يتوقف نمو وتطور ثقافة أي بلد على مجهودات أبنائها داخل ترابها مقترنة عزيمة وإرادة تبحث عن سبل إخراجها عن رقعتها الجغرافية.
لايختلف اثنان في الخطوات والتحفيزات التي تعتمدها وزارة الثقافة لاعطاء دفع لكل الانواع والاجناس الادبية والفنية، من خلال احتضان بلادنا لكبرى التظاهرات الثقافية، حيث انه من المنتظر عودة عاصمة الثقافة العربية الى الجزائر لتكون محتضنتها قسنطينة.
ولا يمكن انكار او تناسي دور الجمعيات في الساحة الثقافية، الا ان الغريب اننا وكمتتبعين للنشاطات والفعاليات في هذا الميدان لا نجد الا القليل منها لها حضور قوي وفعال في بناء والتعريف بالتراث في مختلف الجوانب، لنجد أنفسنا نتساءل عن مكانة الجمعيات الأخرى المندرجة ضمن القائمة الطويلة المحتوية لعدد كبير منها عبر كامل التراب الوطني.
تضاربت الآراء حول دور الجمعيات في تفعيل الحركة الثقافية، منها من رأى ايجابية وجودها، ومنها من قال العكس، ورآه إهدار للمال ووضعه بين أيدي بعيدة عن الثقافة، وتتخذ منها ميدان للبزنسة ومصدرا للثروة.
وفي هذا الملف اقتربت »الشعب« من عدد من الجمعيات في جهات مختلفة من الوطن، لنكتشف عن قرب أسباب غياب جمعيات عن الساحة وحضور قوي لأخرى رغم الإمكانيات المحدودة، إلا أن اكبر عائق تعانيه هو الدعم، إضافة إلى انعدام الاستثمار في هذا الميدان المهم الذي يرسم هويتنا قبل كل شيء، ويضم ضمن ثناياه أسماء تعد من كلاسيكيات مختلف الألوان الثقافية، التي مثلت الجزائر أحسن تمثل، غير أنها ما تزال مغمورة ومتجاهلة، وهنا من المفروض تبرز الجمعيات لتقف إلى جانب المؤسسات الرسمية الثقافية وتكوّن معها وظيفة تكاملية، ليبقى السؤال المطروح هل المثقف الفعلي يتخذ من ثقافته ميدانا للبزنسة؟ أم أن الساحة أصبحت تغزوها الطرق الالتوائية التي تبعد الرجل المناسب من المكان المناسب؟
تفعيل للثقافة أم بزنسة؟
سميرة لخذاري
23
فيفري
2013
شوهد:1003 مرة