن الشعب المصري تحلى بالكثير من التحضر وضبط النفس خلال ثورة ٢٥ يناير حيث حافظ على سلميتها، إلا أن تغير العديد من المعطيات الحيوسياسية والاستراتيجية حاليا أصبح يقلل، مع مرور الوقت، من قوة هذه الحصانة وفتح الوضع على كافة الاحتمالات.
إن اللجوء إلى العصيان المدني كوسيلة للتعبير، في هكذا ظروف وهكذا وضع، سيمته الغالبة العنف حتى في التعاطي السياسي، هو بكل المقاييس بداية الفوضى القاسية، فالديمقراطية تكون في ظل حكم الأغلبية نقمة وفي ظل التوافق نعمة.
لذلك علينا دائما البحث عن الحقيقة كاملة..
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.