هل يكفي رفع أجور الأميار!

¯ يكتبها: توفيق يوسفي
25 فيفري 2013

على عكس أغلب الموظفين والعمال في مختلف القطاعات لم يثر قرار تحسين أجور المنتخبين المحليين أي ردود فعل رغم أن الزيادات المقررة معتبرة وسترفع مرتبات الأميار إلى حدود ١٣ مليون سنتيم وأجور رؤساء المجالس الولائية إلى ١٦ مليون سنتيم..
القرار مدرج في المرسوم التنفيذي المتضمن النظام التعويضي الخاص بالمنتخبين الذي وقعه الوزير الأول والمنتظر صدوره الأسبوع القادم في الجريدة الرسمية، ويأتي في إطار الإصلاحات التي شملت أيضا تعديل قانوني البلدية والولاية من أجل تحسين الظروف المادية للمنتخبين قصد «كف» أيديهم عن المال العام ورفع أدائهم المحلي ودفعهم إلى الاهتمام أكثر بمشاكل وهموم المواطنين.
الواقع يدفع إلى الجزم سلفا بأن هذه الزيادة، رغم أهميتها، لن تكون كافية لتحقيق ذلك.. فهل سمعنا يوما أن المنتخبين في المجالس المحلية طالبوا برفع أجورهم أو تحسين ظروفهم المعيشية رغم أن حال رواتبهم الشهرية كان منذ وقت طويل من حال رواتب المنتسبين لقطاع الوظيف العمومي؟! فمع ذلك كانوا ولايزالون يتسابقون ويتنافسون على هذه المناصب بشتى الطرق، بل ويدفعون الأموال من جيوبهم الخاصة من أجل الظفر برؤوس قوائم المترشحين التي أصبحت تباع وتشترى بـ «الشكارة».
إن الامتيازات والمصالح التي يمكن تحقيقها بطرق غير شرعية بعد الوصول الى مناصب المسؤولية في المجالس المحلية المنتخبة أكبر وأهم بكثير من هذه الزيادات، بل وحتى من المال الفاسد الذي يدفعه البعض من أجل الجلوس على كرسي «المير»، ما يعني أن إصلاح التسيير المحلي لشؤون المواطنين يتطلب إجراءات إضافية وعلى أصعدة أخرى يجب أن تشمل إقحام المواطن كأول وسيلة رقابية على ممثليه، وتشديد العقوبات على المتورطين منهم في التلاعب بمصالحه، وتدقيق الأحزاب في اختيار مرشحيها، وتفعيل دور المجتمع المدني الذي صار المراقب الأول والأداة الناجعة لتقييم وتقويم أجهزة التسيير بما فيها الحكومية.
لذلك علينا دائما البحث عن الحقيقة كاملة..

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024