.. على آثار عيد الحرية

فنيدس بن بلة
19 مارس 2016

«لابد من التمعن في ذكرى 19 مارس، الاستلهام من عبرها ودلالتها واتخاذ منها درسا للحاضر والمستقبل. هذا اليوم ليس مجرد حدث عابر يحتفل به. لكنه وقفة تأمل ورؤية استشرافية للبناء الوطني والمكاسب المحققة بالدم والدمع ونضالات لم تتوقف منذ دخول فرنسا إلى البلاد وتماديها في الترويج لمشروع استيطاني ولد ميتا”. هكذا قال عبد المجيد شيخي المدير العام من منبر “ضيف الشعب” موجها رسالة إلى المسؤولين، المؤرخين، النشء بضرورة الاهتمام بالمحطة الحاسمة في تاريخ الثورة الجزائرية التي تعد مرجعية في النضال لحركات التحرر في العالم بأسره.
19 مارس.. محطة لأخذ العبر من الانتصار الجزائري على أكبر قوة استعمارية مدعمة من الحلف الأطلسي ظلت تروج لأشياء ما أنزل الله بها من سلطان، مدعية عدم وجود أمة جزائرية في التاريخ البشري، مؤثرة على نخب جزائرية سارت في هذا الطريق المسدود، معيدين تكرار الخطأ قبل أن يستفيقوا من غفلتهم وتصحيح أخطائهم بل وحتى الانخراط في معركة التحرر وتولي زمام القيادة وتسيير دواليب الثورة.
19 مارس يعود إلينا في ظرف يفرض أخذ العبرة منه والتسلح بقيمه والتغذي بروحه لمواجهة طوارئ الظرف وتحديات المرحلة وتداعيات تهديدات المنطقة ودول الجوار التي تعيش على وقع اهتزازات ارتدادية أملتها أجندات خارجية بغرض تغيير الخارطة العربية الإسلامية.هي اهتزازات تسوق بتسميات مغرية ومصطلحات أثبت الواقع تناقضاتها مع الديمقراطية والحرية.
على هذا الأساس دعا شيخي الى المزيد من الوعي والحذر وتجنب القاعدة السلبية “تخطي راسي” في التعامل مع هذه التهديدات التي تستهدف الجزائر وقوتها واستقرارها.
لأن للجزائر أهمية كبرى بالنسبة للسياسة الدولية فهي مستهدفة منذ وقت طويل ليس فقط بدءا من الاحتلال الفرنسي الغاشم. استهدفت الجزائر منذ الاحتلال الروماني حين كانت جغرافيا تشكل واجهة واسعة مطلة على المتوسط مهد الحضارات.
استهدفت من قوى استعمارية كثيرة وظلت واقعة في قبضة من يسيطر عليها لأهميتها الاستراتيجية والتاريخية باعتبارها بوابة إفريقيا تنتمي إلى محيطين واسعين : الأمة العربية والإسلامية. إذا كان النزاع على العروبة فهي وسط هذا المعترك. وإذا كان النزاع على الأمة الإسلامية فهي في قلب هذا المحور وإذا كان النزاع دوليا فهي في عين الإعصار.
ما تعرفه المنطقة ودول الجوار لا يخرج عن هذه الرؤية والنظرة، مما يحتم أخذه في المعادلة الأمنية من مختلف التشكيلات السياسية والطبقات الاجتماعية. إذا لم يتفهم المواطن هذه المسألة ويعرها الاهتمام والوعي الكافي ستبقى الجزائر هشة ولن تقوم لها قائمة.
تشكيل جبهة وطنية في ظل هذه المعطيات أكثر من ضرورة لصيانة ما دافع من أجله الأسلاف وما بذلوه من تضحيات في سبيل إعلاء الجزائر ورفع شأنها بين الأمم.
وذكرى عيد النصر عبرة لمن لا يعتبر.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024