نقل التّنظيم الإرهابي النّاشط في السّاحل الإفريقي نشاطه إلى أقصى غرب إفريقيا، ونفّذ اعتداءً دمويا في منتجع سياحي في كوت ديفوار، أدّى إلى مقتل 14 مدنيا وجنديين.
هذا التّنظيم الذي يعتبر الأقدم في المنطقة، من خلال هجماته الأخيرة في كل العاصمة البوركينابية واغادوغو، وقبلها باماكو في مالي، لا يريد أن يظهر في مرتبة متأخّرة على قائمة التّنظيمات الأكثر دموية في العالم، ويعتقد أنّ استمراره ووجوديته تمكن في مواصلة قتل الأبرياء من بلد لآخر لتحقيق الاستقطاب الإعلامي من جهة، وتنفيذ أجندات خفية من جهة أخرى.
لا يوجد أدنى شك، في أنّ قيام التّنظيم بأول عملية إرهابية في كوت ديفوار ينمّ عن تخطيط مسبق، وعن تجنيد لعناصر تنتقل بحرية كاملة في منطقة غرب إفريقيا، وتجد خلايا دعم وإسناد.
فبين شمال مالي المعقل الرئيس له وكوت ديفوار، دول ذات سيادة وذات إمكانيات عسكرية جيدة تساهم بها في عمليات حفظ السلام، كما أنّ تنظيم بوكو حرام الإرهابي يملك أسبقية المبادرة في الفعل الإجرامي في المنطقة بشكل أكبر، ما يعني وجود شبكة ربط بين آبيجان والساحل قوية، وتشتغل بشكل مكثّف.
ولعل استهداف هذا البلد، المعروف بكونه قبلة للسياح الأجانب ورجال الأعمال، يؤكّد وجود النية في تعميم انتشار الأنشطة الإرهابية لأكبر عدد ممكن، وبالتالي لن نستغرب إذا تعرّضت غينيا وليبيريا إلى أعمال مماثلة، فجميعها صارت عرضة للإرهاب، وكلها معنية بتعزيز ترسانتها من الأسلحة، وبين هذا كلّه تبقى تجارة السّلاح أكثر انتعاشا من البترول في الوقت الحالي.