التقرير الخاص بفرض الإستثمار في الجزائر الصادر عن مكتب الأعمال الإقتصادية والتجارية التابع لكتابة الدولة الأمريكية وصف واقع هذا النشاط في سنة 2013، بأنه مستقر وواعد.
ومثل هذا التقييم الصارم لا يخضع لأي منطق مجمالتي أو يعد عفويا هكذا لا أبدا الأوساط السياسية في الولايات المتحدة لا تتلاعب بهذه الأشياء، ولا تريد أن تبحث عن شكر من أي طرف، لأن عالم الأعمال عندها يساوي ما يعرف بالبزنس وهم لا يستثمرون في المجال أو يجربون ما يعرف بالمغامرة.
هذه الرؤية غير موجودة لدى الأمريكين وكل تقرير يصدر عن جهة اسمية يعد بمثابة المرجعية التي يستند إليها كل المتعاملين في استثماراتهم خاصة الشركات الكبرى التي لها باع طويل في علاقاتها مع الجزائر.
ومن خلال قراءة متأنية لهذا التقرير يتبين بأنه اعتمد على تثبيت حقيقة مفادها أن حركية الإقتصاد الجزائري يثير المزيد من الإهتمام بالنسبة للشركات المهتمة بدخول مجال الإستثمار في هذا البلد، والتي ترغب في إقامة شراكة مع شركاء من الداخل، مثمنة كل الإجراءات المعلنة في قانون المالية 2013، المتوجهة للإستثمار الأجنبي خاصة في المحروقات، والتدابير الجبائية والجمركية، وفي هذا الإطار اعتبر التقرير أن القاعدة المتعارف عليها 51 ـ 49 لم تعد عائقا في كل هذاالإهتمام، وعليه فإن الوفود الإقتصادية الأمريكية ارتفعت من 30 بعثة سنة 2010 إلى 60 بعثة سنة 2012 .
كل هذه الرؤية الأمريكية لواقع وآفاق فرص الإستثمار المتاحة في الجزائر، تبقى الرغبة القوية والإرادة الصلبة في مواصلة خيار العمل في هذا البلد مهما كانت الظروف التي تطفو إلى السطح من حين لآخر، وفي مجمل خلاصته فإن التقرير ما هو إلا نقاش ثري وحوار بناء المستقبل التواجد الأمريكي في الجزائر على ضوء توفر منطلقات ترقية هذه الشراكة باتجاه منح كل التسهيلات في أطر قانونية متعارف عليها، تكون لصالح الجانبين لذلك فإن في أقل من شهر ونصف من أحداث تيغنتورين يرد الأمريكيون على كل التصريحات المشككة الصادرة عن أطراف أرادت أن تعتمد على مسألة التهويل فيما وقع وسعت لتشويه سمعة هذا البلد ... فكتابة الدولة الأمريكية ومن خلال مكتب الأعمال الإقتصادية والتجارية، وجهت رسالة واضحة المعالم إلى كل الذين انساقوا وراء طروحات لا أساس لها من الصحة لممارسة المزيد من الضغط قصد إجبار الجزائر على تقديم تنازلات معينة، وهذا ما لم يحدث بدليل أن وزارة الطاقة والمناجم ذكّرت الجميع بالتزاماتهم وكل من يريد استفسارا ما عليه إلا مخاطبة المعنيين مباشرة دون الخوض في وسائل الإعلام بشتى أصنافها.
الرهان ليس سهلا، لأن التكالب الإرهابي على الجزائر، تجاور كل المعقول، وهذا عندما يريد هؤلاء ضرب منشأة غازية بإن أمناس وأخذ أو بالأحرى المناورة بورقة الأجانب ونقلهم إلى خارج الحدود للتفاوض بهم وتدخل الجيش الجزائري وضع حد لهذا المخطط الإرهابي وأسقط كل الحسابات التي كانت تعد هنا وهناك.
فكل المواقف السياسية كانت لصالح الجزائر. وهذا منذ 16 جانفي إلى غاية اليوم .. منددة بما وقع من اعتداء إجرامي ضد الجزائر، وبالتوازي مع ذلك فإن الكلمة في الوقت الراهن للإقتصاديين ورحال الأعمال الذين يبدون تعلقا وتمسكا بعلاقاتهم التجارية مع هذا البلد، وفي هذه الإطار فإن اليابانيين أكدوا لنا في تيغنتورين بأنهم سيستثمرون في مشاريع أخرى بالجزائر نفس الموقف أبداه كل الشركاء الذين اشتغلوا في تيغنتورين.
لا بديل عن التعاون مع الجزائر
جمال أوكيلي
01
مارس
2013
شوهد:1098 مرة